كيف أثرت خلافات قيادات «داعش» على العمليات الإرهابية؟
طفت الخلافات بين القاعدة وداعش على السطح؛ بسبب التراشق الإعلامي بين قادة التنظيمين الإرهابيين، ونشرهم لكلمات صوتية ورسائل عن الخلاف بين الفريقين في تلك الفترة.
لكن خلافات أخرى اندلعت داخل التنظيم، ولم تظهر على الساحة إلا بحلول العام 2017، وذلك بسبب الصراع بين تياري تركي البنعلي - أمير مكتب البحوث الشرعية الداعشي- وبين تيار اللجنة المفوضة المعروف إعلاميًّا بتيار الحازمي، وذلك بحسب دراسة نشرها (موقع الأمن الوطني اليوم)- وهو موقع بحثي غير رسمي في الولايات المتحدة.
وينسب تيار الحازمي إلى أحمد بن عمر الحازمي الذي يتبنى أفكارًا متشددة في ما يخص قضايا التكفير في العقيدة الإسلامية.
وبالرغم من أن الحازمي لم يعلن انتماءه لأي من الجماعات الإرهابية، فإن عددًا كبيرًا من تلاميذه في تونس وغيرها التحقوا بالتنظيمات الإرهابية منذ عام 2011.
وتبنى عدد من عناصر داعش أفكار الحازمي، من بينهم أبو جعفر الحطاب الذي أعدمه داعش في عام 2015؛ بسبب تكفيره لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
كان تيار «البنعلي» صاحب الرأي الأقوى في تلك الفترة داخل تنظيم داعش، وقام الجهاز الأمني للتنظيم بتتبع «الحازميين» واعتقالهم وقتلهم.
لكن في عام 2017 سيطرت قيادات تيار الحازمي على اللجنة المفوضة لداعش، وبدأت في تعميم أفكارها المتشددة على عناصر التنظيم.
وأصدرت اللجنة المفوضة التي كان يترأسها «حجي عبد الناصر العراقي» في 2017 تعميمًا بعنوان «ليهلك من هلك عن بينة» حتى إنه كفر قيادات التنظيم ذاته.
أثار التعميم أزمة كبرى داخل صفوف داعش؛ ما دفع زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي لعقد اجتماع بين قيادات التيارين، لكن الاجتماع لم ينجح في إنهاء الخلاف بينهما.
وبحسب الدراسة فإن أبي بكر البغدادي خيب آمال الطرفين، وهو ما ساهم في استمرار حالة الخلاف والصراع داخل تنظيم داعش.
وتوقعت الدراسة أن يؤدي الخلاف الموجود حاليًّا إلى تراجع قدرات تنظيم داعش في شنِّ الهجمات الإرهابية، موضحةً أن هناك حالة من الاقتتال العقدي في صفوف التنظيم، في نفس الوقت الذي يخوض التنظيم فيه حربًا على عدة جبهات في سوريا والعراق وغيرهما.





