ad a b
ad ad ad

بدوريات عسكرية مشتركة.. أمريكا وتركيا في المنطقة الآمنة

الجمعة 13/سبتمبر/2019 - 01:30 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

أطلقت واشنطن وأنقرة صباح الأحد 8 سبتمبر 2019، أولى دورياتهما المشتركة في منطقة تل أبيض، قرب الحدود التركية، في مناطق سيطرة الأكراد شمال سوريا؛ تنفيذًا للاتفاق المشترك المبرم بينهما بإنشاء منطقة آمنة.


وبموجب المحادثات الثنائية المكثفة بين أنقرة وواشنطن في 7 أغسطس، التي تم التوصل فيها لإنشاء منطقة آمنة تكون فاصلًا بين سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبر أبرز مكونات «قسد»، والحدود التركية، وتنفيذًا لهذا الاتفاق انطلقت الأحد 6 دوريات أمريكية تركية مشتركة، في منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي.


وتسعى واشنطن إلى تهدئة مخاوف أنقرة الأمنية في سوريا، في الوقت ذاته ترفض أي تدخل عسكري من قبل تركيا، الذي يمكن بدوره أن يقلل من فرص استمرار هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي في المنطقة.

 

استعدادات مكثفة

وشهدت منطقة شمال شرقي سوريا قبل ساعات قليلة من بدء انطلاق الدوريات المشتركة، استعدادات مكثفة من تحليق مروحتين حربيتين في أجواء المنطقة، برفقة سيارة إسعاف وشاحنة بيك أب صغيرة.


ومن المنتظر، أن تستمر الدوريات حتى منتصف الأحد، بضعة كيلومترات شرق تل أبيض حتى تعود إلى تركيا، وفق وزارة الدفاع التركية.


وأكدت أنقرة قيام قواتها ونظيرتها الأمريكية بمهمات استطلاعية جوية خلال الأيام الماضية، بجانب إنشاء مركز عمليات مشترك، وقامت القوات التركية والأمريكية بتكثيف طلعاتهما الجوية قبل ساعات قليلة من انطلاق الدوريات المشتركة شمال شرقي سوريا.


وشهدت المنطقة أمس السبت، انسحابًا كاملًا من قبل عناصر ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية، وتم تسليم الحدود لمسلحين من أهالي المنطقة.


المنطقة الآمنة

وفي وقت سابق تعهدت قوات سوريا الديمقراطية ببذل الجهود اللازمة؛ لإتمام الاتفاق، بين أنقرة وواشنطن، الذي نص على أنت تكون المنطقة الآمنة ذات طبيعة أمنية عسكرية، يتراوح عمقها بين 5 إلى 14 كيلومترًا.


وقد تم الاتفاق بين الطرفان أيضًا على سحب الأسلحة الثقيلة لمسافة 20 كيلومترًا، إضافةً إلى إخلاء المنطقة من وحدات الشعب، وتدمير تحصينات عسكرية في المنطقة الحدودية.


واعتبرت أنقرة أن الوحدات الكردية تنظيمًا إرهابيًا، وأنشأت الإدارة الذاتية مجالس عسكرية محلية تقوم على مقاتلين محليين مهتمين بحماية مناطقهم، وزادت التخوفات تركية من إقامة حكمًا ذاتيًّا قرب حدودها، وتعد هذه القوات العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، والشريك الرئيس للتحالف الدولي تحت قيادة تركيا ضد التنظيم الإرهابي؛ إذ يعتبر التحالف بين الأكراد وواشنطن مصدر قلق لأنقرة، فهو امتداد لحزب العمال الكردستاني.


وفي 2016 شنت أنقرة عملية عسكرية في سوريا «شرق الفرات»؛ محاولةً كبح جماح الأكراد، سيطرت من خلالها على مناطق حدودية، التي ينتشر فيها المئات من القوات الأمريكية الداعمة للأكراد، وفي عام 2018 تمكنت من السيطرة على الفصائل السورية الموالية لها على منطقة عفرين، ثالث الإدارة الذاتية.


تركيا وسياسة كسب الوقت

وفي تصريح لـ«المرجع» قال محمد ربيع، الباحث في العلاقات التركية: إن تسيير الدوريات المشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا في إطار اتفاق بين الجانبين، بشأن إعلان منطقة آمنة شمالي سوريا، وإنشاء مركز عمليات مشترك بخصوص هذا الشأن.


وأضاف ربيع، أن الاعتراض التركي ما هو إلا محاولة لكسب المزيد من الوقت، وسعي أردوغان لتمجيد ذاته أمام أنصاره وجعل الرأي العام التركي في صفه، خاصةًً بعد تهديده بنفاذ صبره، وتنفيذ خطة بديلة في المنطقة الآمنة على غرار الاتفاق مع واشنطن، فهو دائم التهديد والوعيد، سواءً للمعارضين أو الغرب؛ بهدف كسب ثقة المواطن التركي.

"