«عملية شرق الفرات».. هل تضيف رقمًا جديدًا للتوغلات التركية في سوريا؟
مطع الأسبوع أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستبدأ عملية عسكرية موسعة في مناطق شرق نهر الفرات بسوريا، وهي المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ«قسد»، بعد تحريرها من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك فى ثالث توغل تركي محتمل في سوريا خلال ثلاثة أعوام.
وقال «أردوغان» في كلمته، الأحد
4 أغسطس خلال افتتاح أحد الطرق السريعة بين «إسطنبول» و«أزمير»، إن بلاده أبلغت كلًا من روسيا والولايات المتحدة بالعملية المرتقبة، فيما قال بيان للإدارة الذاتية لشمال
وشرق سوريا، إن مكونات شمال وشرق سوريا ستقف صفًا واحدًا في مواجهة التهديد التركي، ودفاعًا
عن الأمن والاستقرار والتعايش المشترك، ودعا البيان التحالف الدولي والرأي العام العالمي
إلى العمل على منع أنقرة من تنفيذ تهديدها.
وتشمل مناطق شرق الفرات، مدينتي دير الزور
والرقة، والتي كانت عاصمة المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا والعراق،
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية الكردية والمدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي
لمحاربة «داعش» على تلك المناطق حاليًا.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «ريا
نوفوستي» عن مصدر عسكري تركي قوله إن العمليات قد تبدأ بعد عيد الأضحى مباشرة،
الموافق 11 أغسطس الجاري، فيما أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها، ولم تعلن
روسيا موقفها بعد.
وعلى الجانب الآخر، أعلن مظلوم كوباني
القائد العام لـ«قسد» استعداد قواته لتحويل 600 كيلومتر من الحدود التركية
الجنوبية إلى منطقة حرب مفتوحة، وأوضح «كوباني» أن العملية العسكرية التركية
في شرق الفرات لن تكون شبيهة بنظيرتها السابقة في عفرين، موضحًا أنها قد تتسبب في حرب
واسعة النطاق، قائلاً :«إننا في الحرب منذ 7 سنوات ولا نريد حربًا ثانية كبرى».
وتنذر التوترات الحادثة في الأراضي السورية
بما هو أكثر من مجرد صدام عسكري، بل بعودة تنظيم «داعش» حاملًا في رأسه استراتيجية جديدة، إذ أكد تقرير جديد أممي أن خسارة «داعش» معقله الأخير، في بلدة الباغوز فوقانى السورية،
شكّل منعطفًا في المعركة الدولية ضد الإرهاب، لكن التقرير حذر من أن التنظيم يواصل
تطوره نحو شبكة سرية تعمل في كل من سوريا والعراق ودول الجوار.
وأكد التقرير أن «داعش» لا يزال
قادرًا على القيام بهجمات، وأشار إلى وجود المئات من عناصر التنظيم في المناطق الواقعة
تحت سيطرة الحكومة السورية.
وحذر التقرير من أنه حين يتوافر الوقت
والمجال لـ«داعش» لكي يعيد بناء القدرة على الاضطلاع بعمليات خارجية، سيقوم
بتوجيه هجمات على المستوى الدولي.
وقدر التقرير الأممى أن التنظيم لا يزال
يحتفظ بمبلغ يصل الى 300 مليون دولار، كما أشار إلى وجود نحو 150 من العناصر الإرهابية
لا يزالون في المناطق الواقعة جنوب دمشق، التي استعادتها الحكومة السورية.
الفوضى
المرتقبة
من جانبه قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ
علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية: إن أى هجوم تركي سيسعى للقضاء على الأكراد
المدعومين أمريكيًّا، في حين ستقف إيران إلى جوار النظام السوري ولن تتحرك للدفاع عن
الأكراد إلا إذا أراد النظام، وعليه فإن الفوضى هي المتوقعة مستقبلًا.
وتابع «صادق» قائلًا في تصريح لـ«المرجع»
إن «داعش» سيستفيد من حالة الفوضى لإعادة التمركز، وصناعة شبكات داخل البنية المجتمعية
السورية، ما يسهم في زيادة التجنيد له، وغالبًا ما تعمل التنظيمات الإرهابية في وجود
حكومة مركزية غير مستقرة، وهذا ما تصنعه الممارسات الدولية في سوريا.
وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن
سوريا تنظر دستورها الذي يعد الآن، وتشهد تصادمات عديدة بين المصالح الدولية ودوافع
الطوائف، وهذا ما يجعل ميزان الحكم مفقودًا في هذه الأزمة، وسنرى ما سيطرحه الزمن من
آثار لهذه التوترات.





