ad a b
ad ad ad

«داعش في بنجلاديش».. استغلال التيار التكفيري ومنافسة «القاعدة»

الخميس 05/سبتمبر/2019 - 02:25 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

أعلن تنظيم «داعش» تبنيه للهجوم الذي استهدف أحد الحواجز الأمنية بعاصمة بنجلاديش «دكا» في الأول من سبتمبر 2019؛ ما أدى إلى إصابة اثنين من رجال الشرطة، وذلك بعد عدة أسابيع فقط من الفيديو الذي بثته عناصر التنظيم بالبلاد؛ من أجل تجديد البيعة للخليفة المزعوم «أبو بكر البغدادي».


«داعش في بنجلاديش»..
وقال قائد شرطة مدينة دكا، «أسد الزمان ميا» فى بيان: «إن الهجوم وقع في ساعة متأخرة من مساء السبت، عندما كانت سيارة تقل وزير الحكم المحلي والتنمية الريفية، تازل إسلام، مارة بمنطقة دانموندي المزدحمة في دكا، مضيفًا، أن الهجوم تم بقنبلة بدائية الصنع، بينما لم يصب وزير الحكم المحلي بأي أذى ولكن أُصيب شرطيان من وحدة المرور».

تحقيق التهديدات
تأتي هذه الواقعة بعد الفيديو القصير الذي بثته عناصر «داعش» في أوائل أغسطس 2019، ويتضح من خلالها تحقق جزء من التهديدات التي شملها الفيديو؛ إذ أشارت العناصر الداعشية إلى استهدافها لساسة الدولة؛ بسبب عدم تطبيقهم للشريعة الإسلامية - وفق ما يعتقدون- إضافةً إلى تكفيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم، وهو ما اتضح من استهداف موكب الوزير.

كما أن «داعش» لفت إلى نيته بتهديد حياة رجال الشرطة والجيش بالبلاد، فبعد الحادث ونجاة العناصر بإصابات طفيفة، أصدر التنظيم بيانًا بغيضًا يتمنى من خلاله عدم شفاء رجال الآمن.

ويعتمد «داعش» في بنيته الفكرية على تكفير كل من لا يتبع التنظيم ولا يأتمر بما يقوله «أبو بكر البغدادي»؛ لذا يهتم التنظيم بقتل الساسة والبرلمانيين حتى يحقق ذلك، إلى جانب تحقيق أهداف سياسية تقتضي إنهاك الدول وأنظمتها السياسية والأمنية، مستغلًا الظروف المجتمعية في بعض المناطق الجغرافية.


 هشام النجار، الباحث
هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة
التمدد الداعشي
وعلى الرغم من ضآلة هذه العملية بالمقارنة بالحوادث التي سبق ونفذها التنظيم في بعض المناطق، فهل سيستطيع «داعش» بالفعل خلق تمركز قوي له داخل بنجلاديش وجذب العديد من العناصر له مثلما ادعى في مقاطعه المصورة السابقة؟.

للإجابة على هذا يقول هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة: إن التنظيم يحاول مد نفوذه في العديد من المناطق المختلفة بعد خسارة أراضيه في العراق وسوريا، وبالأخص في أفريقيا والمناطق المضطربة في آسيا، ونظرًا لكون بنجلاديش من الدول التي منيت باضطرابات سياسية ومذهبية فهي أرض خصبة للتنظيم؛ لكي يحاول استعادة تجميع صفوفه وخلق مناطق امتداد جديدة.

وأشار الباحث في تصريح لـ«المرجع» إلى أن «داعش» سيسعى بكل قوة من أجل استغلال الانقسامات السياسية والاضطرابات الأمنية التي خلقتها عصابات الاتجار بالبشر والمخدرات في المنطقة؛ لتقوية نفوذه بالداخل.

وأكد أن التنظيم يسعى لمنافسة تنظيم «القاعدة» في مناطق نفوذه، لافتًا إلى أن سلسلة فيديوهات «العاقبة للمتقين» التي تضمنت فيديو بنجلاديش يظهر من خلالها محاولة التنظيم؛ لإحداث موائمة مع فكر «القاعدة» وتراجع فكري تكتيكي؛ لاستقطاب العديد من عناصره وقاداته إلى «داعش»، فمن وجهة نظره يحاول تنظيم «داعش» التخلي عن بعض أدبياته الفكرية مثل قاعدة التخلي عن فكرة الجهاد ضد العدو البعيد واستبدالها بالقتال ضد العدو القريب ومحاولة استمالة القبائل والسكان المحللين إليها.

ومن خلال مشاهدات الباحث، لفت إلى أن «داعش» يسعى للاستيلاء على إرث «القاعدة» وضم قياداته إليه ونشر نفوذ له في الأماكن التي كانت تشهد من قبل سيطرة كبيرة لـ«القاعدة»، مع عدم استبعاد الدور السياسي في هذا الأمر هذا الدور الذي سمح لتنظيم يعاني من الكثير من الخسائر، أن يتمدد بهذا الشكل في مناطق جديدة.

الوضع الداخلي
وبالنظر إلى الأوضاع الداخلية لبنجلاديش وعلاقتها بضربات «داعش» نجد أن هذه العملية ليست الأولى من نوعها بالمنطقة، ففي أواخر أبريل 2019، تبنى التنظيم تفجيرًا لحاجز أمني في أحد الشوارع المؤدية إلى السوق المزدحم «جولستان» بالعاصمة دكا، أسفر عن إصابة بعض رجال الشرطة.

وفي 27 مايو 2019، أعلن «داعش» مسؤوليته عن تفجير آخر لسيارة شرطة أيضًا بالعاصمة، بينما نفذ التنظيم هجومًا انتحاريًّا بالقرب من المطار الدولي للبلاد في مارس 2017.

واستطاع «داعش» تمديد نقاط تمركزه في البلاد مستغلًا وجود «الجماعة الإسلامية البنجالية»، والتي تأسست في 1941، وتستمد عقائدها من «أبو الأعلى المودودي» وأسهمت في إصباغ بعض شباب البلاد بسمة التكفير والإرهاب ومهدت لهم الطريق لاستيعاب الفكر الداعشي، علاوةً على ذلك يوجد بالبلاد جماعة «ICS» منذ 1977 والتي تتهم بإقامة علاقات مع تنظيم القاعدة وإمداده بالسلاح والتمويلات اللازمة.

الكلمات المفتاحية

"