النهضة وانتخابات تونس.. الإخوان يبدأون موسم تكسير العظام ونزع أقنعة التوافق
في حواره مع وسائل الإعلام التونسية، تحدث راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، عن ديمقراطية الحركة واحتوائها لكل المعارضين، نافيًا سعي «النهضة» للتفرد بالحكم، معلنًا في الوقت ذاته، أن قواعد الحركة لن تخرج عن قراره، خاصة فيما يتعلق بالتصويت للمرشحين أصحاب المرجعية الإسلامية.
روافد الخطاب الإخواني.. العودة ونزع الأقنعة
وحول هذا التلون الإخواني- المعهود والمعتاد في ثقافات الجماعة- قال الباحث التونسي، أحمد نظيف: إن حمادي الجبالي يحاول الرجوع إلى الروافد الأصلية للخطاب الإسلاموي؛ لاستمالة الأنصار المتعطشين لمثل هذا الخطاب، والذين ملوا من خطاب المهادنة التوافقي الذي تتبناه «النهضة».
وأضاف أن هذا الخطاب يقوم أساسًا على تخويف جمهور الحركة من وجود مؤامرة من أطراف معينة عليهم، وتكثيف هذه المؤامرة في شخص كمال لطيف، باعتبار أنه في الذهنية النهضاوية يعني العودة إلى السجون.
ولفت الباحث التونسي، إلى أن «الجبالي» يتخذ مواقف من القضايا الخارجية مثل رفض أي إعادة للعلاقات مع سوريا، والموقف من الأزمة الخليجية وصلت حد مهاجمة السعودية، مضيفًا: «مع أن الجبالي كان أجبن طرف إسلاموي عندما كان في السلطة في القضايا الداخلية، وكانت حكومته صاحبة الريادة في ملف التفاوض السري مع رجال الأعمال، وفي الملفات الخارجية».
وبحسب «نظيف» يعتقد «الجبالي» أن التركيز على هذا النوع من الخطاب سيجعله المرشح الإسلامي الأصيل في مواجهة «مورو» المرشح الإسلامي المهادن.
بدوره، قال خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلاموية، والقيادي السابق بجماعة الإخوان: إن «الغنوشي» لم يخرج من عباءة الإخوان، وهو متشبع بأفكار سيد قطب، كبير منظري الجماعة، وحسن الترابي، مؤسس إخوان السودان، مشددًا على أنه لاعب سياسي يجيد المناورات، ولذلك فادعاء انفصال «النهضة» عن الإخوان كانت مناورة.
وأضاف لـ«المرجع» أن تيار الإسلام السياسي يضعف ولن يلقى قبولًا في تونس؛ لاسيما أن الشباب أصبحوا يميلون للتدين الحر، دون الالتزام بالانضمام إلى جماعة دينية.
تحذيرات
بالموازة، خوفًا من سعي المرشحين أصحاب المرجعية الإسلامية لاستغلال المساجد، حذرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، الجمعة (6 سبتمبر)، من أي استغلال دور العبادة في الدعاية لأي من المرشحين المتنافسين على منصب رئيس الجمهورية، مشددة على أن السلطات وهيئات معنية بنزاهة الحملة الانتخابية، راقبت باهتمام شديد فحوى ما ألقاه الخطباء في أول جمعة من أيام الحملة الانتخابية التي بدأت الإثنين الماضي.
واعتبر رئيس الهيئة نبيل بفون، في تصريحات سابقة، أن لائمة المساجد تأثيرًا كبيرًا قد يوجه الناخبين، إذ يصل عقاب أي إمام يثبت استغلاله المسجد في الدعاية الحزبية خلال الانتخابات المرتقبة في البلاد، إلى العزل من منصبه، ومنعه من الخطابة.





