يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

نقلًا عن مصادرها في القطاع.. «بي بي سي» تكشف علاقة «داعش» بتفجيرات غزة

الأحد 01/سبتمبر/2019 - 10:17 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

كشفت شبكة «بي بي سي» الإعلامية، الأربعاء 28 أغسطس 2019 عن معلومات لمصادر خاصة بها ترجح مسؤولية تنظيم داعش عن الانفجارات التي استهدفت حاجزين للشرطة بقطاع غزة الفلسطيني مساء 27 من الشهر الجاري، والتي راح ضحيتها ثلاثة من عناصر الشرطة الفلسطينية.


كما أشارت إلى أن الهجوم قد أعقب حملة أمنية قامت بها السلطات لمطاردة عناصر على صلة بتنظيم داعش الإرهابي في غزة، بينما لم يعلن التنظيم حتى الآن مسؤوليته عن الحادثة بشكل واضح.


نقلًا عن مصادرها

تفاصيل دامية


وكان انفجاران متتابعان، قد وقعا خلال الليل، ضد حاجزين للشرطة في منطقة الشيخ عجلين، ومنطقة تل الهوا، الواقعتين في غرب قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة آخرين، وبدورها علقت وزارة الداخلية على الحادث قائلة: إن الأجهزة تمكنت من معرفة العناصر المخططة والمنفذة للهجومين، ولاتزال تتابع البحث الجنائي لإعلان التفاصيل الكاملة عن الحادث.


ومن جهتها أعلنت حكومة إسرائيل عدم قيامها بهذا الهجوم، ولكن موقع «شاشة الأخباري» أورد أن نائب رئيس حركة فتح محمود العالول صرح للإذاعة الرسمية بأن هذه التفجيرات مهمة للسلطات، وتكشف عن حالة جديدة بالبلاد تستوجب البحث والدراسة الدقيقة، فالطبيعي لفلسطين أن تظهر في وسائل الإعلام لتعبر عن معاناتها من القصف الإسرائيلي لأرضها، أما التفجيرات الداخلية فهو أمر يحتاج لدراسة قبل الخوض في مبرراته وأسبابه والمتغيرات التي أدت إلى هذه الحالة.


وفيما يخص رد حركة حماس على الواقعة، فقال حازم قاسم الناطق باسم الحركة إن القطاع سيبقى آمنًا بغض النظر عن هذه الأفعال المشبوهة والجهات التي تدفعها، مؤكدًا أن رجال الشرطة الذين استشهدوا هم خط الدفاع الأول عن الدولة الفلسطينية.

نقلًا عن مصادرها
طرح داعشي

وفي ضوء ما سبق يبرز التساؤل حول ماهية الوجود الداعشي في قطاع غزة، وهل استطاع التنظيم بالفعل تكوين جبهة له بالداخل أم يرتكز فقط على مجرد أشخاص يحملون ذات الفكر المتطرف، وإذا سلمنا بصحة ما سبق فلماذا استبدل «داعش» العناصر العسكرية الإسرائيلية التي يتشدق باحتلالها القدس بالشرطة الفلسطينية؟، وهل يُثبت ذلك متاجرته بالقضية؟.

في مايو 2015 بدأ اسم داعش يتردد داخل الأوساط الفلسطينية عندما قدمت صحيفة «فلسطين» سؤالًا لخليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس، حول حقيقة الوجود الداعشي في القطاع، والذي نفى بدوره صحة ذلك مؤكدًا حينها أن هذا لايتعدى مجرد الطرح الإعلامي وأن الإيديولوجية المنتشرة بين الشباب لا تتفق بشكل كبير مع أفكار داعش.

بينما عاد للتردد مرة أخرى وسط ترجيحات لم يتبعها تأكيد من التنظيم، وذلك في أعقاب الهجوم الذي استهدف عددًا من السيارات التابعة لأعضاء من كتائب القسام وسرايا القدس في يوليو 2015 بحي الشيخ رضوان «غرب قطاع غزة» أيضًا، وهو ذات المكان الذي تكررت به الحوادث من هذا النوع، كما سبقت الحادثة أيضًا عمليات مداهمة أمنية لعناصر متشددة هناك.
نقلًا عن مصادرها
رأي مرجح

وتعليقًا على ذلك يقول الباحث العراقي المتخصص في الدفاع ومتابعة الجماعات الإرهابية بالمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات، هشام العلي، إنه ليس من المستغرب أن يقوم  تنظيم داعش الذي لا يملك قوة أو عناصر كبيرة في قطاع غزة بتنفيذ عملية تستهدف نقطة تفتيش متنقلة في القطاع، وخصوصًا في هذه الأيام، لكون المراقبين والباحثين أصبحوا يمتلكون دلائل تشير إلى أن عمليات داعش أصبحت تتشابك مع أجندات سياسية، وتعمل لصالح أطراف سياسية إقليمية ودولية، بالنظر لهيكليته العنقودية التي يسهل اختراقها، فمثلاً قبل أيام تبنى داعش عملية إرهابية ضد التركمان في قضاء داقوق التابعة لمحافظة كركوك العراقية، وعندها صرح رئيس الجبهة التركمانية أرشد الصالحي بأن تلك العملية سياسية بامتياز، ومع ربط ذلك بالهجوم الذي وقع في القطاع ضمن الأراضي الفلسطينية فأن ذلك من وجهة نظره التي صرح بها لـ«المرجع» أن ذلك يهدف الى إرباك الوضع الأمني في القطاع، وبالأخص مع وجود أعداد من الحركات السلفية المتطرفة.

كما أن داعش قام بالتعاون مع جبهة النصرة في القضاء على جماعة أكناف بيت المقدس الموالية لحماس في مخيم اليرموك للاجئين الفسلطينيين في سوريا عام 2018م، ويرجح الباحث بأن العملية سوف تتلوها عمليات أخرى روتينية كون التنظيمات السلفية المتطرفة واهمها داعش أصبحت تنشط في المنطقة، خاصة سوريا والعراق ولبنان والقطاع استعدادًا لأي نزاع من المحتمل أن يحدث بين إيران وحلفائها والغرب وحلفائه، والدليل على ذلك وفقا لرأيه هو وجود نشاط غير مسبوق في شمال غرب العراق هذا الشهر، خلافًا للفترة السابقة التي تلت تحرير الموصل في العراق، وأيضًا العمليات في سوريا والقطاع، كما يعتقد أيضًا أنه كلما زادت حدت التوتر بين واشنطن وطهران سوف تزداد وتيرة نشاطات داعش والمجموعات المتطرفة الأخرى.

الكلمات المفتاحية

"