ad a b
ad ad ad

القرابة والفقر.. «ويست بوينت» تكشف دوافع الفليبنيين المنضمين لداعش

الإثنين 16/سبتمبر/2019 - 05:39 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

أصدر مركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية، دراسة جديدة بعنوان «الأقارب والفداء والارتقاء، دوافع الانضمام لجماعة ماوت الإرهابية في الفلبين»؛ لمناقشة دوافع انضمام الفلبينيين لجماعة ماوت، التي تحولت لفرع تابع لتنظيم داعش الإرهابي في الفلبين. 



القرابة والفقر..

الفرع الجديد

سيطرت مجموعات مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي على مدينة مارواي بالفلبين، وأعلنت تأسيس فرع للتنظيم الإرهابي، وكان ذلك منذ نحو عامين، في ذروة نشاط جماعة ماوت في تلك المنطقة؛ حيث بدأت- وقتها- في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد قوات الجيش الفلبيني، قبل أن يبايع عناصرها زعيم تنظيم داعش الإرهابي «أبوبكر البغدادي».


واعتمدت الدراسة الجديدة على مقابلات لـ25 من العناصر السابقين في الجماعة الإرهابية، 12 منهم يعملون في الزراعة، و5 طلاب، و5 طلاب، ومعلم وإمام وقاتل مأجور، وذلك خلال الفترة الممتدة من فبراير وحتى يوليو 2019.


وأشارت الدراسة إلى أن وجود قريب في الجماعة الإرهابية، والحاجة للمال كانت الدوافع الأساسية لانضمام الإرهابيين للجماعة، بينما شكلت الرغبة في التضحية والفداء، وتعلم العلوم الإسلامية، والمشاركة في الجهاد عوامل ثانوية فقط للانضمام للجماعة.


وأوردت الدراسة، قصة «أبوحمدان» أحد العناصر البارزة في الجماعة الإرهابية، وابن خال عمر وعبد الله ماوت مؤسسًا الجماعة.


وانضم «أبوحمدان للجماعة» بدافع قرابته مع المؤسسين، وذلك بعد عمله لفترة طويلة في القتل والاتجار في المخدرات واختطاف السيارات.


وعرض عمر وعبد الله ماوت على «أبوحمدان» الانضمام للجماعة الإرهابية؛ للاستفادة من خبرته القتالية في دعم الجماعة التي أسسها.


وبحسب الدراسة، فإن «أبوحمدان» قرر الالتحاق بالجماعة؛ بسبب ما رآه فرصة للتخلص من خطاياه التي ارتكبها سابقًا، وشجعته والدته على الالتحاق بالجماعة الإرهابية؛ لتعلم ما يرونه الإسلام الصحيح.


وأوضحت الدراسة، أن أغلب من انضموا للجماعة فعلوا ذلك بسبب حاجتهم للمال؛ إذ كان العضو فيها يتقاضى ما بين «20: 50» ألف بيسو فلبيني، أي ما يتراوح مابين «382: 954» دولارًا أمريكيًا.



القرابة والفقر..
مؤسسا الجماعة
يعتبر عمر وعبد الله ماوت مؤسسا الجماعة التي سُميت باسميهما، وهما شابان من عائلة ثرية لها نفوذ كبير في مدينة بوتيج الفليبينية، ودرس كلاهما في الشرق الأوسط.

ودرس عمر ماوت في جامعة الأزهر بالقاهرة، بينما درس عبد الله في المملكة الأردنية.

وعمل الشقيقان في تجنيد العناصر الإرهابية لصالح عدد من الجماعات والتنظيمات، أبرزها تنظيم داعش، وجبهة تحرير مورو، وجماعة «أبوسياف» الفيلبينية.

وبدأ عمر وعبد الله تجنيد العناصر الإرهابية في عامي 2014، و20،15 وأعلنا بيعتهما لأبي بكر البغدادي في 2016، واستولوا على بلدة بوتيج الواقعة بالقرب من مدينة ماروي.

ونجح عمرو وعبد الله ماوت في استقطاب عناصر من جماعة «أبو سياف» وجبهة تحرير مورو، وقادوا تلك العناصر للاستيلاء على مدينة ماروي، وأعدموا على الطريقة الداعشية كل من لم يستطع نطق «الشهادة».

دوافع الانضمام 
ركز الشقيقان ماوت على استقطاب المزارعين الفقراء وصغار رجال الأعمال من العائلات الكبيرة، والأعضاء السابقين بجبهة تحرير مورو وأقاربهم.

وكانت أغلب عمليات التجنيد تتم بدافع القرابة، إذ أبلغ 15 من أصل 25 من الأفراد المشاركين في الدراسة، أنهم دخلوا إلى الجماعة التي بايعت داعش لاحقًا عبر أقاربهم، وأصدقائهم.

كما أبلغ عدد من المشاركين في الدراسة، أنهم انضموا للجماعة بعد تلقيهم وعودًا بتلقي راتب شهري يتراوح ما بين «20: 50» ألف بيسو فلبيني.

بينما كانت الرغبة في التطهر والخلاص من الذنوب دافعًا ثانويًا لـ5 من المشاركين في الدراسة، ومر هؤلاء بظروف نفسية عصيبة قبل انضمامهم للتنظيم الإرهابي.

وأبلغ 3 من المشاركين في الدراسة، أن الانتقام كان دافعهم للالتحاق بالجماعة، بعد رؤيتهم لمقتل أحد الأئمة المسلمين، بينما لم يدفع التقارب الأيدولوجي أحدًا من المشاركين في الدراسة إلى الالتحاق بالتنظيم.

ووفقًا للدراسة، فإن عناصر الجماعة كان يروجون لفكر تنظيم داعش من داخل مسجد «السلف» في منطقة كوتاباتو، ويعرضون الإصدارات التي ينشرها التنظيم من سوريا والعراق.

وأكدت الدراسة، أن الجماعة كانت تلزم عناصرها بحضور دورة شرعية وعسكرية لمدة شهرين، كانوا يتلقون خلالها دروسًا وتدريبات عسكرية عن ما يسمونه الجهاد، وذلك خلال الفترة الممتدة من 2014 إلى 2016، بينما تراجع التركيز على الجانب الشرعي وزاد الاهتمام بالجانب العسكري، وذلك خلال فترة حصار الجيش الفلبيني لمدينة ماروي في 2017.
"