ad a b
ad ad ad

دلالات هجمات «داعش» في نيجيريا.. وتحديات تواجه التنظيم غرب أفريقيا

الجمعة 02/أغسطس/2019 - 06:19 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة

شهدت نيجيريا، هجمات إرهابية عنيفة شنتها جماعة بوكو حرام الموالية لتنظيم «داعش»، فتصاعدت أعمال العنف في الأسبوع الماضي؛ حيث نفذ التنظيم عملية مسلحة أسفرت عن مقتل 25 جنديًّا، وتصفية 40 إرهابيًّا في معارك بين قوات أمنية وداعش شمال شرقي البلاد.


ووفقًا لوكالة فرانس برس، شنّ تنظيم داعش الإرهابي هجومًا على قاعدة عسكرية قرب مدينة باغا الواقعة على ضفاف بحيرة تشاد، قتلوا 20 جنديًّا نيجيريًّا، و5 جنود تشاديين، في اشتباكات عنيفة، أسفرت أيضًا عن مقتل 40 إرهابيًّا، وتبنَّى تنظيم داعش الإرهابي في غرب أفريقيا الهجوم، مؤكدا أنه قتل 15 جنديًّا من دون أن يشير إلى خسائر في صفوفه.


ونفذت عناصر التنظيم هجومًا إرهابيًّا، مطلع الأسبوع الحالي، خلال تشييع جنازة في قرية قريبة من مدينة مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو شمال نيجيريا، وأسفرت العملية عن مقتل 65 مدنيًّا.


ويأتي تصاعد العمليات الإرهابية، في ظل إعلان الرئاسة النيجيرية في 30 يوليو الماضي، عن هزيمة بوكو حرام، بعد استمرار دام لمدة 10 سنوات، والآن أصبح المقاتلون من بلاد المغرب الإسلامي وغرب أفريقيا؛ خاصًة القادمين من ليبيا يشكلون تهديدًا كبيرًا على البلاد.

دلالات هجمات «داعش»
انضمام عناصر للتنظيم

وفي دراسة أعدها مركز المستقبل الإماراتي للأبحاث، تحت عنوان لماذا يحرص داعش على تكوين مجموعات جديدة في أفريقيا؟، والتي رصد فيها أهداف التنظيم الإرهابي من نقل ساحة القتال إلى أفريقيا، بعدما أعلن أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم عن جماعة جديدة في القارة السمراء، وذلك بالتوازي مع قبوله مبايعة مجموعة أخرى في بوركينا فاسو ومالي، على نحو يوحي بأن تلك المجموعات ستمارس دورًا رئيسيًّا داخل التنظيم خلال المرحلة القادمة.


لكن هناك أهدافًا يسعى تنظيم داعش الإرهابي إلى تحقيقها، عبر الإعلان عن تأسيس مجموعات جديدة تابعة له في أفريقيا؛ خاصة في هذا التوقيت الذي يحاول فيه قادة التنظيم تطوير استراتيجيته عبر استهداف مناطق جديدة حول العالم، في ظل حالة التراجع الشديد التي يعاني منها التنظيم في معاقله الرئيسية السابقة، داخل كل من العراق وسوريا.


وأعدت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في منتصف شهر أبريل 2018، تقريرًا كاملًا عن داعش في أفريقيا، وتضمن تحليلًا للأوضاع في القارة السمراء، والذي كان مصدر قلق أجهزة استخبارات البلدان الأفريقية، وعلى رأسها تشاد والنيجر وساحل العاج ونيجيريا، وذلك بعد اجتماع مع الأجهزة الاستخباراتية في هذه البلدان بنظرائهم الإقليميين.


وكتب الصحفي الاستقصائي الفرنسي جورج مالبرونو (الذي كان رهينة سابقة عند إحدى الجماعات الإرهابية)، في مقال له عن تحركات داعش في أفريقيا، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش قبل الهزائم الأخيرة التي تعرض لها في سوريا والعراق، كان قد أرسل نحو 15 مدربًا عراقيًّا إلى نيجيريا، وفقًا لمصادر عسكرية واستخباراتية فرنسية، وتحديدًا إلى منطقة أدامامو في شمال نيجيريا، وأقاموا لمدة ستة أشهر خصصت لتدريب عناصر جماعة بوكو حرام الموالية للتنظيم الإرهابي، على تقنيات القتال، والتعامل مع المتفجرات، وتصنيع أسلحة يدوية، بما في ذلك قاذفات الصواريخ.

دلالات هجمات «داعش»
دلالات تطور العمليات الإرهابية
من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: إن دلالات تطور العمليات الإرهابية من قبل تنظيم داعش يحمل 3 رسائل هامة، أولها أن تفريغ إعلان الانتصار على التنظيم وعلى جماعة بوكو حرام من مضمونه، وإثبات عكس ما يتم إعلانه من انتهاء المعركة والقضاء على التنظيم والعمليات هناك لإثبات العكس؛ ما يفتح مجالًا لاستمرار الدعم والتجنيد.


وأضاف النجار في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الدليل الثاني مواصلة مرحلة تأسيس التنظيم والخلافة البديلة في أفريقيا، والتنظيم يسعى في الأساس لإنجاح هذا الجانب على مراكز نفوذ المتطرفين القديمة، ومنها نيجيريا.


وثالثًا: هناك تحدٍّ أمام داعش، متمثل في مصارعة الانهيار وبعث رسائل عملية دالة على بقائه واستمراره، وهذا لا يتحقق إلا بتنفيذ عمليات جديدة.


وأكد أنه تم نقل عدد من المدربين الميدانيين لتنظيم داعش الإرهابي، والذين كانوا موجودين في سوريا والعراق، إلى الجماعات الموالية للتنظيم في أفريقيا.


ويرى أن التنظيم يحاول استقطاب عناصر جديدة بتوظيف هذه العمليات، ومنها فرض نفسه على الواقع بأطرافه المختلفة؛ للدخول في تحالفات وعلاقات تعاون، وهذا لا يتحقق إلا بإثبات نفسه كطرف له حضور ومؤثر في معادلات القوة.

"