ad a b
ad ad ad

دولة هشة تحرقها الصراعات الطائفية.. الفلبين وجهة مثالية تغري «داعش» المهزوم

السبت 27/يوليو/2019 - 01:14 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة
أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن عدد من الهجمات الإرهابية خلال الفترة الماضية، في الفلبين التي جعلها التنظيم الإرهابي أكثر بؤرة ساخنة في شمال شرق آسيا؛ حيث باتت الفلبين، هي الخيار الأفضل للتنظيم المهزوم في سوريا والعراق.

وتختلف النظريات السياسية حول توقع ما سيحدث مستقبلًا بعد أن هزم تنظيم داعش في قلب الشرق الأوسط، فيرى فريق من المراقبين أن داعش الفلبين سيسعى للظهور بعمليات مدوية في معقله الأسيوى الجديد، بينما يرى الفريق الآخر أن داعش لفظ أنفاسه بالفعل، ولم يعد قادرًا إلا على بعض العمليات محدودة الأثر من باب إثبات الوجود لا أكثر.
دولة هشة تحرقها الصراعات
لماذ الفلبين؟
تاريخيًّا، تميل الجماعات الإرهابية والمتمردة إلى ترسيخ جذورها في الدول الضعيفة المنكوبة بالصراع الأهلي المستمر، والتوتر الطائفي، وعجز الحكومة عن الحفاظ على احتكار استخدام القوة، وبالنظر إلى أن داعش يحتفظ بالفعل بامتيازات وجماعات تابعة.

وفي حين هناك العديد من المرشحين المحتملين لخلافة داعش، بما في ذلك ليبيا وأفغانستان واليمن والفلبين والعديد من المناطق عبر أفريقيا، كانت الفلبين وجهة جذابة لفلول داعش منذ عام 2017.

وتعد الفلبين وجهة أساسية للجماعات الإرهابية، بسبب الطبيعة الجغرافية للبلد؛ حيث تتألف من أكثر من 7600 جزيرة؛ ما يجعل مكافحة التمرد والأمن البحري صعبة على الحكومة الفلبينية، بالإضافة إلى أن وجود جماعات متمردة طويلة الأمد تتبنى بالفعل أجندة راديكالية قد يسمح لداعش بالحصول على موطئ قدم؛ لأنها تعمل على الدفاع عن المظالم المحلية.

كما يعتمد داعش على العنف الذي تغذيه الصراعات الطائفية بين المتمردين المسلمين في المنطقة مع الميليشيات المسيحية، وهذا ما يسعى داعش لاستغلاله دائمًا.

ويقول تقرير لصحيفة نيويورك تايمز إن داعش يستغل المشكلات السياسية والاجتماعية المحلية في الفلبين لتعزيز وجوده بالمنطقة.
دولة هشة تحرقها الصراعات
رايات الإرهاب على جزر الفلبين
ويضيف التقرير أن رايات التنظيم السوداء ظهرت في عدة مناطق بجزر جنوب الفلبين مع عناصر من جماعة أبوسياف المتشددة، وآخرين أجانب قدرت أعدادهم بالمئات، حسب التقرير.

ويعود تاريخ ظهور داعش في المنطقة إلى عام 2016؛ حيث نشر شرائط فيديو تظهر مئات الإرهابيين من الشيشان واليمن والصومال، وفي العام الذي يليه، استولى المسلحون الذي أعلنوا ولاءهم لداعش، على ماراوي أبرز مدن مينداناو، واحتاج الجيش خمسة أشهر لاستعادتها في عملية قتل خلالها 900 مسلح، بينهم أجانب وأمير التنظيم بشرق آسيا، ايسنيلون هابيلون.

وبالنسبة للعديد من الإرهابيين الباقين على قيد الحياة في داعش، فإن خسارة العراق وسوريا قد تكون مجرد إشارة إلى توقف مؤقت في القتال، وعلى الأرجح عودتهم للإرهاب في أي وقت.

وعلى الرغم من أن عدد الإرهابيين الأجانب العائدين إلى بلدانهم الأصلية كان أقل بكثير من المتوقع (مات الكثير منهم في ساحة المعركة)، فإن الوضع لا يزال واحدًا؛ حيث "يُعتقد أن المئات من الجهاديين يبحثون عن ساحات قتال جديدة أو ملجأ بحسب ما يقوله الخبير في شؤون الشرق الأوسط روبن رايت.
دولة هشة تحرقها الصراعات
مناطق مفتوحة
ومع تزايد فرص وجود التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش، وبناء على خطاب داعش لأتباعه حاليا، فكل المناطق المحتملة لوجود التنظيم ونشاطه بشكل مباشر أو بوجود الذئاب المنفردة، هي ساحات مفتوحة للعمليات الإرهابية، ونحن أمام توقعات مفتوحة وكل الاحتمالات فيها قائمة، وكل المناطق مهددة، خاصة التي يوجد فيها التنظيم، وأبرزها الساحل والصحراء وليبيا، والمرحلة الأخيرة تكون أوروبا والدول الغربية.

ويقول روميل بانلاوى، رئيس المعهد الفلبيني لبحوث السلام والعنف والإرهاب، لوكالة أنباء شينخوا، إن المنطقة ما زالت تشهد ارتفاعًا في انتشار التطرف العنيف والإرهاب في الشهور الأخيرة.

ولفت إلى أن أحدًا ليس بمنأى عن الهجمات الإرهابية بعد الآن، مشيرًا إلى قوله: «ستصبح الدول غير المستهدفة والبلدان المسالمة أهدافًا جديدة في المستقبل».

هشاشة الفلبين
وفي مواجهة هذه التهديدات والتحديات، اقترح الخبير الأمني ​،​أن تعمل دول منطقة آسيا- الباسيفيك باستمرار على تعزيز تعاونها وتكاتفها في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

وأضاف بانلاوي "في منطقة آسيا-الباسيفيك، عندما نعزز ارتباطنا في القطاعات الاقتصادية والتجارية، ينبغي علينا أيضًا منع حركة الإرهاب».

وأوضح أنه «يتعين تعزيز الترابط ليس فقط بين اللاعبين الاقتصاديين ولكن أيضًا بين الأجهزة الأمنية وسلطات إنفاذ القانون».

ودعا بانلاوي إلى ضرورة بذل الجهود لمنع تمويل الأعمال الإرهابية وقمعها ومنع تحركات الإرهابيين أو الجماعات الإرهابية عن طريق المراقبة الفعّالة للحدود وضوابط إصدار أوراق الهوية ووثائق السفر.

وقال الدكتور علي بكر، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وخبير الحركات الإسلامية السياسية، لـ«المرجع» إن تنظيم داعش يجد في الفلبين ودول شرق آسيا تربة خصبة يمكنه إعادة بناء نفسه فيها مرة أخرى بعد الخسائر التي تلقاها في الشرق الأوسط.

«منطقة دول جنوب شرق آسيا بها مجموعات متطرفة تجعله يجد سهولة في التجنيد والاستقطاب، في حين تساعد هشاشة حدود الفلبين كدولة تجعلها مغرية لسهولة اختراقها» بحسب بكر.
"