بعمليات عشوائية ويائسة.. «داعش» يستميت لإنكار هزيمته في سوريا
في كلمة ألقاها خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول قضايا الإرهاب عُقدت يوم الثلاثاء، 27 أغسطس، قال «غينادي
كوزمين»، نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إن العدد الإجمالي لعناصر داعش وأنصارهم في سوريا يتخطى الثلاث آلاف عنصر بالإضافة
إلى الخلايا النائمة التي زرعها التنظيم.
وأكد، أن تلك العناصر
مازالت نشطة وتمثل تهديدًا على سوريا، بسبب انشغال القوات السورية بالقضاء على هيئة تحرير
الشام وأنصارها في الشمال السوري.
وكانت قد وزارة الدفاع
الأمريكية حذرت في تقرير أصدرته، يوم 6 أغسطس، من عودة التنظيم للظهور في سوريا.
وتأتي التصريحات الروسية بشأن عدد الدواعش في سوريا، بعد قرابة مرور نصف عام على إعلان قسد (قوات سوريا الديمقراطية)، القضاء على تنظيم داعش في جيبه الأخير ببلدة « الباغوز» شرقي ديرالزور، حيث لم يبق للتنظيم في سوريا سوى بعض المواقع في البادية السورية.
شبكة تهريب
على صعيد متصل أكدت شبكة «الشرقية 24» السورية المختصة بنشر أخبار المنطقة الشرقية، أن «داعش» لم يشكل خلايا في البادية السورية بل اعتمد على عناصر كانت سابقًا في محيط مطار« ديرالزور» و«البوكمال» و«الميادين»، كما اعتمد على التعامل مع شبكة تهريب كبيرة تتبعه، تجعل عناصره يتنقلون بين الميادين والرقة وريف حمص، لجلب بعض المستلزمات الطبية عبر دراجات نارية.
وأوضحت الشبكة، أن نوعية الأسلحة التي تمتلكها عناصر التنظيم في البادية، عبارة عن أسلحة ثقيلة بمختلف أنواعها، إضافة إلى أنه يمتلك في البادية مستودعات أغذية ومستشفيات ميدانية بصحراء«تدمر».
وأشارت الشبكة، إلى أن العمليات العسكرية للتنظيم تتركز قرب محطة الـT2 ( محطة نفطية)، وأيضًا باتجاه طريق (ديرالزور –دمشق)، وكذلك يقوم التنظيم بعمليات أسر ضباط وجنود تابعين للجيش السوري، ويهاجم بعض الأكمنة ويقوم ببعض عمليات الكر والفر.
وأوضح الموقع السوري، أن التنظيم ينتشر بأعداد كبيرة ليلًا في البادية وفي بعض الأماكن القريبة من مدينة البوكمال، وأن عدد العناصر الداعشية الموجودة في تلك المنطقة يتخطى الألف عنصر.
تشتت وصعوبة في التحرك
وقالت «شبكة السويداء 24»، إنها حصلت على برقية أمنية مرفوعة إلى وزير الدفاع في سوريا، خلال العام الحالي 2019، تؤكد وجود خلايا لتنظيم داعش في بادية السويداء، تعاني التشتت وصعوبة التحرك، مقابل نشاطهم المتزايد وتضاعف قوتهم في بادية حمص.
وأكدت الشبكة، أنه في مطلع شهر يوليو الماضي، جرى تهريب عناصر من خلايا داعش في بادية السويداء، إلى محافظة درعا، عبر مهربين، وهذا الأمر يؤكد أن التنظيم يسعى في الوقت الحالي لإعادة ترتيب أوراقه في المنطقة الجنوبية.
وأشارت الشبكة، إلى أنه يوجد بشكل أساسي في تلك المناطق، وهي: «جبل مكحول في عمق الشامية، وجبل الصفا بالقرب من بادية السويداء، ومنطقة الأبيار في منطقة صريخي بالبادية الشامية، ومنطقة الثكنات بالقرب من «قاعدة الزكف» التي تتمركز فيها قوات أمريكية، وأيضًا في الجبال المطلة على «تدمر» غربي مدينة السخنة.
وأوضحت الشبكة، أن سيطرة داعش تتركز أيضًا، في منطقة الوديان من بادية البوكمال، وهي منطقة صحراوية بها بعض المنازل الصغيرة المتناثرة، وتقدر مساحتها بنحو 180 كيلومترًا مربعًا.
داعش في سوريا.. تواصل مفقود وعمليات عشوائية
ومن جانبه قال ريان معروف، مسؤول تحرير في موقع « السويداء 24»، ومتخصص في ملف جنوب سوريا، إن تنظيم داعش مشتت في منطقة السويداء، وهناك صعوبات كبيرة في التواصل بين أفراده وقياداته، وهجماتهم حتى اليوم لا توحي مطلقًا بمحاولة السيطرة على مساحات جديدة.
وأكد معروف في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن عدد العناصر في السويداء ليس كبيرًا، وينتشرون في بعض الجروف الصخرية من منطقة الكراع وتلول الرغيلة، ويتزعمهم شخص يلقب بـ«أبو البراء» من أصول عراقية، ويتجنبون أي مواجهات مباشرة مع الجيش أو الفصائل المحلية التي تجري عمليات تمشيط بين الحين والآخر في المنطقة، ويتحركون على الدراجات النارية.
وأشار مسؤول التحرير، إلى أن عمليات «داعش» في تلك المنطقة محدودة جدًا تقتصر على زراعة العبوات الناسفة على الطرقات التي يستخدمها الجيش للانتقال بين مناطق سيطرته في بادية السويداء.
وتابع: «أن التنظيم يعمل بسياسة الخلايا النائمة، ولا يزال موجودًا في بادية السويداء، بعد هجوم داعش في 25 يوليو 2018 على مناطق واسعة في المحافظة، حيث تمكن حينها أبناء المحافظة من التصدي للهجوم، وبعدها شن الجيش السوري هجومًا واسعًا على معاقل داعش في البادية واعلن في شهر نوفمبر السيطرة على تلول الصفا ومساحات واسعة من بادية السويداء».
وواصل: «وفي شهر فبراير من العام الحالي أثناء تمشيط عناصر من الجيش للجروف الصخرية في بادية السويداء عثروا على جرف صخري يختبئ فيه 3 عناصر من داعش وقاموا بقتلهم، وبين الحين والآخر يتم العثور على مقرات مشابهة، هذا الحال بالنسبة لبادية السويداء».
وأضاف معروف، أن وضع «داعش» بالنسبة لبادية دمشق وإلى باديتي حمص ودير الزور، هناك نشاط متزايد للمتطرفين، حيث يستهدفون بين الحين والآخر أرتالًا عسكرية ويفخخون الطرقات، كما يستهدفون خطوط نقل الغاز والثروات المعدنية.





