بعد هجمات «أرامكو».. هل يتخذ «ترامب» خطوة عسكرية ضد إيران؟
أشارت أصابع الاتهام بشكل قاطع إلى أن إيران وراء هجمات الطائرات المسيرة –التي أعلن الحوثيون تبعيتها لهم- أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في المملكة العربية السعودية، وحقل نفط رئيسيًّا تديره شركة أرامكو السبت الماضي 14 سبتمبر 2019، ما أدى إلى اندلاع حريق هائل في معالج بالغ الأهمية لإمدادات الطاقة العالمية.
وفي تصريحات نقلتها شبكة «أيه.بي.سي.نيوز» قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - لم تكشف عن اسمه-: إن استهداف المنشأتين النفطيتين التابعتين لأرامكو السعودية كان عبر طائرات مسيرة وصواريخ أطلقتها إيران، مؤكدًا أن 10 صواريخ كروز، وأكثر من عشرين طائرة مسيرة كانوا في الهجوم على المنشأتين.
تعهدات «ترامب»
في السياق ذاته، قال «ترامب» يوم الإثنين 16 سبتمبر 2019: إن الولايات المتحدة ستساعد حلفاءها رغم استقلاليتها في مجال الطاقة بعدما ألقت واشنطن باللوم على إيران في هجوم على السعودية أدى إلى خفض الإنتاج العالمي من الخام بنسبة 5%، مضيفًا: «لا نحتاج إلى نفط أو غاز الشرق الأوسط، لدينا في الحقيقة عدد قليل جدًا من الناقلات هناك، لكننا سنساعد حلفاءنا».
ولمّح الرئيس الأمريكي، في سلسلة تغريدات له عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى إمكانية الرد العسكري على إيران بعد الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية، وأثارت موجة تنديد عالمية واسعة.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية تعرف من كان وراء الهجوم على مرافق النفط السعودية، متابعًا: «لكننا ننتظر أن نسمع من السعوديين نتائج التحقيق قبل المضي قدمًا في أي خطوة قد تتخذ»، مبديًا في الوقت نفسه استعداده لدعم أمن السعودية.
روسيا تدخل على الخط
بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية، يوم الإثنين 16 سبتمبر: إن المناقشات بشأن رد محتمل على الهجمات على منشأتين نفطيتين في السعودية غير مقبولة، وإن استغلال الحادث لزيادة التوتر بشأن إيران غير بناء.
وأضافت الوزارة في بيانٍ لها: «نعتقد أن استغلال ما حدث لزيادة التوتر حول إيران تماشيًا مع السياسة الأمريكية المعروفة أمر غير بناء»، مشيرة إلى أنه من غير المقبول بدرجة أكبر اقتراح إجراءات عقابية مشددة يبدو أنه جرت مناقشتها في واشنطن.
على صعيد متصل، قال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع: «لا أصدق أن أجهزة المراقبة الأمريكية عاجزة ولم ترصد الصواريخ والمسيرات عند استهدافها منشآت النفط في بقيق، والرئيس الأمريكي ترامب يكذب حين يتوعد إيران بضربة عسكرية؛ لأنه لو كان صادقًا لفعل ذلك حين حشد البوارج الأمريكية في الخليج قبل شهرين».
وأضاف «السبع» في تصريح لـ«المرجع»، أنه على المملكة العربية السعودية ترتيب أوراقها الروسية، خاصة مع قول وزارة الخارجية الروسية إنه من غير المقبول اقتراح إجراءات عقابية مشددة على إيران بعد الهجمات على أرامكو السعودية.
أضرار اقتصادية
يشار إلى أن الهجوم على منشآت أرامكو النفطية تسبب في خفض إنتاج النفط السعودي إلى النصف تقريبًا، الأمر الذي عطل الإمدادات لأكثر من دولة، كما دفع الهجوم الولايات المتحدة والسعودية إلى الإعلان عن إمكانية الاستفادة من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لديهما من أجل توفير كميات كافية من النفط للأسواق وتجنب النقص.
وتسبب الهجوم بتوقف ضخ كمية من إمدادات الخام تقدر بنحو 5 ملايين و700 ألف برميل يوميًّا، أي ما يعادل قرابة 6% من إمدادات الخام العالمية.





