كيف ينفق «داعش» على مقاتليه بعد خسارته في سوريا والعراق؟
السبت 10/أغسطس/2019 - 08:30 م
داعش
شيماء حفظي
تمكن تنظيم داعش من جمع أموال طائلة خلال سيطرته على أراض في سوريا والعراق، ورغم خسارته لمعظمها فإنه مازال يحتفظ بأموال نقدية تمكنه من تنفيذ عمليات إرهابية لإثبات وجوده.
وبالنظر إلى العمليات التي نفذها التنظيم مؤخرًا فإنها ليست عمليات معقدة، وتعتمد على أساليب بسيطة كإطلاق النار والعبوات الناسفة، التي لا تحتاج الكثير من الأموال لتجهيزها، هذا إضافة إلى أن داعش مازال يمتلك أسلحة وعناصر مقاتلين، سواء مختبئين في كهوف العراق وسوريا، أو موجودين في فروعه حول العالم.
وقال الدكتور محمد جمعة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إن داعش مازال يحتفظ ببعض الأموال التي جمعها خلال فترة سيطرته على أراضي في سوريا والعراق، لتمويل عمليات إرهابية، ومزاولة نشاط التسليح أو الإنفاق على مقاتليه، بالإضافة غلى أنه مازال يعمل على جني الاموال من خلال التبرعات أو مزاولة عمليات غسيل الأموال.
"تظهر فاعلية تمويل التنظيم من خلال العمليات التي نفذها منذ خسارة أراضيه في سوريا والعراق، حيث شن التنظيم 90 عملية في 8 مناطق مختلفة في العالم خلال أربعة أيام فقط، نشهد ما نطلق عليه صحوة داعش الثانية" بحسب جمعة.
كما أن أموال داعش ليست مركزية، وكذلك مقاتليه، ففي أعقاب إعلان هزيمة التنظيم في آخر جيوبه في سوريا، أُعلن عن 3 ولايات تابعة له في أفريقيا وآسيا، وهذا يعني أن التنظيم يوزع جهوده وأمواله السائلة لضمان بقاء العمليات.
ويقول الباحث، إن التنظيم يستهدف في هجماته أهداف أمنية، وتتم عن طريق إطلاق نار، وتفجيرات بعبوات ناسفة، وكمائن، وهجمات على مواقع ومجمعات عسكرية، حيث زعم داعش أن الهجمات الانتقامية التي نفذتها خلال الأيام الأربعة دمرت 62 مركبة، وسبع قواعد ومقرات عسكرية، كما تشتهدف عمليات داعش إثبات قدرة التنظيم على مواصلة عمله في جميع أنحاء العالم.
وتقول الأمم المتحدة، إن العمليات المستوحاة من أيديولوجية داعش ونفذها متعاطفون معها بدلًا من أفراد ومجموعات من الجماعة الضعيفة، انتشرت خلال الشهور الماضية، بعدما قدرت أن التنظيم لايزال في حوزته 300 مليون دولار نقدًا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إنه يمكن اعتبار التوقف في هجمات داعش كان فترة استراحة «قد لا تستمر طويلًا ربما حتى نهاية عام 2019»، ويأتي ذلك في وقت تشير تقديرات خبراء الإرهاب، إلى أن التنظيم سيحاول استغلال الظروف الاجتماعية والسياسية في العراق وسوريا – كما فعلت مسبقًا - لتكون حلقة فاعلة وحاسمة في صعودها مرةً أخرى.
وقال تقرير مشابه للأمم المتحدة قُدّم إلى مجلس الأمن في 15 يوليو الماضي: إن التحذيرات التي ظهر في شريط فيديو لزعيم داعش أبوبكر البغدادي في أواخر مايو تؤكد ضرورة التعامل مع داعش على محمل الجد؛ حيث «ستحدث المزيد من الهجمات المستوحاة من داعش، وربما في أماكن غير متوقعة».
وقالت الإدارة الأمريكية في مايو الماضي: إن داعش فقد كامل الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، وهو ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة، بأنه حرم مجموعة عائدات النفط، إلا أنه احتفظ بشبكة من المجموعات الفرعية والأفراد المتعاطفين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، والتي مازالت تمده بالتمويل.
وحذرت تقارير استخباراتية من أن تنظيم داعش سيستغل أيضًا الخلافات الطائفية التي مازالت قائمة في سوريا العراق، خاصة استياء السنة من الهيمنة السياسية للجماعات الشيعية المدعومة من إيران في بغداد بعد سقوط صدام حسين في عام 2003، وهو ما سبق واستغلته القاعدة وتلاها تنظيم داعش كأداة للتجنيد.
ويحذر مسؤولو ومحللو مكافحة الإرهاب الأمريكيون، من أن نشطاء الإعلام في الجماعة الإرهابية يعيدون تنظيم صفوفهم، ويعتزمون إظهار «داعش لم يهزم» العالم، إضافةً إلى مخاوف مسؤولي الاستخبارات حول العالم، هناك عدد كبير من المقاتلين الأجانب الذين قد لايزالون مطلقي السراح، سواء في سوريا أو العراق، أو في البلدان المجاورة.
ويقدر مسؤولو مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة أن أكثر من 45 ألف مقاتل من 110 دول قد تدفقوا إلى سوريا والعراق، وكلهم قاتلوا تقريبًا من أجل داعش.
ويشير تقييم الأمم المتحدة من أن هذا العدد قد يكون أعلى، وقد يصل إلى 30 ألف من الذين سافروا إلى ما يسمى «الخلافة» ربما لايزالون على قيد الحياة.
وقال مسؤولو المخابرات: إن داعش يستخدم بفاعلية وسائل الإعلام والأسلحة الدعائية؛ للحفاظ على أهميتها؛ حتى يصبح جاهزًا مرة أخرى للضرب على المسرح العالمي.





