«الجزيرة».. تُحوِّل «بن لادن» من إرهابي لقديس
السبت 02/يونيو/2018 - 02:26 م
بن لادن
نهلة عبدالمنعم
نشرت قناة «الجزيرة» القطرية، البوق الناطق للجماعات الإرهابية، فيلمًا وثائقيًّا بعنوان «بن لادن.. في عيون من يعرفونه»؛ لتمجيد حياة زعيم تنظيم القاعدة السابق ومؤسسها، أسامة بن لادن، وذلك عبر فضائيتها الناطقة باللغة الإنجليزية.
وأصدرت القناة الفيلم الوثائقي -في نية واضحة- لتلميع المتهم الأول عن تدبير أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة؛ حيث استضاف الفيلم شخصًا يُدعى ناصر البحيري –الذي كان بمثابة الحارس الشخصي والمرافق لأسامة بن لادن- ادعى أن زعيم التنظيم الإرهابي كانت له إنسانية فائقة، وذلك في فهم مزرٍ لمعنى الإنسانية.
كما استضاف الفيلم أيضًا أشخاصًا أُخر مثل أحمد شاه أحمد زي، أول رئيس وزراء لحكومة أفغانية للإرهابيين في العاصمة كابل، وأبوأكرم أحد عناصر التنظيم، إضافة إلى أحد المصورين الذين تعاملوا معه قبل مقتله، وكلهم تحدَّثوا بفخر وتمجيد للسيرة الذاتية لأسامة بن لادن.
وأثار الفيلم ردود فعل غاضبة، ليس فقط في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، بل على المستوى الدولي أيضًا؛ حيث نشرت صحيفة «conservative review» تقريرًا أدانت فيه قناة الجزيرة، واتهمت قطر بدعم رموز الإرهاب.
ووصفت الصحيفة القناة بأنها الراعي الرسمي للنشاط الإرهابي للدولة القطرية، التي مازال قياداتها يواصلون تقديم الدعم الأيديولوجي والمالي للمنظمات الإرهابية، مثل جماعة الإخوان، والقاعدة، والنظام الإيراني، وعدد لا يُحصى من الجماعات المتطرفة.
كما استشهدت «conservative review»، بالمقولة التي دوّنها «بن لادن» في مذكراته، وحصلت عليها القوات الأمريكية بعد غارة على مجمع «أبوت آباد» في الثاني من مايو عام 2011، التي أدت إلى مقتله؛ حيث كتب زعيم التنظيم: «الجزيرة، الحمد لله، حاملو راية الثورات».
كما أعرب جيمس جاي كارافانو، مدير مركز دوجلاس وسارة أليسون لدراسات السياسة الخارجية، عن استيائه من هذا الفيلم، وقال مغردًا على «تويتر»: «سبب مشين للصحافة»، في إشارة إلى أن حرية الصحافة مهما بلغت يجب ألا تصل إلى حدِّ الترويج للجماعات الإرهابية.
ومن جانبه، شجب دكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، استغلال الأدوات الإعلامية؛ للإشادة بأي رمز أو كيان إرهابي، مستنكرًا تمجيد القناة لـ«بن لادن» وتقديمه كنموذج وقدوة، رغم أنه شخص مثبت عليه تنفيذ أعمال إرهابية، وإزهاق أرواح أبرياء.
وأوضح «علم الدين» في تصريح لـ«المرجع»، أن أي نموذج إعلامي، سواء كان فيلمًا أو مقالًا أو تصريحًا ينبغي له ألا يتحول من وسيلة هادفة تنشر المعرفة إلى بوق للجماعات الإرهابية وقيادتها، مضيفًا: «كيف لمجرم متطرف أن تحوله الجزيرة لقديس؟».
يشار إلى أن «الجزيرة» اشتهرت بالحوارات الحصرية مع قادة الإرهاب الدولي، خاصة مؤسس تنظيم القاعدة الذي اختصها بكلماته السامة في أكتوبر 2004 لتبرير الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة، إضافة إلى اختيارها إعلان مسؤوليته عن أحداث 11 سبتمبر عام 2001، التي راح ضحيتها 2996 شخصًا.





