كشمير وصراع الهند وباكستان.. قرار الحرب لا تحدده مناوشات بين قوتين نوويتين
جاءت تحذيرات رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من احتمال اندلاع حرب بين بلاده والهند، لتدق نذر الخطر بشأن احتمالية اشتعال مواجهة عسكرية في جنوب آسيا بين القوتين النوويتين.
خوف باكستاني
وعبر «خان» عن خوفه من هجوم الكشميريين على قوات الأمن الهندية، وأن تُحمِّل نيودلهي باكستان المسؤولية عن ذلك فتندلع الحرب.
وكانت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قد ألغت الحكم الذاتي في كشمير، وصوّت البرلمان الهندي على تقسيمه إلى منطقتين، ما هدد بإشعال العنف في المنطقة التي تشهد مطالب بالانفصال عن الهند منذ ثلاثين عامًا.
تصعيد دبلوماسي
وبالأمس الأربعاء 7 أغسطس 2019، طردت باكستان سفير الهند وعلقت التجارة معها، بعد يومين من إلغاء نيودلهي الحكم الذاتي لإقليم كشمير المتنازع عليه، واستدعاء سفيرها من نيودلهي في إطار خفض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وعقدت لجنة الأمن القومي الباكستاني اجتماعا في إسلام آباد، برئاسة رئيس الوزراء عمران خان، وقررت تعليق التجارة الثنائية ومراجعة أية ترتيبات أخرى مع نيودلهي، مثل العلاقات الثقافية والعمليات على نقاط العبور الحدودية.
ووصفت باكستان الإجراء الهندي بأنه «غير شرعي وأحادي»، وقالت: إنها ستحيل الأمر إلى مجلس الأمن.
الإذلال الهندي
وتجدر الإشارة إلى أن المرسوم الرئاسي الذي ألغى الاستقلال الذاتي لجامو وكشمير نص على خفض مرتبة الإقليم إلى منطقة إدارية، وهو ما قد يراه سكان الإقليم إذلالًا لهم خصوصًا وأنها جاءت مع الإجراءات الأمنية التي شملت وضع قادة سياسيين محليين قيد الإقامة الجبرية.
ويُخشى من أن تؤدي سياسات الهند عبر السماح للأجانب بالتملك في المنطقة، إلى تغيير البنية السكانية كشمير وتحويل السكان المحليين للإقليم إلى مواطنين من الدرجة الثانية.
وكانت وزارة الخارجية الهندية قد أكدت فى بيان لها أن الغاء المادة (370) من الدستور الخاصة بوضع الاقليم هى شأن داخلى هندى بالكامل بينما رفضت باكستان، صباح اليوم، البيان الهندي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد الفيصل: إن بلاده ترفض رفضًا قاطعًا بيان الهند بشأن كشمير، مؤكدًا أن باكستان ستواصل دعمها السياسى والدبلوماسى والمعنوي للكشميريين وفقًا لما نقلته قناة «جيو نيوز» الباكستانية.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان «ما زلنا ندعم الحوار المباشر بين الهند وباكستان بخصوص كشمير والقضايا الأخرى محل الاهتمام».
ويعتبر الصراع على كشمير من أطول النزاعات الدولية، وبدأ قبل سبعين عامًا، بعد إعلان استقلال الهند عن الاحتلال البريطاني، في حين لعبت الصين دورًا ثانويًّا في بعض الأوقات.
ويمثل الإقليم أهمية كبيرة لباكستان؛ حيث تنبع أنهار باكستان الثلاثة منه وتتحكم الهند في نحو 43 في المئة من المنطقة، وتتنازع مع باكستان التي تحكم نحو 37 في المئة من الولاية.
الحرب .. قرار لا تحدده مناوشات
من جانبه قال الدكتور محمد فراج أبو النور، الخبير في الشئون الدولية، انه من السابق لأوانه الحديث عن اشتعال حرب لأننا نتحدث عن دولتين نوويتين ستتريث حكومة كل منهما قرار الحرب لأنها حسابات كثيرة وهل الأمر يستحق ذلك؟ لا سيما ان باكستان لديها ادوات كثيرة يمكنها استخدامها ضدها.
وأضاف للمرجع أن خيار الاعتماد على الجماعات المسلحة ضد الهند سيكون الخيار الأول بالنسبة لإسلام أباد، ومن المتوقع أن يتم تنشيط تلك الجماعات إذ يصعب أن تنشب الحرب بينهم مع أن مشكلة كشمير تسببت في حروب سابقة بينهم وهو توتر يمكن أن يجذب إليه قوى أخرى مثل الصين.





