بمحكمة خاصة.. كبير المحققين الأمميين يستشهد بالنازية لمواجهة «داعش»
الإثنين 29/يوليو/2019 - 03:18 م
علي عبدالعال
دعا كريم خان -الحقوقي الذي يقود تحقيقات الأمم المتحدة حول جرائم تنظيم داعش- إلى تشكيل محكمة «نورمبرج» جديدة، على غرار ما حصل مع النازية، ولكن هذه المرة للاستماع إلى ضحايا تنظيم داعش و«تفكيك» فكره.
إذ كان للفاشية الألمانية في نورمبرج عام 1945 و1946 أول محكمة دولية في التاريخ أُنشئت لمحاكمة مجرمي الحرب النازيين المسؤولين عن عمليات قتل اليهود.
ويقول خان: «إنه بعد تنظيم داعش يحتاج العراق والإنسانية إلى نورمبرج خاصة».
ويضيف، أنه بعد هذه المحكمة: «لا يمكن لأحد أن يتبنى مبادئ (كفاحي) -الذي كتبه أدولف هتلر- وأخذه على محمل الجد، سيتم تنشيط إشارات الإنذار للوعي الجماعي».
يتابع خان القول: «إن نورمبرج أيضًا فصلت سم الفاشية عن الشعب الألماني»، مؤكدًا: «إنه لم تكن هناك مسؤولية جماعية» بل أفراد مسؤولون، ومدانون.
وبالتالي: «فإن محكمة لتنظيم داعش، قد تساعد على فصل سمّ داعش عن الطائفة السنية في العراق».
وأردف قائلًا: «عملت نورمبرج ألمانيا وأوروبا، فإن محاكمة التنظيم ستخدم العراق وأطرافًا أخرى في العالم»، وفق خان.
وقالت وكالة فرانس برس: إنه على مدار العام الماضي، يجول هذا المحامي البريطاني العراق مع نحو 80 شخصًا؛ لجمع أدلة وشهادات.
ويصف رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من جانب تنظيم داعش المعروف اختصارًا بـ «يونيتاد»، بأن العمل الذي يقوم به «جبل يجب تسلقه».
ويجري هذا التحقيق تزامنًا مع قيام الأمم المتحدة بتحليل ما يصل إلى 12 ألف جثة استخرجت من أكثر من مائتي مقبرة جماعية، و600 ألف شريط فيديو لتنظيم داعش، إضافةً إلى 15 ألف وثيقة لـ«بيروقراطية» التنظيم نفسه.
وقبل خمس سنوات، كان التنظيم يسيطر على أراض تساوي مساحة بريطانيا، ويحكم سبعة ملايين شخص بين العراق وسوريا، مع إدارات ومدارس وأطفال جنود، وتطبيق صارم للشريعة.
ويقول خان لوكالة فرانس برس في مقر الأمم المتحدة الشديد التحصين في بغداد: «إن تنظيم داعش لم يكن عصابة أو جماعة متمردة متنقلة، كانت جانبًا غير معتاد بالنسبة للعدالة الدولية».
ويشدد خان، أنه رغم ذلك تلك الجرائم «ليست جديدة (...) الجديد مع داعش هو الأيديولوجية»، «مثل النازيين» من قبلهم.
ويلفت خان إلى أن محاكمة التنظيم ستساعد أيضًا في «إزالة الغموض وتفكيك هذه الأيديولوجية، ويمكن للجمهور (...) أن يدرك حقيقة واضحة: إنها الدولة الأقل إسلامية في الوجود».





