ad a b
ad ad ad

«أردوغان» يحيل رفيق دربه للتأديب.. وباحث لـ«المرجع»: لن يجرؤ على استخدام العنف مع «أوغلو»

الأربعاء 04/سبتمبر/2019 - 10:31 ص
أردوغان
أردوغان
محمد عبدالغفار
طباعة

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضاق ذرعًا بأي انتقاد يوجه له، سواء كان من معارضيه من الأحزاب المختلفة كحزب الشعب الجمهوري، أو من خلال مؤيديه وكبار رجالات دولته في الماضي مثل رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو.


ووفقًا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، الثلاثاء 3 سبتمبر 2019، فإن اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية الحاكم قررت بالإجماع إحالة 4 من أعضاء الحزب إلى المجلس التأديبي، مطالبة بفصلهم بصورة نهائية، بعد اجتماع استمر خمس ساعات برئاسة رجب طيب أردوغان.


«أردوغان» يحيل رفيق

ووفقًا لموقع صحيفة «حريت» التركية، فإن الشخصيات الأربعة هم: أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق والعقل المفكر للحزب وواضع السياسات التركية الخارجية، وكذلك عبدالله باشجي، النائب السابق عن مدينة إسطنبول ممثلًا عن الحزب الحاكم، وأيهان سفر أوستون، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية سابقًا، بالإضافة إلى سلجوق أوزداج، الأكاديمي والنائب السابق في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية.


فيما صرح مسؤول كبير في حزب العدالة والتنمية الحاكم، لوكالة "رويترز"، الثلاثاء 3 سبتمبر 2019، بأن الحزب سيتجه لعزل ثلاثة أعضاء آخرين من كبار أعضائه، على خلفية انتقادهم الرئيس أردوغان، وسعيهم لتأسيس حزب سياسي جديد.


صراع مستمر


ابتعد رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو عن الساحة السياسية منذ عام 2016، وذلك إثر الخلاف الذي نشب بينه وبين رجب طيب أردوغان، إذ اختلف الطرفان سياسيًّا حول عدد من القضايا، ومنها الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، 18 مارس 2016، الذي يهدف إلى منع تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا، مقابل دفع مبالغ مالية لأنقرة، وإعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول للاتحاد الأوروبي، وإعادة المباحثات حول دخولها مرة أخرى للاتحاد.


إلا أنه عاود الظهور مرة أخرى بصورة مكثفة خلال الشهور الماضية، بهدف الاعتراض على الطرق والأساليب التي يتبعها "أردوغان" في التعامل مع معارضيه، وكذلك تحويل البلاد إلى النظام الرئاسي، بالإضافة إلى آلية تعامله مع نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، مارس 2019.


وتسارعت وتيرة الأحداث بصورة ملحوظة، إذ قدم رئيس الوزراء السابق فى أبريل 2019، رسالة لأعضاء حزب العدالة والتنمية، تضمنت اتهامات لأردوغان بالتوسع في استخدام لغة التخوين ضد الخصوم، وإطلاق حملة اعتقالات غير مسببة ضد المعارضين كافة.


ومع إعلان «أوغلو» نيته إطلاق حزب سياسي لمنافسة الحزب الحاكم، وشروعه في تجهيز 70 مقرًا له في بلديات مختلفة، وتصريحاته السابقة أمام حشد جماهيري في مدينة سكاريا، خلال الاحتفال بالذكرى السنوية الـ18 لتأسيس حزب العدالة والتنمية، الأربعاء 28 أغسطس 2019، والتى قال فيها: «إن الكثير من دفاتر الإرهاب إذا فتحت لن يستطيع أصحابها النظر في وجوه الناس»، شعر «أردوغان» بالقلق، ولذا سارع باتخاذ خطوات ملموسة لإيقافه، في محاولة للحفاظ على استقرار حكمه وعدم فضح ممارساته، ويبدو أن «أردوغان» قد يزج برفيق دربه في السجن إذا ما حاول انتزاع سلطاته منه.


«أردوغان» يحيل رفيق

انتهاء تجربة «العدالة والتنمية»


يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حزب "أوغلو" الجديد سيكون منافسًا لـ"أردوغان"، وسوف يؤدي إلى انتهاء تجربة حزب العدالة والتنمية، لذا فإن القلق من "أوغلو" وحزبه يتزايد مع مرور الوقت، خصوصًا مع اتخاذ رئيس الوزراء السابق خطوات فعلية في عملية تأسيسه. 


وأشار "فهمي" فى تصريح لـ«المرجع» إلى أن "أردوغان" لن يستطيع استخدام العنف في إنهاء تجربة "أوغلو"، لأنه شخصية كبيرة ولها ثقلها ورمز للعثمانية الجديدة.


وقال أستاذ العلوم السياسية: إن رئيس الوزراء السابق سيعتمد في حزبه الجديد على بعض المبادئ، منها المشاركة لا المغالبة؛ إذ سينفتح على كل مكونات الحياة السياسية، كما سيعيد ترتيب علاقات بلاده في الإقليم مع الدول المهمة في المنطقة ومنها مصر، وكذلك على مستوى القضية الفلسطينية، إذ يرى "أوغلو" أن "أردوغان" أدخل الدولة التركية في صراعات متعددة، لم يكن هناك أي استفادة تذكر منها.

الكلمات المفتاحية

"