على غرار هولندا.. ألمانيا تشرع في تطبيق حظر النقاب
اشتعل النقاش مجددًا حول مسألة حظر النقاب في ألمانيا على غرار هولندا، التي بدأت بخطوات تنفيذ القرار، الخميس 2 أغسطس من الشهر الحالي؛ إذ أجرى معهد «يوجوف» لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية، استطلاعًا، أعرب من خلاله أن 54 % من الألمان يؤيدون و20 % آخرين عن تأييدهم «إلى حد ما» لحظر ارتداء النقاب في المباني العامة، وفي المقابل، عارض ذلك تمامًا 12% من الذين شملهم الاستطلاع، بينما لم تحدد نسبة 14% موقفها.
ويُطبق هذا القانون داخل المباني العامة مثل الهيئات والمستشفيات والمدارس والمواصلات العامة، ويحظر القانون ارتداء البرقع أو النقاب أو الخوذات الخافية للوجه أو الأقنعة.
ودعت رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي يوليا كلوكنر، قبل ثلاثة أعوام إلى حظر النقاب في ألمانيا، هذا فضلًا عن دعم وزراء الداخلية المنتمون للحزب في الولايات الألمانية رئيسة الحزب في مطلبها، لكن في الوقت ذاته أعرب وزير الداخلية الاتحادي آنذاك، توماس دي ميزير، والمنتمي للحزب نفسه عن تشككه إزاء هذه الخطوة.
وجددت كلوكنر رفضها لارتداء النقاب في الأماكن العامة؛ إذ قالت في تصريحات لصحيفة «باساور نويه بريسه» الألمانية: إن السماح بالنقاب ليس له علاقة بالتسامح، بل بتجاهل المرأة والفتيات.
فيما صرحت، آنا جريت كرامب كارينباو، رئيس الحزب المسيحي، بأن الحجاب في رياض الأطفال أو في المدارس الابتدائية ليس له صلة بالدين أو حرية التدين، مشيرةً إلى أن الكثير من المسلمين يرون ذلك أيضًا ويؤيدون رأيها.
وبدأ سياسيون ألمان من التحالف المسيحي الديمقراطي، الذي يضم إلى جانب الحزب المسيحي، الحزب الاجتماعي البافاري، يدرسون إمكانية حظر الحجاب للفتيات دون سن 14 عامًا، قضائيًّا، وذلك للتقدم بمشروع قانون بهذا المعنى، فيما تحيط شكوك قانونية بجواز حظر الحجاب للتلميذات في ألمانيا؛ إذ خلصت الخدمة العلمية للبرلمان الألماني عام 2017 إلى أن هذا الحظر غير مسموح به دستوريًّا، مستندًا في ذلك لأحكام سابقة للمحكمة الدستورية العليا بشأن مدرسات يرتدين الحجاب.
وفي هذا الشأن علق الباحث الدكتور محمد عبدالفضيل، مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تصريح سابق لـ«المرجع»: إنه يجب على المسلمين احترام مثل هذه القوانين ما لم تصطدم بالثوابت الإسلامية التي تعلمناها؛ لأن هذه الدول تعمل للحدِّ من التطرف الذي انتشر في الآونة الأخيرة.
وأشار إلى أن الدول الأوروبية التي تحترم التعاليم الإسلامية، ولا تتخذ بعض المظاهر الإسلامية ذريعةً لمواجهة التطرف والإرهاب، خاصةًً أن الحجاب لم يكن سببًا يومًا ما في انتشار الأعمال الإرهابية بأوروبا، موضحًا أن هناك شعورًا بالمبالغة في التعامل مع المسلمين بالعديد من الدول الأوروبية.
ولفت عبدالفضيل إلى أنه يجب على الحكومات الأوروبية عمل نقاش جاد مع الجاليات الإسلامية والمراكز؛ لوضع قوانين وفق ظروفهم ومعطياتهم، كما حذر من الصدام بين الجاليات الإسلامية والحكومات بعد هذه القرارات، حتى لا تنتج عنها أعمال إرهابية متطرفة.





