«اليوروبول» تكشف أسرار تهاوي إعلام «داعش والقاعدة»
يواصل تنظيم داعش الإرهابي، بث الرسائل الدعائية عبر ما يعرف بديوان الإعلام المركزي، والمكاتب الإعلامية الأخرى، بالرغم من خسارته لمعاقل سيطرته داخل العراق وسوريا خلال الفترة الماضية.
وأصدرت وكالة تطبيق القانون الأوروبية «اليوروبول» دراسة جديدة عن الإعلام في تنظيم داعش خلال العام 2018، مؤكدةً أنه تراجع بشكل ملحوظ سواء على مستوى كم الإصدارات التي يبثها التنظيم، أو الجودة التي ينتج بها الدعاية التي يبثها.
وقالت «اليوروبول» إن العملية التي نفذها الاتحاد الأوروبي في عام 2018، واستهدفت البنية التحتية الإلكترونية لوكالة «أعماق» الذراع الإعلامية لتنظيم داعش، ساهمت في الحد من قدرات التنظيم الإعلامية، مضيفةً أن الهجوم على بينة أعماق الرقمية تبعه حملة أخرى على الحسابات والقنوات الموالية لتنظيمي داعش والقاعدة على تطبيق تيليجرام للتواصل الاجتماعي.
وكنتيجة لاستهداف الحسابات والقنوات الإرهابية على تطبيق تيلجرام، ضاعف مناصرو التنظيمات الإرهابية من جهودهم عبر شبكة الإنترنت، وأنشأوا حسابات جديدة وبثوا عبرها فيديوهات ورسائل تحريضية، بالرغم من الحذف المتكرر لبعض الحسابات.
وأوضحت «اليوروبول» أن المنصات التقليدية أُسيء استخدمها أكثر من غيرها، مشيرةً إلى أن الاتحاد الأوروبي رصد نشر المواد الدعائية الإرهابية عبر 146 منصة، في الفترة الممتدة من عام 2015 وحتى عام 2018.
ونشر مناصرو التنظيمات الإرهابية محتويات تروج لها عبر مواقع مشاركة الفيديوهات، والروابط المختصرة، ومواقع الاستضافة الجديدة، والمدونات وتطبيقات المراسلة وغيرها.
ولجأ مناصرو التنظيمات الإرهابية إلى إعادة إنشاء قنوات على تطبيق التيليجرام وتسميتها بأسماء جديدة للهروب من التتبع والملاحقة عبر الانترنت.
تراجع القدرات الفنية
بالرغم من تراجعه في سوريا والعراق فإن تنظيم داعش تنامى في ما يعرف بولاية خراسان، والتي تشمل أفغانستان وباكستان، وبالرغم من النشاط النسبي لإعلام داعش في خراسان فإنه أصدر في عام 2018 عددًا قليلًا من الفيديوهات.
وبحسب دراسة «اليوروبول» فإن مناصري تنظيم داعش يلجأون إلى إعادة تدوير المواد التي سبق نشرها عبر الإعلام الداعشي في الأعوام السابقة، إذ نشر مناصرو التنظيم سلسلة من مقتطفات جرى تقطيعها من كلمات لأبي محمد العدناني، المتحدث باسم داعش، الذي قٌتل في عام 2016، بعكس مناصري القاعدة الذين يبثون مواد جديدة نسبية تتواءم مع الأحداث.
وشهد العام الماضي أيضًا تراجعًا في جودة الفيديوهات التي يبثها التنظيم الإرهابي، بعد فترة طويلة من إنتاج فيديوهات عالية الجودة جرى تصوير بعضها بطائرات بدون طيار، بالإضافة للقطات أخرى لعمليات مقاتلي التنظيم خلف خطوط العدو، وكان الاستثناء الوحيد تقريبًا الفيديو الذي بثه التنظيم الإرهابي للهجوم على عرض عسكري للحرس الثوري الإيراني في الأحواز، وذلك وفقًا لدراسة اليوروبول.
كما ذكرت الدراسة أن تنظيم داعش أصدر سلسلة مرئية باسم "حصاد الأجناد" للحديث عن الهجمات التي يشنها مقاتلوه ضد أعدائهم، موضحةً أن مؤسسة الحياة الإعلامية بثت عددًا من الفيديوهات ضمن هذه السلسلة.
واعتبرت "اليوروبول" أن السلسلة تكشف تهاوي الآلة الإعلامية لداعش، مؤكدةً أنها اعتمدت على نفس الصور والرسوم في جميع الإصدارات التي بثتها تحت اسم "حصاد الأجناد".
المؤسسات المناصرة
مع تهاوي الإعلام الرسمي لتنظيم داعش، حاولت ما تعرف بالمؤسسات المناصرة ملء الفراغ الذي خلفه غياب الكوادر الإعلامية الداعشية.
والمؤسسات المناصرة هي عبارة عن جهات إعلامية مجهولة تتبنى الفكر الداعشي وتعمل على الترويج له لكن من دون وجود صلات مباشرة مع التنظيم، وركزت تلك المؤسسات خلال الفترة الماضية على نشر التصميمات المرئية، وعلى نشر النصوص التي تؤكد عقيدة داعش.
وحاول عدد من المؤسسات الداعشية الاتحاد في كيان كبير من أجل الاستمرار في العمل، ونشر دعاية تشبه الدعاية الرسمية لتنظيم داعش.
الصراع الفكري في الفضاء الإلكتروني
لكن المؤسسات المناصرة لداعش اختلفت في ما بينها، بعد نشر ما يسمى بمؤسسة الوفاء، ومؤسسة التراث العلمي نقدًا شديدًا لتنظيم داعش وقيادته، بينما اعتبرت مؤسسات أخرى أن "الوفاء والتراث" عبارة عن مجموعة من الخونة والجواسيس الراغبين في الطعن في تنظيم داعش وقيادته.
القاعدة أقل تطرفًا من داعش
بينما كان العالم مشغولًا بحرب تنظيم داعش، كان غريمه التقليدي تنظيم القاعدة يعمل على تقوية شبكاته، وتكثيف وجوده العسكري في المناطق التي ينشط فيها.
وتركز القاعدة حاليًا على فكرة الجهاد المحلي، وتحاول تجاوز الحديث عن الجهاد العالمي والتعامل مع المتغيرات والمعطيات الجديدة على الأرض.
وأكدت «اليوروبول» أن تنظيم القاعدة أقل تطرفًا من تنظيم داعش، لكنهما مع ذلك يتنافسان على شن هجمات إرهابية ضد الدول الغربية، والولايات المتحدة، موضحةً أن التنظيمين الإرهابيين يسعيان للاستفادة من الانترنت في نشر الدعاية الإرهابية وتجنيد عدد كبير من المؤمنين بالأفكار الأصولية، استعدادًا للموجة الجديدة من الإرهاب.





