ad a b
ad ad ad

شبكة حقاني.. التهديد الأخطر لمفاوضات السلام في أفغانستان

السبت 17/أغسطس/2019 - 02:34 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

بدأت الولايات المتحدة، خلال الفترة الأخيرة، سلسلة من المفاوضات مع حركة «طالبان» الأفغانية، وذلك للتوصل إلى حل «سلمي» للحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من 18 عامًا.


وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل مدة، نيته سحب قوات بلاده من أفغانستان تدريجيًّا، حتى بدون الإعلان عن تحقيق نصر عسكري في الحرب الطويلة التي خاضتها الولايات المتحدة.

شبكة حقاني.. التهديد

وبحسب عدد من التقارير الأمريكية -من بينهم تقرير لموقع «Defense one» المختص بالشأن العسكري - فإن سحب القوات العسكرية من أفغانستان سيتم دون النظر لنتائج مفاوضات السلام مع حركة طالبان.


وقال «ترامب»: إنه سيكون هناك وجود استخباري قوي في أفغانستان، حتى بعد سحب القوات العسكرية من هناك، واصفًا أفغانستان بـ«هارفارد الإرهابيين».


وتنشط عدد من الجماعات الإرهابية في داخل أفغانستان، لكن الولايات المتحدة ركزت على مواجهة تنظيمي «القاعدة» و«داعش». 


وبحسب موقع «Defense one»، فالولايات المتحدة لم تولِ اهتمامًا كافيًا لشبكة «حقاني» الأفغانية، وهي إحدى أخطر الشبكات الإرهابية في البلاد، وخلال الـ50 سنةً الماضية، طورت شبكة «سراج الدين حقاني» الأفغانية من قدراتها التنظيمية والعسكرية، حتى صارت واحدة من أكثر الجماعات الإرهابية تأثيرًا في البلاد.


وتنامت قوة الشبكة في السنوات القليلة الماضية؛ لتتحول من مجرد مجموعة قبلية صغيرة إلى جماعة إرهابية كبيرة لها تأثير كبير في جنوب آسيا.



سراج الدين حقاني
سراج الدين حقاني

العلاقات مع طالبان

تشير التقارير الصادرة عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى أن «سراج الدين حقاني»، هو القائد العسكري الفعلي لطالبان والمسؤول عن الحملات التي شنتها منذ عام 2015، وترتبط الشبكة بعلاقات وثيقة مع حركة طالبان، ومع تنظيم القاعدة، وجهاز المخابرات العسكرية الباكستاني «ISI».

وخلال الشهور الماضية، احتفت مجلة «الصمود» بسراج الدين حقاني، وخصصت صفحات ثابتة؛ لنشر قصص ومواقف له في كل عدد من أعدادها.

وبحسب تقرير سابق لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، فإن شبكة حقاني، وتنظيم داعش، وتنظيم القاعدة في خراسان هم الأكثر تأثيرًا، حاليًّا، في النزاع الدائر في داخل البلاد.

وذكر تقرير سابق لـ«Defense one»، أن الشبكة نفذت هجمات ضد السفارة الأمريكية، ومقر قيادة قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، ومقر القنصلية الأمريكية في هيرات الأفغانية، كما شاركت في عملية خوست الشهيرة في عام 2009، والتي أسفرت عن مقتل 7 من أبرز قيادات الاستخبارات المركزية الأمريكية بعد تفجير لعنصر من تنظيم القاعدة لنفسه داخل قاعدتهم العسكرية.

وشكك التقرير في ادعاءات حركة طالبان قطع علاقتها بشبكة حقاني، موضحًا، أن العلاقات بين الحركة الأفغانية، وبين شبكة حقاني وتنظيم القاعدة في أحسن حال لها منذ 18 عامًا، وهو ما يقوض فرص تحقيق السلام الدائم إذا انسحبت الولايات المتحدة من البلاد.


وقال الموقع: إن شبكة حقاني ستحدد مستقبل أفغانستان، وقد تؤثر على خطط الحكومات الأفغانية مستقبلًا، إذا تم التوصل لاتفاق سلام في الوقت الحالي، ولم يتم التعامل مع الشبكة كما ينبغي، معتبرًا أن نجاح استراتيجية ترامب للسلام متوقف على قدرة الإدارة الأمريكية بالقضاء على التهديد الذي تشكله شبكة حقاني لمستقبل البلاد، أو على الأقل فصلها عن ارتباطها بتنظيم القاعدة والاستخبارات العسكرية الباكستانية.
شبكة حقاني.. التهديد

الارتباط مع القاعدة

وعلى عكس أغلب الجماعات المسلحة في أفغانستان ترتبط شبكة «حقاني» بعلاقات وثيقة مع تنظيم «القاعدة»، وساهمت في تنامي قوة التنظيم الإرهابي خلال السنوات الماضية.

وتحتفظ الشبكة بعلاقات وثيقة مع القيادات والعناصر الأجنبية داخل تنظيم «القاعدة»، فضلًا عن علاقتها بالقبائل الباكستانية وممولي الإرهاب في الخليج الفارسي والدول الأخرى.

وبحسب تحليل سابق لـ«وحيد براون» و«دون رسلر» -وهما خبيران في مكافحة الإرهاب الدولي- فإن شبكة حقاني كان لها دور هام في الحفاظ على تنظيم القاعدة وتطويره.

وفي الوقت الحالي، ترتبط الشبكة بعلاقات وثيقة مع قبائل الديوبندي الباكستانية، والتي تنشط في مناطق الحدود الباكستانية، وتوفر ملاذات آمنة لعناصر وقيادات تنظيم القاعدة.

وأكد الجنرال «جون ألين» المنسق السابق للتحالف الدولي لحرب تنظيم «داعش» الإرهابي، أن شبكة حقاني ترسل مبعوثين عنها إلى خارج أفغانستان، وتتواصل مع الجماعات المسلحة في أنحاء مختلفة من آسيا، محذرًا من خطورة وجود صلات بين الشبكة وبقية الجماعات المسلحة في جنوب آسيا.

وأضاف «ألين» في تقرير أعده مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن هناك جماعات عدة تحاول تكوين صلات مع التنظيمات الإرهابية في مناطق مختلفة من العالم، لكن شبكة حقاني الأخطر؛ لأن هناك ارتباطا وثيقا بينها وبين تنظيم القاعدة، كما أن لديها خبرة كبيرة في شن الهجمات الانتحارية وتنسيق عمليات التفجير.

واعتبر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن إجراء أي محادثات مع حركة طالبان سيكون غير مجدٍ، إذا فشلت الولايات المتحدة في هزيمة شبكة حقاني والقضاء عليها.

الكلمات المفتاحية

"