تيار معارض يطالب بإصلاح «إخوان الصومال»: الجماعة فشلت دعويًّا وسياسيًّا
الجمعة 02/أغسطس/2019 - 08:22 م
إخوان الصومال
دعاء إمام
لا يكف القيادي الإخواني حسن عبدالله، عن إطلاق الدعوات والمبادرات الرامية لتجديد الدماء داخل جماعة «الإصلاح»، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في الصومال؛ إذ يراها قد فشلت على المستوى الدعوي والتربوي والسياسي، قائلًا: إن ما تشهده الساحة الإخوانية في الصومال من فشل وعناد ولعب بمستقبل الأجيال القادمة يستوجب تقديم مصلحة تلك الأجيال على المصالح الشخصية.
حسن البنّا
ونوّه «عبدالله» إلى أن ما كتبه من مقالات انتقد خلالها جماعة الإخوان، ودعا فيها إلى الثورة على حال الجماعة، رفضت الأبواق الإعلامية القطرية نشرها؛ حرصًا على الوقوف في صف الجماعة، وعدم نشر أي هجوم يطالها.
وظهر الكثير من الأصوات المطالبة بإصلاح الإخوان في الصومال، وبعدها عن التناحر والخروج من العباءة القطرية، لاسيما في ظل خروج تسجيلات تدين الجماعة، وتثبت تورطها مع قطر في دعم الجماعات الإرهابية بمقديشو.
بداية التوغل
بين الحين والآخر، كانت تدور معارك قبلية، وصراعات على الأرض أو الدين، لا يكاد يمر يوم دون أرواح تُزهق بدافع التعصب.. كانت هذه البيئة التي عاشتها الصومال، كافية لانتشار فكر جماعة الإخوان (1928) منذ ثلاثينيات القرن الماضي؛ إذ لمح حسن البنّا مؤسس الإخوان، الطبيعة القبلية التي تضمن الولاء له ولجماعته بدلًا من الولاء للدولة.
كانت الدوافع التوسعية لـ«البنّا» سببًا في استقطاب طلاب البعثات الوافدين من بلادهم للدراسة في الأزهر؛ من خلال التواصل معه شخصيًّا في الخُطب الأسبوعية التي كان يلقيها عليهم، فعاد أولئك الطلاب إلى بلادهم لتكوين شُعبة جديدة للإخوان في الصومال.
وبعد عقود من انتشار الفكر الإخواني في الصومال على أيدي الطلاب، كانت حقبة الستينيات هي الشاهد على وضع النواة الأولى لحركة تمثل رسميًّا الجماعة الأم؛ إذ أسس الشيخ عبدالغني أحمد آدم، منظمة إسلامية في أواسط الستينيات، وأطلق عليها اسم النهضة.
لم يهدأ طلاب الجامعات الحاملون فكر الإخوان، حتى أعلنوا في 11 يوليو عام 1978 تدشين حركة تتبنى فكر ومنهج الجماعة، وأطلقوا عليها «الإصلاح» بواسطة شيخ محمد أحمد نور جريري، وعلي الشيخ أحمد أبوبكر، أحمد رشيد شيخ حنفي، محمد يوسف عبدي، وعبدالله محمد عبدالله.
محمد سياد بري الرئيس الثالث للجمهورية الصومالية
عصر الانشقاقات
كان محمد سياد بري الرئيس الثالث للجمهورية الصومالية (1969_1991)، سببًا في شق صف الإخوان؛ إذ بدأت الانقسامات تعرف طريقها إلى حركة الإصلاح، مع تشكيل حكومة عسكرية قادها «سياد»، واختلف الإخوان حول تأييد أو معارضة الحكومة.
تجددت الانقسامات في عام 2001؛ بعد خلافات دارت وسط أعضاء الحركة في الرؤى والاتِّجاه في التعامل مع قضايا عدَّة، من بينها الهيكل الإداري والشورى والشفافية والانخراط في الأنشطة الإسلامية الدعوية مع الكيانات الأخرى، وغير ذلك من الأمور.
أدى الخلاف الداخلي حول قضايا الشورى والشفافية في التعامل الإداري والتنظيمي، وتقليل الشأن التربوي والدعوي لدى الأطر الحركية، وسياسة التعامل مع الواقع التي انتهجتها الحركة، ثم موقف قيادة الحركة من المحاكم الإسلامية، إلى ظهور تيار يسمى «الدم الجديد».
الدم الجديد.. إصلاح «الإصلاح»
رفع مجموعة من المنتمين لا لإصلاح شعار تجديدي يطالب إصلاح الحركة، معلنًا رفضه التسلح ونيل الحكم عبر فوهة البنادق، وطالب التعامل مع العالم بمنطلق إنساني لا بمنطلق ديني، وتغيير نظرته إلى المجتمع الصومالي كوحدة اجتماعية تتساوى فيها الحقوق والواجبات دون تمييزهم على مستوى الالتزام الديني، وتغيير منظومته السياسية التي تنطلق من رؤية قبول الآخر بفكره مهما كانت مرجعيته كمواطن صومالي.
يوسف القرضاوي
في يناير 2018، كشفت صحيفة «سونا تايمز» الصومالية، أن اجتماعًا سريًّا عقد في تركيا شارك فيها ضباط استخبارات قطريون وإيرانيون وممثلون لجماعة حزب الله اللبنانية، بحضور مسؤول رفيع في القصر الرئاسي الصومالي، هو فهد ياسين الذي شغل منصب المدير العام للقصر الرئاسي في الصومال ومعروف أنه من المقربين من النظام القطري، ومقرب من الزعيم الروحي للإخوان يوسف القرضاوي؛ بهدف تشكيل جماعة إرهابية في الصومال.
وأشارت الصحيفة الصومالية إلى أن أجهزة استخبارات غربية كشفت هذا الاجتماع الذي جرى خلاله تكليف فهد ياسين، الذي انضم إلى الإخوان في فترة من حياته، ويشغل حاليًّا منصب رئيس الديوان الرئاسي، بالعمل على زعزعة الاستقرار السياسي للحكومات المحلية في بعض أقاليم الصومال، التي تتخذ موقفًا مناوئًا للنظام القطري.
إضافة إلى ما تقدم ذكره، أفادت الصحفية أن قطر أنشأت «غرفة حرب» في سفارتها بالعاصمة مقديشو؛ بهدف تنسيق عمليات القوة الإرهابية الجديدة، بمساعدة ضباط استخبارات قطريين وإيرانيين، ومعهم القيادي البارز في حركة شباب المجاهدين الإرهابية زكريا إسماعيل، المعروف أنه كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات في الحركة.





