ad a b
ad ad ad

التيارات السلفية في أوروبا خلال 2019.. انحسار حذر ومحاولات لإثبات الوجود

الخميس 19/ديسمبر/2019 - 01:09 م
المرجع
محمد يسري
طباعة
شهد عام 2019 تباينًا ملحوظًا في نشاط التيارات السلفية والأصولية المختلفة بأوروبا، كما شهد أيضًا تطورات عديدة على الساحة الأمنية والسياسية والقانونية في التعامل مع هذه التيارات بمناطق مختلفة من القارة التي تأثرت بلدان عديدة منها في السنوات السابقة بضربات التيارات الإرهابية.

وتنقسم التيارات السلفية الأصولية في أوروبا إلى 4 أقسام: الجماعات الإرهابية، والتيار السلفي العلمي المنهجي، الجماعات الإصلاحية الداعمة للجماعات الإرهابية كالإخوان المسلمين وحزب التحرير، إضافة إلى جماعة التبليغ التي تتأرجح بين الصوفية والسلفية.


التيارات السلفية
أولا: الجماعات الإرهابية والمتشددة

وتميز العام 2019 بالهدوء الحذر لنشاط عناصر التنظيمات المسلحة في أوروبا منذ بدايته، وربما كان الأهدأ منذ عام 2014، إذ اختفت إلى حد كبير العمليات الإرهابية خلال العام، ولم تسجل أجهزة الأمن إلا عمليات فردية محدودة، أُحبطت قبل تنفيذها، كما تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط العديد من الخلايا المتورطة في عمليات إرهابية سابقة.

التيارات السلفية
عمليات استباقية

وفي فرنسا أعلن وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، 18 أكتوبر 2019 أن أجهزة الأمن اعتقلت شخصًا كان يخطط لتنفيذ هجوم مستلهمًا خطّته من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي استهدفت برجي التجارة العالمي في نيويورك والتي استخدمت فيها الطائرات قبل حادث مركز شرطة باريس في الثالث من الشهر الحالي.

وكانت النيابة العامة في باريس أعلنت أيضا في 29 أبريل 2019، اعتقال «عدة أشخاص» بشبهة التورط في خطة هجوم ضد قوات الأمن الفرنسية «في أجل قصير» أطلق على الخلية اسم «عصابة أشرار إرهابية إجرامية»، حسب تعبير السلطات الرسمية الفرنسية.

وفي إسبانيا التي تعد أحد أهم المعابر للجماعات المتشددة القادمة من الشمال الإفريقي كشفت السلطات تفاصيل خلية مدريد التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وأكدت مصادر أمنية في 27 أكتوبر 2019، أن فارس قُطيني، المسؤول عن الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة التي ألقت الشرطة القبض على معظم أعضائها مؤخرًا في مدريد، كان يتلقى معلومات دقيقة ومفصلة عن العمليات التي ينفذها التنظيم، ويحضر لها داخل الأراضي السورية. وأن الخلية تمتلك 50 سيارة مجهزة للتفجير، وصواريخ دقيقة بعيدة المدى.


فيما ظلت المنابر الإعلامية للمتشددين تمارس أنشطتها رغم اختفاء نشاط قنوات تنظيم داعش الإرهابي الإعلامي بشكل كبير بعد مقتل زعيمه أبي بكر البغدادي، ومع ذلك يواصل عدد من رموز الجماعات المتشددة إلقاء دروسهم سواء في المساجد الأوروبية أو عبر مواقع الإنترنت، ومن هؤلاء هاني السباعي مدير مركز المقريزى في لندن الصادر ضده حكم بالإعدام فى إحدى القضايا الإرهابية بمصر، والذي زاد نشاطه خلال 2019 خاصة من خلال خطب الجمعة التي يوجه فيها هجومه وتحريضه على بلدان الشرق الأوسط، ويشجع العمليات الإرهابية بالمنطقة، ومن بين خطبه الشهيرة خلال العام، الخطبة التي ألقاها في يونيه الماضي بعد تسليم السلطات الليبية لمصر، الإرهابي هشام عشماوي المتهم بتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة في كل من مصر وليبيا والتي دافع خلالها عن عشماوي ورفاقه من الجماعات الإرهابية المسلحة.

التيارات السلفية
جماعة الإخوان 

على عكس خمول الجماعات المسلحة تنشط المراكز الإسلامية في أوروبا، التي يسيطر عليها جماعة الإخوان المصنفة على قوائم الإرهاب في بلدان عديدة بالشرق الأوسط منها مصر والسعودية، والمعروف توجهها بدعم الجماعات الإرهابية.

وفي ألمانيا التي تعد أبزر بؤر تجمع الإخوان في أوروبا والتي أسس فيها سعيد رمضان صهر مؤسس الجماعة حسن البنا، التنظيم الدولي للإخوان يواصل الإخوان تقديم أنفسهم كجماعة معتدلة انطلاقًا من المركز الإسلامي في ميونخ، ويواصل المركز أنشطته بشكل كبير خلال 2019 عن طريق الدورات العلمية التي تستهدف أبناء الجالية الإسلامية في ألمانيا، وقد أثار المركز موجة من الاحتجاجات بعد نشر فتوى تبيح استخدام الضرب لردع الزوجة وتأديبها.

كما يمارس الإخوان نشاطًا واسعًا في ولاية شمال الراين ويستفاليا غربي ألمانيا ومحاولات لاختراق التعليم الألماني، وكان آخر نشاطاته في هذا المجال "معرض التعليم الإسلامي" الذي بدأ فعالياته في 8 ديسمبر 2019 في مدينة هورت القريبة من مدينة كولونيا، عاصمة ولاية شمال الراين ويستفاليا، واستضاف اثنين من أبرز الشخصيات المقربة للجماعة، وهما: المترجم أمير زيدان الذي يخضع لرقابة هيئة حماية الدستور الألمانية، وفريد حيدر، وهو إمام وداعية يعمل في مسجدين محسوبين على جماعة الإخوان الإرهابية في برلين، وأقيم المعرض في قاعة تركية بالقرب من القنصلية التركية بالمدينة.





التيار المدخلي

وهو تيار سلفي ينسب إلى الداعية السعودي ربيع بن هادي المدخلي، ويحرم الخروج على الحكام والمظاهرات ولا يشارك في الانتخابات، وينتشر أتباع التيار المدخلي في عدد كبير من الدول الأوروبية أبرزها هولندا وألمانيا وبريطانيا، وقد شهد عام 2019 نشاطا ملحوظًا للتيار الذي امتدت الخلافات الدخلية إليه، وانتقلت إلى أوروبا، وهو ما بدأ يظهر في خطاب إذاعة ميراث الأنبياء الناطقة باللغة الألمانية والتابعة للتيار.

ورغم ذلك فتمارس المراكز العلمية والمساجد التابعة للمداخلة نشاطًا كبيرًا خلال 2019 خاصة الندوات العلمية التي يقدمها مسجد تقي الدين الهلالي وهو أشهر المساجد التابعة للتيار السلفي المدخلي في أوروبا ويقع في مدينة كولونيا الألمانية، ومن أبرز أنشطته العلمية خلال العام دورة شرح الأصول الثلاثة لمحمد بن عبد الوهاب- شرح الشيخ سالم بن عبدالله بامحرز (اليمني) تلميذ الشيخ محمد المختار الأمين الشنقيطي والشيخ محمد أمان الجامي والشيخ محمد بن هادي المدخلي والشيخ عبيد الجابري، إلا أن الخلافات الداخلية التي زادت خلال العام الماضي بين رموزه في الجزائر والسودان والسعودية تهدد استقراره في أوروبا.



"