المهاجرون يواجهون مستقبلًا قاتمًا وسط بريق «البديل من أجل ألمانيا»
يواجه المهاجرون في ألمانيا، مستقبلًا قاتمًا خلال السنوات العشر المقبلة، وسط استطلاعات رأي تتوقع تزايد سلطة تيار اليمين الشعبوي المتطرف في البلاد.
وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد «يوجوف» لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن نحو نصف الألمان يتوقعون أن يتمكن «حزب البديل» من المشاركة في تشكيل حكومة إقليمية أو حتى على المستوى الاتحادي خلال السنوات العشر المقبلة، وعلى الرغم من أن النصف الآخر يرفض مشاركة الحزب اليميني لكن هذا يزيد القلق بشأن وضع المهاجرين في الدولة الأوروبية.
وحزب «البديل من أجل ألمانيا» الشعبوي ، هو صاحب ثالث
أكبر كتلة في البرلمان الألماني «بوندستاج»، معروف بتصريحات أعضائه المثيرة
للجدل تجاه المهاجرين.
للمزيد .. مرصد الإسلاموفوبيا يؤكد: اليمين المتطرف تهديد وجودي للأمن الأوروبي
وأظهر الاستطلاع أن 48% من الألمان يتوقعون أن يتمكن حزب «البديل من أجل ألمانيا» من المشاركة في تشكيل حكومة على مستوى الولايات أو حتى على المستوى الاتحادي خلال السنوات العشر المقبلة، بينما لا يتوقع 29% من الألمان وصول الحزب للسلطة بحلول عام 2030.
وبحسب الاستطلاع، يرى 26% أن مشاركة «البديل» في حكومة ولاية أمر سليم، كما لا يرى 19% من الذين شملهم الاستطلاع مشكلة في أن يشارك الحزب في حكومة على المستوى الاتحادي أيضًا.
1.5 مليون طالب لجوء
ويعد الهدف الرئيسي لحزب البديل وقف الهجرة، كما تتعارض سياسته بشدة مع سياسة المستشارة أنجيلا ميركل بشأن المهاجرين واللاجئين، خاصة بعد وصول أكثر من 1.5 مليون طالب لجوء إلى ألمانيا منذ عام 2015.
ويريد الحزب تعديل القانون في ألمانيا للتخلص من الحق في التقييم الفردي الخاص باللاجئين، كما يطالب بترحيل طالبي اللجوء فورًا لدى رفض طلبهم، بصرف النظر عما إذا كانت البلدان التي سيرحلون إليها آمنة أم لا.
بالإضافة إلى ذلك يريد الحزب إغلاق الحدود الأوروبية أمام طالبي اللجوء وإقامة معسكرات خارج الحدود لمنع المهاجرين من الوصول إلى ألمانيا، فيما سبق وقالت نائبة رئيسة الحزب «أليس فايدل» إن الحزب يريد تحقيق «هجرة سلبية» إلى ألمانيا.
حق ضيافة فقط
يرى حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني، أن حق اللجوء هو حق ضيافة على أساس مؤقت فقط، ما يعني وجوب مغادرة الضيف في النهاية، وبحسب تصريحات مسؤولي الحزب فإنه على الأقل من الناحية النظرية يستوعب الاتحاد الأوروبي ملايين المهاجرين، في حين تبقى مشاكلنا دون حل.
ويسعى الحزب اليميني، إلى إيصال رسالة إلى المهاجرين مفادها أنه لن يُسمح لهم بدخول ألمانيا (رغم أن هذا ليس هو المعمول به حاليًا)، وفقًا لـ«فون شتورش»، التي أضافت أن حزبها يريد من الناس أن يعلموا أن الانتقال إلى ألمانيا سيكون غير مجدٍ لهم لأنهم لن يكونوا قادرين على المجيء أصلًا.
وتعد المعضلة الكبرى أمام المهاجرين في ألمانيا، من استخدام حزب اليمين لحجة مفادها التأثير على الهوية الوطنية، للدعوة لإغلاق الحدود أمام المزيد من المهاجرين، فيما وصفه رئيس الحزب خلال حملته لانتخابات البرلمان الأوروبي، بأن الهجرة تشكل خطرًا على الحضارة الأوروبية.
ولا تربط منشورات حزب «البديل من أجل ألمانيا» التي خصصت للحث على التصويت في الانتخابات الأوروبية، هذا التهديد بالإسلام على وجه الخصوص، بيد أن أعضاءه يشيرون بانتظام في البيانات العامة ووسائل التواصل الاجتماعي إلى هجرة المسلمين باعتبارها «تهميشًا للسكان الأصليين».
للمزيد .. اليمين المتطرف من الشعبوية الفجة إلى جنون الراديكالية.. «ألمانيا نموذجًا»





