التهديد بالقتل والابتزاز.. أساليب نظام الحمدين مع كل مَن يكشف جرائمه
يعمل النظام القطري بكل أجهزته على مصادرة رأي كل من يكشف جرائمه وأفعاله غير المشروعة بكل الطرق المختلفة، سواء تهديدات بالقتل، أو تشويه السمعة، إلى الابتزاز بنشر معلومات مضللة عن الأشخاص.
وتستخدم الاستخبارات القطرية أساليب ترهيبية مع المحامية الأمريكية «ريبيكا كاستانيد»، المدعية على «خالد بن حمد آل ثاني» شقيق أمير قطر الرافض تسلم إخطار الدعوى القضائية المرفوعة ضده في 23 يوليو الماضي، على خلفية محاولته إجبار حارسه الأمريكي «ماثيو بيتادر» على قتل شخصين.
إضافة إلى اتهام موجه ضد شقيق أمير قطر؛ لقيامه باحتجاز وتعذيب طبيبه الأمريكي السابق «ماثيو أياندي» الذي قام بتهديده بالسلاح لإجباره على العمل، واحتجزه في مجمع سكني حتى ألقى بنفسه من أعلاه، ليعاني من إعاقة مستمرة.
وفي محاولة لمداراة الفضيحة التي تتعرض لها الأسرة الحاكمة بسبب شقيق تميم، سعت الاستخبارات القطرية لتهديد المحامية الأمريكية للتنازل عن الدعوى، وطمس معالم القضية، وهو ما كشفته المحامية في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في 6 سبتمبر، قائلة: إنها تتعرض لمحاولات تشويه تشنها المخابرات القطرية ضدها، لطمس معالم القضية الجنائية، وذلك من خلال تشويه سمعتها عن طريق عدد من الصحف التي تنشر مقالات مزيفة تدعي أنها تحاول ابتزاز الدوحة.
وأكدت المحامية أن مخابرات الدوحة أجرت محاولات عدة لاختراق حواسبها الشخصية لسرقة أوراق القضية، وإخفاء الأدلة التي ستزج بشقيق الأمير في السجن، معلنة أيضًا أن مصدرًا داخل سفارة قطر في واشنطن أبلغها بأن هناك منشورًا يوزع داخل السفارة بعدم الرد عليها بأي شكل من الأشكال، سواء مكتوبًا أو هاتفيًّا، ويتضمن وصفها بألفاظ نابية وخادشة للحياء.
وأعلنت المحامية الأمريكية أن أشخاصًا مأجورين من مخابرات الدوحة يتتبعونها بسيارة منذ فترة، في محاولة لتخويفها للانسحاب من القضية، قائلة: «راقبوني هذا الصباح.. ركضت وراءهم، طرقتُ على نافذتهم، وأخبرتهم أني أراهم، والتقطتُ صورًا للوحة الترخيص الخاصة بهم"، مؤكدة أن ما تفعله المخابرات القطرية لن يجدي معها، ولن يرهبها ولن يأت بنتيجة بل يزيدها إصرارًا على الاستمرار في القضية وفضحهم.
عروض مالية
وعمد أمير قطر «تميم بن حمد» لمحاولة طمس أوراق القضية المرفوعة ضد شقيقه «خالد بن حمد» بكل الطرق والوسائل، ومن بينها قيام محامي شقيق الأمير بعرض تسوية مالية على المدعين مقابل التنازل عن القضية التي تنظرها محكمة فيدرالية أمريكية.
ويواجه المدعيان عرقلة واضحة من قبل «خالد آل ثاني» للاعتراف بالضرر والوصول إلى التعويض، أو حتى المثول أمام القضاء لحسم الخلاف القانوني؛ وذلك لأن المحامي «أريي كبلان» الذي يمثل «خالد بن حمد» في القضية عمل على عرقلة مسار العمل القضائي برفضه في بعض الأوقات استلام أوراق الدعوى، وفي أوقات أخرى ينفي أنه يمثل المتهم القطري أو الشركات التي يملكها.
وأشارت أنباء في أغسطس الماضي إلى أن محامي الأمير القطري تحدث من قبل إلى المدعين في مناسبات مختلفة، فمرة وجه رسالة إلى المدعي «بيتارد» ردًّا على مطالبته باسترداد معداته، وحاول إما التوصل إلى التراضي على التعويضات أو تهديد المدعين بدعاوى قضائية؛ ما دفع بصاحبي الدعوى؛ لمحاولة التوصل عن طريق هؤلاء المحامي إلى تسوية مع خالد بن حمد لكن التسوية فشلت.
تهديدات للصحفيين
وهذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها المخابرات القطرية الأشخاص وتبتزهم، ففي يناير الماضي، كشفت صحيفة «ديلي كولر» الأمريكية، أن عددًا من الصحفيين العرب تعرضوا لتهديدات وعمليات ابتزاز قطرية واسعة بسبب انتقادهم للنظام القطري.
وأشارت الصحيفة إلى أن وثائق رسمية صادرة عن الحكومة القطرية، حصلت عليها الصحيفة تدرج أسماء صحفيين خططت الدوحة لاستهدافهم من خلال عمليات القرصنة والتجسس.
وأوضحت الصحيفة أن عمليات الاختراق تم تنفيذها كجزء من عملية واسعة النطاق استهدفت أكثر من 1000 شخص في العديد من البلدان بين عامي 2014 و2018، بما في ذلك مجموعة من الضحايا من نشطاء حقوق الإنسان السوريين إلى لاعبي كرة القدم المصريين.
ومثلما تفعل المخابرات القطرية مع المحامية الأمريكية؛ نجدها تقوم بنفس الدور مع كل مَن يكشف أكاذيب وفضائح تنظيم الحمدين، إذ كشف «أمجد طه» الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، أنه تلقى تهديدات مباشرة بالقتل من ضابط مخابرات قطري، كما هدده بنشر محتوى بعض رسائله الإلكترونية إذا استمر في انتقاد أمير قطر شخصيًّا على شبكات الأخبار، وقال «طه» إنهم يتحدثون عني وعن أمي، ويقولون إنهم سيغتصبون أختي.
وأعلن «أمجد طه» أن النظام القطري يستخدم الصحف المحلية لتهديده هو وكل مَن يكشف ألاعيب نظام الدوحة، وصرح قائلًا: «تدعي شبكة الجزيرة أنهم يدورون حول الرأي والرأي الآخر، لكن عندما ننتقدهم، تبدأ معلوماتهم الاستخباراتية في تهديدنا».





