ad a b
ad ad ad

«قطر الدولية».. غطاء مؤسسي لتنفيذ مخططات «تنظيم الحمدين»

الأربعاء 28/أغسطس/2019 - 11:19 ص
امير قطر
امير قطر
نورا بنداري
طباعة

في 15 أغسطس لعام 2019، نشرت صحيفة «ديلي كولر» Daily Caller   تتقرير  سلط الضوء على الدور الذي تلعبه مؤسسة قطر الدولية، التي تم إنشاؤها في ولاية ديلاوير الأمريكية عام 2012، موضحة أن ما يقرب من 20 مدرسة و10 جامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تتلقى أموالًا في شكل تبرعات من إحدى المؤسسات التي تمولها قطر، وتقدم هذه الأموال بزعم تعزيز برامج تعليم اللغة العربية.


الأمير القطري السابق
الأمير القطري السابق حمد بن خليفة آل ثاني
ونظرًا لأن دويلة قطر لديها سجل حافل بانتهاكات حقوق إنسان، كما تلاحقها اتهامات عدة بدعم الإرهاب حول العالم، فإن هذه المؤسسة التابعة لمؤسسة قطر غير الربحية الموجودة بالدوحة، أُثيرت حولها شكوك كثيرة، وحذرت بعض وسائل الإعلام الأمريكية من نشاطها، وتحديدًا في يونيو عام 2017، حينما قطعت كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع تلك الدولة الخليجية .

 التأسيس

في 2012، أسس الأمير القطري السابق «حمد بن خليفة آل ثاني» وزوجته الثانية الشيخة «موزة بنت ناصر»، مؤسسة قطر الدولية، وترأستها  الشيخة «هند بن حمد آل ثاني»، ابنة الأمير السابق، أما رئيس مجلس الإدارة فهو الشيخ «عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني»، وهو أيضًا من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر.

ومن المفترض وفقًا لقانون الولايات المتحدة، أن هذه المؤسسة في البيانات المدونة تقر بنموذج تسجيل كوكيل أجنبي، الذي ينظم عمل الوكلاء الأجانب، بمعني أنها مؤسسة أجنبية وكيان يخضع لقوانين ومبادئ وأهداف تقع تحت سيطرة فرعها الرئيسي الموجود في الدولة الأجنبية، لكن ذلك لا يحدث بحكم تبعيتها لمؤسسة قطر الخيرية في الدوحة، التي أدرجتها الدولة المقاطعة إبان الأزمة الخليجية من بين 12 مؤسسة على قائمة الإرهاب عام 2017، وحذرت بريطانيا أيضًا من «قطر الدولية» لنشاطاتها المشبوهة؛ ما يعني أن  «قطر الدولية»، تنتهج بالفعل نفس السياسة القطرية.
«قطر الدولية».. غطاء
رؤية تحليلية
وأشار المحلل السابق في المخابرات العسكرية الهولندية «رونالد ساندي»، أن قطر لا تمتلك قوة حقيقية؛ ما يدفعها لمحاولة امتلاك القوة الناعمة، ولكن الأمر يتوقف على كيفية حصولها على تلك القوة، والخيارات التي تضعها أمامها، إما أن تستثمر أو تقدم رشاوى أو تتعاون مع الشعوب، بما يحقق مخططاتها.

وأعلن الناشط الأمريكي «سام هيريرا» أنه قام بتنظيم احتجاجات في هيوستون ضد افتتاح مدرسة تعليم للغة العربية؛ لأنها تلقت أموالًا من مؤسسة قطر، موضحًا أنهم  يقومون باستغلال احتياج المناطق التعليمية للأموال، ويتسللون إليهم عبر تقديم التبرعات في إطار مخطط متعمد.

وتدير المؤسسة موقعًا باللغة العربية يسمي «المصدر» يعرض منهج المؤسسة ويوفر المواد التعليمية باللغة العربية، كما يساهم في نشر الثقافة العربية، وإتاحة الفرص للطلبة للدراسة، نشر الأخبار والأحداث ذات الصلة لكل من المعلمين والطلاب.

وفي إطار ذلك، أوضح تقرير لصحيفة «ناشونال ريفو» الأمريكية نشر في 2018، أن موقع «المصدر» ينشر المواد التعليمية التي تقدمها المواقع للمدارس الثانوية والكليات بالولايات المتحدة لتعلم اللغة العربية، ويتم دمجها مع بعض الدروس التي قام بإعدادها أمريكيون يتبنون مواقف راديكالية ومعادية لأمريكا و مؤيدون للقطريين، وأنه غالبًا ما تستضيف المدارس والمساجد التابعة لمؤسسة قطر أكثر الدعاة الإسلاميين راديكالية، بمن فيهم من أشار إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر على أنها  «فيلم كوميدي».


ووفقًا لتقرير «ديلي كولر نيوز»، فإن أكثر الجامعات الأمريكية التي تلقت تمويلًا من قطر، جامعة «جورج تاون» التي تحصل على حوالي 333 مليون دولار، وبالنظر إلى عميد الجامعة في الفرع الموجود بالدوحة «أحمد دلال» نجد أنه مؤيد لنشاط «حزب الله» الذي أدرجته واشنطن كتنظيم إرهابي؛ إذ إنه مؤيد لحركة حماس.

العلاقة مع خاشقجي
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير لها نشر في ديسمبر 2018 حمل عنوان «الشهور الأخيرة لجمال خاشقجي»، أن الصحفي السعودي الراحل «جمال خاشقجي» كان يسعى لإيجاد مصدر تمويل لمؤسسة إعلامية، يكون هدفها الأول مراقبة أداء الحكومات العربية فيما يخص الحقوق والحريات، وفي سبيل تحقيقه لذلك كان يبحث عن ممول رئيسي لهذا، وظهرت دلائل تتعلق بصلاته بمنظمة ممولة من قبل قطر.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، قد تم العثور على رسائل نصية بين «خاشقجي» والمديرة التنفيذية التابعة لمؤسسة «قطر الدولية» ماجي ميتشل سالم، حيث كشفت هذه الرسائل عن أن «ماجي ميتشل» كانت في بعض الأحيان تساعد «خاشقجي» في كتابة وصياغة المقالات التي قدمها لصحيفة واشنطن بوست، وهو ما أكدته مديرة المؤسسة القطرية والدبلوماسية الأمريكية السابقة، موضحة أنها اقترحت بالفعل موضوعات لمقالات خاشقجي، وقامت بصياغة مواد بجانب دفعها له لاتخاذ موقف أكثر تشددًا ضد الحكومة السعودية، وادعت أن القدرات المحدودة لـ«خاشقجي» في اللغة الإنجليزية، كانت سببًا في تقديمها الملاحظات على مقالاته.
«قطر الدولية».. غطاء
العمل لصالح إيران والإخوان
وعن المديرة التنفيذية للمؤسسة القطرية، فهي تعمل  على  تمرير  سياسات الدوحة في واشنطن بالتأثير على الكونجرس الأمريكي، من خلال المعهد التابع له «معهد الولايات المتحدة للسلام» الذي تشارك في كتابة مقالات فيه، إضافةً إلى أنها تعمل منذ العام 2014 ضمن جماعات الضغط الأمريكية لصالح إيران، فقد حاولت التأثير على الساسة وصناع القرار في الولايات المتحدة وأوروبا؛ لإبرام الاتفاق النووي مع إيران وإجراء المفاوضات معها، وإعاقة تمرير أي عقوبات جديدة على إيران؛ حيث إنها عملت كمسؤولة للإعلام والاتصال في الموقع الإيراني الرسمي لـ«مشروع إيران» (The Iran Project).

كمادعت مديرة المؤسسة القطرية للتعاون مع جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان، وظهر ذلك في مقال لها بعنوان «من أي مسلم تصنع القائمة؟» نشره معهد الولايات المتحدة للسلام في 8 أغسطس 2005، والتي استنكرت فيه ما وصفته بمتاجرة الولايات المتحدة فيما يسمى الحرب على الإرهاب، مشيرةً إلى أن القبض على قيادات القاعدة والحرب على العراق، لم تساعد على غلق فروع القاعدة، كما أن التأييد لأسامة بن لادن نفسه لايزال موجودًا.

واستنكرت في مقالها الإجراء الأمريكي إلغاء تأشيرة العمل لـ«طارق رمضان»، حفيد مؤسس جماعة الإخوان «حسن البنا»، ورفضت منع الإخواني «يوسف القرضاوي» من دخول الولايات المتحدة.

كل ما سبق، يؤكد أن مؤسسة قطر الدولية تعد غطاء لتنفيذ مخططات تنظيم الحمدين، المتمثلة في دعم الإرهاب، وتقديم الدعم لإيران التي تعمل هي الأخرى على تمويل أنظمة متطرفة، إضافةً لدعم جماعة الإخوان المصنفة بأنها جماعة إرهابية.
"