ad a b
ad ad ad

«مرزق».. مدينة جنوبية تعود لأحضان الجيش الليبي

الجمعة 16/أغسطس/2019 - 09:25 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، الجمعة 16 أغسطس 2019، السيطرة على مدينة مرزق، وذلك بعد مواجهات عنيفة مع المرتزقة من المعارضة التشادية، وعناصر من تنظيم داعش الإرهابي.

وقال المسماري، خلال مؤتمر صحفي: إن القوات المسلحة استهدفت مطار زوارة الدولي على بعد 120 كلم غرب العاصمة طرابلس، والذي يستخدم لإقلاع الطائرات التركية المسيرة، كما قصفت قاعدة معيتيقة العسكرية الجوية جنوب العاصمة، مضيفًا أن القوات تحاصر بقايا من فلول المرتزقة في مرزق، ومقاتلات سلاح الجو دمرت رتلاً للمعارضة التشادية جنوب المدينة، مشيرًا إلى أن ما يحدث في مدينة مرزق تطهير عرقي لمكون «التبو» هناك.
«مرزق».. مدينة جنوبية
وأفاد المسماري أن القوات تصدت لهجوم مجموعات إرهابية حاولت استهداف مطار طرابلس بعد الهدنة، موضحًا أن ميليشيات طرابلس تترنح أمام ضربات القوات المسلحة؛ خاصة بعد تدمير منظومة الدفاع الجوي التركية في مصراتة.

وخلال الأسبوع المنصرم، نفذت قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، دوريات استطلاعية جوية وبريّة مُكثفة، وذلك ضمن عمليات تأمين الجنوب، وحفظ سيادة الدولة.

كما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط (أوتشا) في بيان الخميس 15 أغسطس 2019، مقتل 90 مدنيًّا، وإصابة أكثر من 200 شخص جراء أعمال العنف في مدينة مرزق جنوب غرب ليبيا.

وأضاف المكتب أن أعمال العنف في مرزق تسببت أيضًا في نزوح ألف و285 أسرة داخل مرزق، وإلى المناطق المجاورة، كما أدت المواجهات إلى انقطاع الكهرباء ووسائل الاتصالات في المنطقة الواقعة جنوب غرب ليبيا.

وتعاني مدينة مرزق منذ أسابيع من هجمات متكررة من قبل مجموعات مسلحة مختلفة الانتماءات، من بينها مجموعات تابعة للمعارضة التشادية، وأخرى يرجح تبعيتها لشورى بنغازي وغيرها.

وتعد مدينة مرزق، من أقدم مدن الجنوب الليبي وأعرقها، وتقع في أقصى جنوب ليبيا، وخلال الفترة الماضية تعرضت لحالة فوضى عارمة من جانب عصابات إجرامية وجماعات إرهابية استوطنتها حتى حررها الجيش الوطني الليبي.

ويتمتع الجنوب الليبي بالكامل، بوجود 3 أعراق: عرب وطوارق وتبو، وبدلًا من تعزيز هذا الاختلاف العرقي في نهضة الجنوب وتنويع ثقافته والعمل على وحدته، تعيش تلك الأعراق المختلفة في ظل خلاف قبلي حاد.
عبدالستار حتيتة
عبدالستار حتيتة
ومن جانبه، يرى عبد الستار حتيتة، الخبير المتخصص في الشأن الليبي، أن مدينة مرزق تعتبر موقعًا استراتيجيًّا مهمًّا، لهذا كانت قوات المعارضة التشادية والجماعات الإرهابية تتحالف مع بعضها؛ من أجل منع الجيش الوطني الليبي من استعادة هذه المدينة أو بسط الأمن فيها، ولهذا تعتبر سيطرة الجيش على مرزق ضربة مهمة لتحالف المعارضة التشادية المسلحة والتنظيمات المتطرفة التي تتعاون معها.

وأكد حتيتة في تصريح خاص لـ«المرجع» أن لا يخفى على أحد أن التركيبة السكانية لمدينة مرزق وباقي المناطق الجنوبية معقدة للغاية، فقد استوطن في المدينة والمدن الجنوبية الأخرى بضعة آلاف من الوافدين الأفارقة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي حتى الآن، لهذا من الصعب الفرز بين السكان الليبيين الأصليين والوافدين من دول أفريقية؛ خاصة من تشاد والنيجر.

وأضاف أن معظم الوافدين يخشون من عودة الدولة الليبية؛ لأن هذا سيترتب عليه مراجعة طريقة إقامتهم في الجنوب الليبي، لهذا يكثر بين الوافدين الأفارقة نزعة رفض الدولة الليبية، وبالتالي رفض وجود الجيش الوطني، وهذا يفسر إلى حد بعيد ما يمكن أن نُطلق عليه الحواضن الشعبية في بعض مناطق الجنوب للمسلحين التشاديين والمسلحين المتطرفين.

وأوضح  أن على الجيش مسؤولية بناء الثقة بين الوطنيين في الجنوب الليبي، ومؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، بالتوازي مع إيجاد طريقة سلسلة لمعالجة قضية وجود الوافدين في الجنوب؛ لأن معظم هؤلاء الوافدين من دول الجوار الأفريقي لديهم امتداد قبلي داخل الجنوب الليبي، لكن بطبيعة الحال لا يوجد معهم وثائق هوية ليبية.

وتابع وجود الجيش في مرزق سيقطع خطوط الإمداد عن المعارضة التشادية وعن المتطرفين على حد سواء، وهذا من شأنه أن يعزز من قدرات الجيش على تحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب بما في ذلك مدينة سبها، لكن كل هذه الإجراءات العسكرية تتطلب إشراك المجتمع المحلي في الجنوب في وضع الحلول المستدامة والتصدي مع الجيش للخارجين عن القانون.
"