زعيم طالبان يشكك في جدية واشنطن بإحلال السلام.. وخبير: ورقة ضغط لتمرير الاتفاق
الخميس 08/أغسطس/2019 - 03:48 م
زعيم طالبان
نهلة عبدالمنعم
في إطار المفاوضات الجارية حاليًّا بين حركة طالبان والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الانسحاب العسكري للأخيرة من كابول مع عدة بنود أخرى، اتهم زعيم الحركة «الملا هبة الله أخوند زاده»، اليوم الخميس الجانب الأمريكي بالمماطلة وإثارة الشكوك حول الاتفاقية.
وقال أخوند زاده في بيان رسمي أصدرته الحركة: إن الولايات المتحدة تسعى إلى إثارة الشكوك والارتياب بشأن الصفقة المتوقعة بين الطرفين، وما تشمله من وضع جدول زمني لإنهاء الوجود الأمريكي، ورفع أسماء بعض عناصر الحركة من قوائم الإرهاب الدولي والإفراج عن المعتقلين.
أخوند زاده
تشكيك متبادل
أضاف أن الحركة عازمة بجدية على إتمام الاتفاق مع مسؤولي الولايات المتحدة، والتوصل إلى صيغة تفاهم مشتركة، تضمن إنهاء الاحتلال المستمر منذ 18 عامًا، ولكن تتشكك الحركة في نوايا الجانب الآخر، وتدفع بسعيه لتشويه زعماء طالبان عن طريق الترويج الإعلامي لكونهم هم من يعطلون إتمام الاتفاق، ويشترطون بنودًا مجحفة، إلى جانب عدم تيقنها من التزام الحركة بالصفقة.
فيما دعا زعيم طالبان إلى ضرورة وجود ثقة متبادلة قائلاً: إن الثقة الثنائية هي أساس نجاح المفاوضات، وعلى الجانب الأمريكي التوقف عن ممارسة الترويج السلبي للقضية، مؤكدًا أن الحركة اتخذت خطوات مهمة نحو تحقيق هدفها الأولي المتمثل في إنهاء الاحتلال، وإقامة نظام على الأسس الإسلامية (وفقًا لقوله).
بينما أشار أخوند زاده إلى أن التفجيرات العنيفة والمتزايدة التي تشنها القوات الأمريكية خلال مراحل عملية المفاوضات إلى جانب الهجمات ضد المدنيين والبيانات المتناقضة التي تصدرها الولايات المتحدة، تبرهن على عدم وضوح نوايا الجانب الأمريكي، وتثير الشكوك حول قدرته على إنهاء الوجود العسكري.
ذبيح الله مجاهد
دموية متزايدة
ومن الجدير بالذكر، أن الحركة نفذت بالأمس 7 أغسطس 2019 تفجيرًا انتحاريًّا احتفت به على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، وأدى هذا التفجير الذي وقع بالعاصمة كابول إلى مقتل 14 شخصًا، وإصابة 145 آخرين، بينما لم يشر أخوند زاده إلى هذا الهجوم خلال حديثه.
ولكن الحركة قد أصدرت بيانًا بالأمس من خلال صفحة المتحدث الرسمي ذبيح الله مجاهد، حول الهجوم قائلة: إنه رد على ضربات الحكومة ضد معسكرات التنظيم، ومن جهتها علقت الحكومة على لسان متحدثها صديق صديقي بأن الحركة هي المعوق الرئيسي لعملية السلام.
وعلى الرغم من اعتماد الكثيرين على هذا التفجير كمتغير يثبت عدم جدية طالبان في إحلال السلام في المنطقة، فإن الواقع الأفغاني يشير إلى أن جميع الأطراف الفاعلة سواء الحركة أو الحكومة أو الولايات المتحدة لم يتوقفوا عن الهجمات المتبادلة التي أوقعت الكثيرين من الضحايا، وأضرت بحياة المدنيين ومستوى معيشتهم، فوفقًا لتقرير الأمم المتحدة عن الوضع في أفغانستان والصادر في مطلع 2019 فإن 11 ألفًا من المدنيين وقعوا بين جريح ومصاب كنتيجة للمعارك التي وقعت بالبلاد عام 2018.
علي بكر
كروت وتدني
وتعليقًا على ما سبق، يقول علي بكر، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن الأطراف الفاعلة في أفغانستان وعلى رأسهم طالبان والولايات المتحدة، يستخدمون جميع كروت الضغط الممكنة ضد بعضهم البعض؛ من أجل تمرير أيٍّ من البنود الممكنة، كما يسعى كل طرف منهما للتفوق على الآخر خلال هذه المرحلة، ولذلك تستمر الهجمات المتبادلة بين الأطراف لإرباك الخصوم، وأن هذه الأحاديث تأتي في إطار عملية الضغط المقصودة لتمرير بنود الاتفاق.
كما لفت في تصريح خاص لـ«المرجع» أن سيطرة طالبان على أغلب أراضي البلاد يمنحها قوة لإدارة المفاوضات لصالحها؛ خصوصًا مع ضعف الحكومة الداخلية وبدائيتها السياسية، إلى جانب هشاشة الأنظمة الأمنية التي تزداد على إثرها هجمات طالبان ضد الأهداف الاستراتيجية مع عدم اعتدادها بالحكومة كطرف رسمي في المفاوضات.





