طائرات تركية مسيرة في الشمال السوري.. وخبير لـ«المرجع»: أنقرة الخاسر الأكبر
الخميس 15/أغسطس/2019 - 02:06 م
أحمد سامي عبدالفتاح
أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء 14 أغسطس، أن طائرات مسيرة بدأت العمل في الشمال السوري؛ حيث اتفقت كل من واشنطن وأنقرة على إقامة منطقة آمنة، ومركز عمليات مشترك لإدارتها، فيما لم يُعلن عن التفاصيل الرئيسية، مثل حجم المنطقة، وهيكل القيادة للدوريات المشتركة التي ستعمل بها.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان لها: إن العمل متواصل لإقامة مركز العمليات المشترك في «شانلي أورفة».
وكان وفد أمريكي وصل إلى تركيا الإثنين 12 أغسطس؛ من أجل تأسيس مركز مشترك لإدارة العمليات العسكرية، وإقامة منطقة آمنة.
ولم تعلن البنود الرئيسية الخاصة بإقامة المنطقة الآمنة في شمالي سوريا، رغم أن وزارة الدفاع التركية أعلنت قبل أسبوع أنه تم الاتفاق مع الولايات المتحدة على إقامتها، كما أعلنت تركيا على لسان وزير خارجيتها جاويش أوغلو بأن تركيا لن تسمح للولايات المتحدة بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق؛ على غرار ما تم مع اتفاق «منبج» في 2018.
ومن الجدير بالذكر، أن المفاوضات تمت على ثلاث جولات، وشهدت خلافات عديدة بين الطرفين، إذ قدمت الولايات المتحدة عرضًا يتضمن إقامة منطقة بطول الحدود التركية مع سوريا، وعمق 5 كيلومترات، وهو الأمر الذي رفضته تركيا؛ حيث أصر الأتراك على إقامة منطقة آمنة بعمق 32 كيلومترًا.
إلا أن بعض التقارير الصحفية أشارت إلى أن بنود الاتفاق تتضمن إقامة منطقة آمنة على ثلاث مراحل، الأولى بعمق 5 كيلومترات، وتحت السيطرة التركية الكاملة، في حين الجزء الثاني بعمق 9 كيلومترات، على أن تتشارك الولايات المتحدة وتركيا السيطرة عليها، أما الجزء الثالث من المنطقة الآمنة فيكون بعمق 4 كيلومترات، وتحت السيطرة الأمريكية فقط، ولم تصدر أي تعليقات رسمية تركية على هذه التسريبات.
واختلفت واشنطن وأنقرة أيضًا بشأن أمور أخرى، من بينها شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس-400، وكذلك محاكمة موظفين محليين بالقنصلية الأمريكية في تركيا عن اتهامات تتعلق بالإرهاب.
ونعني أن الولايات المتحدة عملت على تعقيد الأمور في الشمال السوري؛ من أجل منع الأتراك من فرض سيطرتهم الكاملة عليه، وبعبارة أخرى، أصرت الولايات المتحدة على ضرورة مشاركتها تركيا السيادة على المنطقة الآمنة، لكن هذا الأمر لن يمنع تركيا من إقامة قواعد عسكرية على الأراضي السورية؛ حيث من المتوقع أن تقيم تركيا أكثر من قاعدة عسكرية محدودة الحجم على عكس نقاط المراقبة التركية في إدلب.
محمد حامد، الباحث فى الشئون التركية
ومن جانبه، قال محمد حامد، الباحث في الشؤون التركية: إن أنقرة رضخت للشروط الأمريكية، وقبلت بمنطقة آمنة وفقًا لتلك الشروط التي تعد بعيدة عن المطالب التركية.
وأكد الباحث فى تصريح لـ«المرجع» أن التهديدات التركية بشنِّ عملية عسكرية أحادية الجانب في شمال سوريا، مجرد حرب نفسية؛ بهدف ممارسة ضغط على الولايات المتحدة، لكن أنقرة ستكون الخاسر الأكبر من هذه العمليات؛ خاصة أن الأكراد المناوئين للنظام التركى تلقوا تدريبات عسكرية، فضلًا عن تزويد الولايات المتحدة لهم بالسلاح؛ ما سيجعل الأمر صعبًا أمام نظام أردوغان.





