مؤتمر الأوقاف يحارب «الفكر المتطرف».. وإشادة سعودية بمواجهة السيسي لـ«الإخوان»
تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، انطلقت الأحد 15 سبتمبر، فعاليات
المؤتمر الدولي الثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، التابع لوزارة الأوقاف، تحت
عنوان «فقه بناء الدول.. رؤية فقهية عصرية»، بمشاركة نحو 500 شخصية من مختلف دول العالم،
من وزراء أوقاف ومفتين ورؤساء مجالس إسلامية، من 57 دولة، 20 منها أفريقية.
وافتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، المؤتمر نائبًا عن رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي، بحضور الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، نائبًا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والشيخ عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالسعودية.
بناء الدول مطلب وطني
وأكد «جمعة» في كلمته، أن بناء الدولة وتقوية مؤسساتها مطلب شرعي ووطني وحياتي لجميع أبنائها، متابعًا: «بقدر إيمان كل منهم بحق الوطن وقوة انتمائه إليه وعطائه له واستعداده للتضحية في سبيله، تكون قوة الوطن، وبقدر اختلال الانتماء أو ضعف ذلك العطاء والنكوص عن التضحية بالنفس أو بالمال في سبيل الوطن، يكون ضعف الدول أو سقوطها أو تمزقها».
وشدد وزير الأوقاف على أن مسألة بناء الدول ليست أمرًا سهلًا أو هينًا، وإنما
هي عملية شاقة شديدة التعقيد، تحتاج إلى خبرات تراكمية كبيرة، وإرادة صلبة وعمل دؤوب
ورؤية ثاقبةٍ في مختلف المجالات والاتجاهات، التي تعزز قوة الدولة وتحافظ على أمنها
واستقرارها، مع القدرة على قراءة الواقع وفهم تحدياته، وفك شفراته وحل طلاسمه، والتعامل
معه على أسس علمية ومنطقية في ضوء تلكم الخبرات المتراكمة.
كيف تحاول الجماعات الإرهابية إعادة تمركزها
في 52 دولة؟
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، أن الجماعات الإرهابية تحاول إعادة جينات صفوفها، والاتقضاض على ما تستطيعه من الدول حال ضعفها، متابعًا: «هذا يتطلب منا العمل الجاد لتفنيد أباطيلها وأغاليقها المنحرفة المدمرة للأوطان والدول».
وشدد وزير الأوقاف: «نؤكد أن هذه الجماعات ما هي إلا أدوات مستخدمة لقوى
لا تريد لأمتنا العربية، ولا الإسلامية القوة والاستقرار»، مشيرًا إلى أنه لم تسقط دولة عبر التاريخ إلا وكانت
الخيانة الداخلية من بعض أبنائها أحد عوامل سقوطها.
وفي ختام كلمته، أكد وزير الأوقاف: «إننا لا نخترع دينًا جديدًا ولن يكون ولن نسمح بالمساس بثوابت ديننا، بل نسعى للبحث عن الفهم الصحيح للدين الحنيف، ومهمتنا هي نفي تحريف المغالين والمتاجرين بالدين، ومحاربة وسد باب التطرف، وهو ما يتطلب أن نكون على يقظة تامة».
المفتي: جماعات التطرف حاربت نموذج الدولة
الوطنية
من جهته، قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن موضوع المؤتمر في
غاية الأهمية، خصوصًا في ظل الظروف والتغيرات التي تمر بها مصر والمنطقة العربية والدول
الإسلامية، موضحًا أن اللغط والجدل كثر فيما يتعلق بأمور الحكم ومفهوم الدولة، من قبل
جماعات التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى أنهم حاربوا نموذج الدولة الوطنية وجعلوها نقيضًا
للدولة الإسلامية.
وشدد المفتي، على أن قضية بناء الدولة في الإسلام من القضايا التي أثارت
جدلًا كبيرًا في زماننا المعاصر، بسبب تشويه الجماعات المتطرفة لمفهوم الدولة في الإسلام،
خصوصًا أنهم حصروها في شكل واحد جامد لا بديل عنه ولا محيد، ألا وهو نموذج الخلافة،
التي تجمع تحت مظلتها جميع الدول الإسلامية، ويكون ما عداها من النماذج «في زعمهم الباطل»،
ديار كفر.
وأكد «علام»، أن كل ما يقال عن عدم تطبيق دول كمصر للشريعة الإسلامية، هي محض أوهام جماعات لا تدري عن الشريعة شيئًا، واختزلوها في معنى واحد، هو الحدود، كما اختزلوا الأخيرة في عقوبات الجنايات، متابعًا: «راحوا يكفرون الناس ويدعون أن مصر لا تطبق الشريعة وهو زعم باطل لا أساس له من الصحة، إن مصر دولة إسلامية عريقة قدمت للإسلام كبار العلماء والمجتهدين وما زال أزهرها الشريف منارة للدين وحصنًا للإسلام في العالم كله».
وأوضح مفتي الديار المصرية، أن «خلاصة النزاع بيننا وبين جماعات التطرف والإرهاب في قضية مفهوم الدولة، أنهم يرون الإسلام زمنًا واحدًا وشكلًا معينًا، ونمطًا ثابتًا لا يتغير ولا يتطور، فأسقطوا من كل أطروحاتهم قيد (المعاصرة) وما يمليه عليهم من إدراك للواقع بمتغيراته، وهذا المنهج يخالف ما كان عليه أسلافنا الصالحون في العصور كافة»، مشددًا على أن مصر بلد الأزهر الشريف، تتصدى لأكاذيب الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
وزير الأوقاف السعودي يشيد بـ«السيسي»
في السياق ذاته، أشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، وزير
الأوقاف السعودي، بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي في التصدي للمتطرفين والإرهابيين،
وإنقاذ مصر من براثن جماعة الإخوان الإرهابية، ومن الشر الذي كان يحاك لها لإسقاطها
والقضاء عليها.
وقال «آل الشيخ» إن الأمة الإسلامية تمر بمرحلة دقيقة بسبب المعلومات المغلوطة
والشائعات التي تبثها وتروجها جماعات التطرف والإرهاب، حتى كانت سببًا للثورات التي
أزهقت الأرواح من الجنود الأوفياء والمواطنين الأبرياء وروعت الآمنين، وكانت سببًا
في خراب العديد من البلدان.
وشدد وزير الأوقاف السعودي، على أن الفكر المتطرف والغُلو لجماعة الإخوان
الإرهابية أوغر الصدور، وكان سببًا للخراب والعنف والإرهاب حتى صار وبالًا على الإسلام،
مؤكدًا ضرورة مواجهة الفكر الإرهابي والمتطرف للنجاة بالأوطان والدين.
شارك في افتتاح المؤتمر، الشيخ عبداللطيف دريان مفتي لبنان، والدكتور
محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية بالإمارات، والدكتور أحمد ولد
أهل داوود وزير الأوقاف الموريتاني، ومحمود الشريف نقيب الأشراف ووكيل أول مجلس النواب.
ويذكر أن المؤتمر الذي ينهي فعالياته غدًا الإثنين، يشهد هذا العام مشاركة
واسعة ومتنوعة، من مختلف دول العالم، خصوصًا الأفريقية والآسيوية.





