بعد طلب واشنطن مصادرتها.. الغموض يلف مصير ناقلة النفط الإيرانية «جريس 1»
جاء إعلان سلطة جبل طارق التابعة للتاج البريطاني، الخميس 15 أغسطس، عن طلب الولايات المتحدة الأمريكية منها مصادرة ناقلة النفط الإيرانية «جريس 1»، ليشكل مفاجأة، إذ قالت السلطة إنها تنظر في الطلب الأمريكي، وبسببه تعطلت عملية مغادرة السفينة.
وكشف ناطق باسم حكومة جبل طارق أن قبطان السفينة وأفراد الطاقم الثلاثة الذين كانوا على متنها تم إطلاق سراحهم رسميًّا.
وكانت سلطات جبل طارق، أوقفت ناقلة النفط في يوليو الماضي، على بعد نحو 4 كيلومترات جنوب المنطقة؛ بسبب اتهامها بانتهاك العقوبات الأوروبية بنقلها شحنة من النفط إلى سوريا، وهو ما نفته طهران.
وذكرت هيئة «بنما» البحرية، أن ناقلة النفط الإيرانية «جريس 1»، تم حذفها من السجلات بعد إنذار يوضح أن السفينة شاركت في تمويل الإرهاب أو مرتبطة به.
وكانت سلطات جبل طارق قد مددت في التاسع عشر من يوليو الماضي، احتجاز الناقلة حتى 15 أغسطس؛ ما تسبب في اختطاف إيران ناقلتين بريطانيتين في ذات اليوم، وما زالت إحداهما محتجزة حتى الآن.
وكشفت صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية، أن بيانات التتبع الخاصة بشركات نقل النفط الإيراني تشير إلى شبكة من الشركات الغامضة التي تتخذ من لبنان مقرًّا لها، وتعمل بطريقة غير مشروعة في البحر المتوسط، على تجاوز العقوبات المفروضة على النفط الإيراني ونقله إلى سوريا، وذلك على الرغم من عدم وجود إشارة مباشرة تربط هذه الشركات بشحنات النفط التي يتم مصادرتها.
وتظهر بيانات موقع «تانكر تريكر» المختص بتتبع شحنات النفط وجود ناقلتين نقلتا النفط الإيراني إلى سوريا عبر سفن أخرى وسيطة قبالة الساحل السوري.
وتستخدم إيران بانتظام سفنًا تقوم بإيقاف أجهزة الإرسال والاستقبال على متنها للتخفي، وذلك لتنفيذ عمليات نقل النفط من سفينة إلى أخرى؛ لتجنب العقوبات المفروضة عليها وعلى النظام السوري.
ومن جهته، قال محمد عبادي، الباحث المختص في الشأن الإيراني: إن احتجاز «جريس 1» جاء للاشتباه في انتهاكها العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على النظام السوري، وذلك من خلال نقل النفط إلى سوريا، وليس بسبب أنها إيرانية، فالعقوبات على إيران لا تنص صراحة على حرمانها من تصدير النفط بشكل مباشر، بل تمنع الدول الأخرى من استيراده منها، وبالتالي فإن المشكلة في الناقلة كانت وجهتها لا جنسيتها.
وأضاف في تصريح لـ«المرجع» أن الولايات المتحدة تريد الاستمرار في سياسة التصعيد، وترغب في أن ينتقل ملف الناقلة المحتجزة إليها مباشرة؛ من أجل تكثيف الضغوط على طهران.





