«إرادة النصر».. القوات العراقية تواصل تعقب داعش في «الصحراء الكبرى»
أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، إطلاق المرحلة الثالثة من عملية «إرادة النصر»، التي تهدف للقضاء على خلايا تنظيم داعش في الصحراء العراقية الكبرى الممتدة من محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين؛ وصولًا إلى الحدود العراقية السورية المشتركة.
المرحلة الثالثة من إرادة النصر
وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، نائب رئيس قيادة العمليات المشتركة، إن المرحلة الثالثة من العملية انطلقت في تمام الساعة السادسة من صباح اليوم الإثنين 5 اغسطس 2019 -بالتوقيت المحلي- وبتوجيه من رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي.
وأضاف «يار الله» في بيان نشرته خلية الإعلام الأمني العراقية، أن المرحلة الثالثة من عملية إرداة النصر تشمل تعقب خلايا داعش في مناطق ديالي، وتحديدًا في شمال قضاء المقدادية وشمال ناحية جلولاء وخانقين.
وتنشط خلايا ومفارز داعش الأمنية في تلك عدة مناطق من محافظة ديالي العراقية، ونفذت خلال الفترة الماضية هجمات ضد قوات الجيش والشرطة ومخاتير القرى المتعاونين مع الحكومة العراقية.
وأوضح الفريق عبد الأمير رشيد، أن المرحلة الجديدة من عملية إرادة النصر تأتي بغطاء جوي من التحالف الدولي لحرب تنظيم داعش، وبمشاركة قوات الفرقة الخامسة بالجيش العراقي ولواء مغاوير قيادة العمليات، وشرطة ديالى بالإضافة لـ3 ألوية من قوات الحشد الشعبي.
كما شاركت قوات الفرقة العشرين التابعة للجيش العراقي، وقوات من شرطة نينوى، والحشد العشائري، وقيادة محور الحشد الشعبي في نينوى في تتبع خلايا داعش في تلول العطشانة، وسلسلة جبال بادوش، وشيخ إبراهيم، ومناطق خط اللاين، وبإسناد جوي من قبل طيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف الدولي.
وأطلق الجيش العراقي على عملية «إرادة النصر»، في يوليو الماضي، بمشاركة قوات من قيادة عمليات الجزيرة، ونينوى وصلاح الدين، وبمشاركة قطاعات كبيرة من الحشد العشائري في المدن الثلاث وبدعم من القوات الجوية العراقية، وإسناد من قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش.
وترجح مصادر أمنية عراقية، منهم هشام الهاشمي الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، والمستشار الأمني لحكومة بغداد، أن عادل عبدالمهدي رئيس الوزراء العراقي، والقائد العام لقوات الجيش العراقي اتخذ قرارًا ببدء العملية؛ بسبب معلومات وصلته عن نية عدد من المجموعات الداعشية الهجوم على مناطق عراقية انطلاقًا من الداخل السوري.
وبدأ داعش خلال الفترة الأخيرة سلسلة من الهجمات الإرهابية في المناطق الحدودية بسوريا والعراق، أبرزها الهجوم على دوريان عسكرية وشرطية خلال الأسبوع الماضي في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار؛ ليوصل رسالة للعالم مفادها، أنه مازال باقيًا ولم ينته بعد هزيمته في قرية الباغوز السورية أواخر مارس الماضي، خاصة أن التنظيم الارهابي يعتبر العراق معقله الأساسي والرئيسي ولا يمكن الخروج منه بسهولة .
تكتيكات إرهابية مضادة
ودعا زعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي أفراد داعش؛ لاتباع تكتيكات الحرب الاستنزافية، والتركيز على الضربات الخاطفة وإسقاط المدن مؤقتًا، إضافةً إلى الاستنزاف الاقتصادي لقوات الجيش والحشد الشعبي العراقي، عبر حرق المحاصيل الزراعية والممتلكات.
ومنذ ذلك الحين، شن عناصر التنظيم في العراق عددًا من الهجمات على نقاط تابعة لقوات الجيش والشرطة العراقية، وفجروا عبوات ناسفة وسيارات مفخخة ضد أرتال تابعة للقوات النظامية.
ووفقًا لتقرير سابق نشره «المرجع»، فإن التنظيم الإرهابي استفاد من المناطق الحدودية بين سوريا والعراق في إعادة هيكلة قواته وتعويض خسائره التي تلقاها على مدار الفترة الماضية.
وتقدر مصادر استخبارية أمريكية وغربية، أن تنظيم داعش مازال لديه ما يناهز الـ40 ألف عنصر متوزعين على المناطق غير الحضرية في سوريا والعراق.
بينما قدر وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ناثان سيلز وجود حوالي 15 ألف ارهابي لدى داعش في العراق وسوريا، وذلك في إيجاز صحفي قدمه بمشاركة مبعوث التحالف الدولي لحرب داعش جيمس جيفري.
جهود استخباراتية
من جانبه قال كتاب الميزان، الناشط السياسي العراقي: إن أغلب خلايا داعش منتشرة في منطقة الصحراء العراقية الكبرى، مضيفًا أن التنظيم يحاول إيصال رسالة لأنصاره بأنه ما زال موجودًا ونشطًا في داخل سوريا والعراق.
وأضاف «الميزان» في تصريحات لـ«المرجع»، أن عملية إرادة النصر نجحت في إرباك مخططات تنظيم داعش، وتشتيت خلايا في مناطق الحدود العراقية السورية التي تعتبر منطقة الاتصال الوحيدة بين فرع التنظيم في سوريا وفرعه في العراق.
وأشار الناشط السياسي العراقي إلى أن القيادة العراقية ينبغي أن تواصل جهودها الاستخبارية؛ لتعقب خلايا داعش والقضاء عليها، منوهًا إلى أهمية دور الإعلام الحربي في إظهار الهزائم التي تلقاها تنظيم داعش خلال عملية إرادة النصر.





