«طالبان» تعتمد الحرب النفسية لتمرير الاتفاق مع الولايات المتحدة
ذكر المتحدث الرسمي باسم
المكتب السياسي لحركة طالبان، سهيل شاهين أن الطرفين (الأمريكي وطالبان) على وشك تحديد
يوم لتوقيع الاتفاقية المشتركة بينهما؛ مؤكدًا أن الأمور تسير بجدية ولم يتبق سوى بعض
التفاصيل وبعدها سيتم اتخاذ القرار بشأن الإعلان عن الاتفاق النهائي.
كما أشار سهيل في التدوينة التي كتبها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الأحد 18 أغسطس 2019 إلى أن الحركة لديها يقين بأن أفغانستان ستتحرر مرة أخرى وسيكون الجميع فخور بما وصلنا إليه.
اتفاق وشيك
وعلى صعيد مُتصل أكدت صحيفة الجارديان البريطانية السبت 17 أغسطس 2019، أن
الولايات المتحدة على وشك توقيع الاتفاق النهائي مع طالبان واستدلت على ذلك باللقاء
الأخير الذي جرى بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومبعوث البلاد للسلام في أفغانستان
ورئيس فريق المفاوضين، زلماي خليل زاده، ووزير الخارجية مايك بومبيو، إلى جانب نائب
الرئيس مايك بينس، ومستشار الأمن القومي، جون بولتون، وكبار قيادات الجيش ووكالة الاستخبارات
المركزية.
وتكهنت الصحيفة أن بنود الاتفاق قد تكون أعدت وأن الاجتماع كان لمناقشة
اللمسات الأخيرة لإنهاء الحرب التي استمرت 18 عامًا وتعد من أطول المعارك التي خاضتها
الولايات المتحدة الأمريكية.
جدلية البنود
ومع كثرة المؤشرات حول قرب الاتفاق النهائي تكثر التساؤلات حول البنود
المحتملة والتي يجب أن تتوافر في أي تسوية وماهية التنازلات التي قدمها كل طرف، وعن
ذلك يقول حسن أبوطالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن الاتفاقية
المنتظرة التي يتحدث سهيل شاهين عن قرب إتمامها لاتزال مجهولة وغير معلنة، وهذا التعتيم
يفقدنا التفاصيل.
فيما لفت الباحث في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن الانسحاب العسكري من
أفغانستان لا يجب النظر إليه في إطار الدور الأمريكي فقط؛ إذ يتواجد بالبلاد هيئات
عسكرية للأمم المتحدة وغيرها من الهيئات والدول التي تتخطى الـ18 دولة، ولذلك فإن رد
الفعل الأناني من الولايات المتحدة إذا ما حدث سيكلف البلاد الكثير من المشاكل والمتاعب.
علاوة على ذلك، أوضح حسن أبوطالب أن طالبان تنتهج استراتيجية سيكولوجية
في تعاملها مع المفاوضات والجانب الأمريكي وحكومة أفغانستان التي تتعامل معها طالبان
كطرف تخلت عنه الولايات المتحدة وتروج لذلك من أجل إضعاف الحكومة المعترف بها دوليًّا وذلك لإفساح المجال لنفسها لاعتلاء سدة الحكم مُجددًا والاستبداد بالحكومة التي تتعتبرها
خائنة.
وأكد أبوطالب أن انسحاب الولايات المتحدة بمفردها وجلوسها مع طالبان كطرف
سياسي وحيد في المعادلة الأفغانية دون الحكومة الرسمية يعد انشغال بالمصالح الخاصة
دون الاهتمام بالدور الإقليمي المنوط بها قيامه ومن شأن ذلك تعريض البلاد للخطر وإدخالها
في حرب أهلية ومناوشات إقليمية خطيرة، إلى جانب الإضرار بمصالح الهند وباكستان وممن
الممكن إشعال حرب كبيرة بالمنطقة.





