ad a b
ad ad ad

بعد الهجوم السيبراني الأمريكي.. شلل إليكتروني يضرب قواعد البيانات الإيرانية

الجمعة 30/أغسطس/2019 - 01:52 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة

لا تزال إيران تحاول استيعاب خسائرها جراء مواجهتها للولايات المتحدة، وعلى طهران أن تسدد ضريبة تلك المواجهة التي كان أحدث فصولها الهجوم السيبراني الذي استهدف إيران بعد واقعة إسقاط الطائرة الدرون الأمريكية، فبحسب المعلومات المتاحة فإن طهران لا تزال تحاول استعادة البيانات التي تم تدميرها، بحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين لـ«نيويورك تايمز».


وبحسب التصريحات فقد دمر الهجوم قاعدة بيانات مهمة في شبكات الاتصالات العسكرية تستخدمها إيران لشن هجمات على ناقلات النفط، وأسفر عن تدهور قدرتها على استهداف حركة الملاحة البحرية في الخليج.


وقال المسؤول الاستخباراتي السابق رفيع المستوى، نورمان رول، إن العمليات الإلكترونية الأمريكية مصممة لتغيير سلوك إيران من دون بدء صراع أوسع أو التسبب في رد انتقامي.


بعد الهجوم السيبراني

من جهته قال الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي المتخصص في الشأن الإيراني: إن الحديث عن هجوم سيبراني أمريكي «سري» لاستهداف إيران خلال شهر يونيو الماضي ليس جديدًا فقد تم الإعلان عن ذلك في حينه، وفي أعقاب الهجمات التي نالت من أربع ناقلات نفط قبالة ميناء الفجيرة الإمارتي، أو تلك التي أصابت ناقلتي ببحر عمان، والتي وجهت أصابع الاتهام لإيران بشأنها، ومن ثم فإن إعادة الحديث عن هذه الهجمات السيبرانية الأمريكية مجددًا ربما يكون الهدف منه محاولة تفسير عدم تكرار مثل هذه الحوادث، والتأكيد على أن هذه الهجمات ربما أتت أكلها إذ أفقدت إيران القدرة على فعل ذلك.


وتابع في تصريحات لـ«المرجع»، إن الهجمات السيبرانية التي تعرضت لها إيران، ورغم أهميتها، كونها أحد أهم أشكال الحرب الخطيرة وغير المكلفة، والتي بلا شك تؤثر سلبًا على القدرات العسكرية لإيران، لكنها ربما ليست هي السبب الرئيسي في إحجام إيران أو توقفها عن مواصلة عملياتها العدائية على ناقلات النفط في الخليج العربي، إذ ثمة اعتبارات كثيرة تقف وراء ذلك، منها أن إيران حققت بالعمليات السابقة الكثير من الأهداف التي كانت تسعى لتحقيقها، وأبرزها التأكيد للولايات المتحدة الأمريكية والعالم أجمع أن إيران ليست عاجزة عن الرد على التصعيد الأمريكي، وأنها من تملك مفتاح الأمن والاستقرار في الخليج العربي.


يضاف إلى ذلك أن هناك بدائل أخرى تقليدية لدى إيران لممارسة قرصنتها البحرية في الخليج العربي، في حال أرادت ذلك، وهي البدائل التي ربما لا تحتاج إلى التكنولوجيا التي تعطلت بفعل الهجمات السيبرانية الأمريكية، وهو أمر فطنت له إيران منذ سنوات، خاصة بعدما تعرضت لهجوم سيبراني كبير في العام 2010، حيث اتهمت إيران وقتها كلًا من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بأنهما خلقتا فيروسًا إلكترونيًّا قويًّا للغاية أطلق عليه اسم «ستانكست» والذي أصاب الآلاف من الحواسيب الإيرانية وعطل عمل أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها طهران في تخصيب اليورانيوم على خلفية الخلاف بين الطرفين على البرنامج النووي.


بعد الهجوم السيبراني

وتابع: هنا يجب أن نشير إلى أنه لو كان بإمكان مثل هذه الهجمات السيبرانية أن تحدث حالة شلل تام في قدرات إيران العسكرية لكان ذلك خيرًا وأفضل لأمريكا في تعاطيها مع الملف الإيراني بدلًا من حالة إراقة ماء الوجه التي تتعرض لها ليل نهار دون قدرة أمريكية حتى على الرد المناسب ولو دفاعًا عن كرامة أعظم وأقوى دولة في العالم.


وشدد على أنه لا يمكن أن نتجاهل أيضًا أن إيران تمتلك القدرة على شن هجمات سيبرانية لا تقل خطورة عن الهجمات الأمريكية، إذ تحتل إيران ترتيبًا عالميًّا متقدمًا بشأن تلك القدرات السيبرانية، ومن ثم فإن الهجمات الإيرانية المحتملة بمقدورها أن تطال مؤسسات ومنشآت بحثية وحكومية حيوية ستكون لتعطلها بلا أدنى شك آثار سلبية جسيمة، وهو ما كان قد سبق حدوثه وكلف أمريكا الكثير من المال والجهد لمعالجته.

"