فضائح «العدالة والتنمية» في تركيا.. مسلسل فساد لا ينتهي «3-4»
استعرضنا في الجزء الثاني من ملف حقائق صادمة عن فساد العائلة والحزب الحاكم في تركيا، سيطرة الرئيس رجب طيب أردوغان، وعائلته على مفاصل الاقتصاد التركي.
ونتناول في الجزء الثالث بعض وقائع الفساد التي تورط فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم.
«لا وفر العدالة ولا حقق التنمية»، هذا ما تجرعته تركيا على مدار 18 عامًا من حكم حزب «العدالة والتنمية»، منذ عام 2002، قضايا فساد ومخالفة القوانين هي السمة البارزة للحزب الحاكم، وهذا ما كشفه رئيس الوزراء السابق، أحمد داود أوغلو(المعارض حاليًا)، إذ أن حكومة «العدالة والتنمية» تتلاعب بالأرقام للتستر على وضعها الاقتصادي المتدهور، وتلجأ لفرض الضرائب ورفع أسعار السلع والخدمات لعلاج العجز الذي تسبب فيه فساد أردوغان وعائلته.
«أردوغان».. من بائع مخبوزات وفواكه إلى «قارون العصر» «1-4»
تقارير هيئة الإحصاء في تركيا كشفت ملف فساد جديد، ببلدية إسطنبول التي كانت تحت سيطرة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم طيلة 17 عامًا، وأكدت بيانات رسمية، أن سيارة تابعة لإدارة المياه والصرف الصحي بالبلدية استهلكت ديزل بمبلغ 42 ألفًا و794 دولارًا، خلال عام واحد رغم قطعها كيلومترًا واحدًا فقط.
وأوضح تقرير هيئة الإحصاء؛ أنه تم إثبات تزويد بعض السيارات، غير المدرجة في قائمة السيارات الرسمية والمستأجرة الخاصة بإدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول، بجانب استئجار مسؤول في المؤسسة لسيارة فارهة من البنك بشكل منافٍ للوائح المؤسسة.
وكشفت الأجهزة الرقابية أن رجل الأعمال آدم ألتونصوي، مالك جريدة «يني شفق» الموالية للنظام وصهر نوري ألبيراق، شقيق وزير المالية بيرات ألبيراق صهر أردوغان، حصل على 212 مناقصة من بلدية إسطنبول خلال 8 سنوات (بداية من عام 2011).
كما كشف أكرم إمام أوغلو؛ رئيس بلدية إسطنبول، جانبًا من فساد الحزب، مشيرًا إلى استئجار البلدية 2741 سيارة، على الرغم من وجود 815 مديرًا فقط يستخدمون السيارات، في حين ذهبت بقية السيارات إلى المحسوبين على الحزب الحاكم وأصدقائهم. كما تم استئجار هذه السيارات، من شركة واحدة تابعة لعائلة البيرق.
وفضح "أوغلو" قرار منح "أردوغان" 14 مليار ليرة تركية (ملياري دولار) كدعم للشركات المقربة منه ومن حزبه الحاكم، وتضمن الدعم الإعفاء من جميع الضرائب لمدة عشر سنوات، ودفع رواتب معظم الموظفين الجدد، وقسم من فواتير الطاقة ومقتطعات التأمين الاجتماعي.
وكشف تقرير ديوان المحاسبة التركي لعام 2018 استغلال ميزانية بلديتي زيتين بورنو وبيكوز لدعم الأوقاف والمؤيدين لحزب العدالة والتنمية الحاكم، من خلال أسناد أعمال الحصول على خدمات ومنتجات بالأمر المباشر دون تنظيم مناقصة قانونية.
كشف حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي فاز ببلدية إسطنبول خلال الانتخابات المحلية التي أقيمت في مارس 2019، فضيحة جديدة بعدما تبين حصول رئيسة اللجان النسائية لحزب العدالة والتنمية بالبلدية، أرزو جولار، على راتب من البلدية على الرغم من أنها لم تكن تعمل، كما تبين أن زوجها سركان إيلجاز، الذي التحق بطواقم الإطفاء بالبلدية قبل عشر سنوات، يشغل ستة مناصب عليا ويحصل من كل منها على راتب مستقل.
وتبين إسناد وظيفة وهمية لشقيقة إيلجاز المقيمة خارج المدينة ضمن كوادر البلدية لتحصل منها على راتب.
حراس الليل.. «لعبة أردوغان الأخيرة» لاختطاف تركيا
وكشف فيصل كومورجو، المدير السابق المؤسس لأكاديمية الشباب ببلدية أسكُدار التركية التابعة لحزب العدالة والتنمية وقائع فساد حدثت بالبلدية، موضحًا أنه تولى منصب المستشار النفسي في مركز شباب بلدية أُسكُدار، في 11 نوفمبر 2011، بتوصية من نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بلال، وبدعوة شخصية من رئيس بلدية أُسكُدار في تلك الفترة مصطفي قارا، وأنه أنهي عمله في 2017.
وأصدر «أردوغان» توصية إلى التشيك بتعيين وزير شؤون الاتحاد الأوروبي السابق أجامان بغايش سفيرًا لأنقرة لديها، الذي كان قد تقدم باستقالته من وزارة الدولة لشؤون الاتحاد الأوروبي، بعد أن فضح تورطه في واقعة الفساد والرشوة وتبين أنه تلقى رشوة من رجل الأعمال الإيراني رضا ضراب، بقيمة 1.5 مليون دولار أمريكي.
كما أصدر قرارًا بتعيين أوميت أونال مديرًا عامًا على شركة الاتصالات الحكومية التركية ترك تيليكوم، الذي شارك في عمليات السيطرة على وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة وإغراقها تمامًا قبل وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، مستغلًا انشغال الرأي العام التركي بالأزمة الاقتصادية الطاحنة التي باتت تؤرق نوم الجميع.





