«ترامادول».. أداة «بوكو حرام» لتدمير الشباب النيجيري

بسبب ممارسات مقاتلي جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، انزلقت منطقة شمال شرق نيجيريا التي مزقتها الحرب، إلى هاوية الإدمان العميقة التى لا تقل خطورة عن الإرهاب المسلح.
بدأت عمليات تعاطي أقراص «الترامادول» المصنفة مخدرة من قبل بعض الدول، من قبل مقاتلي «بوكو حرام» أنفسهم، الذين تعاطوه لتخفيف الخوف خلال المعركة وعلاج المصابين،
حتى أن كثرة التعاطي أصبح مرشدًا لوحدات الجيش النيجيري التي تطارد «بوكو حرام» في
الأدغال، والتي تبحث عن حزم المخدر الفارغة كدليل على وجود المسلحين.

وبالإضافة إلى التعاطي فإن مقاتلي «بوكو حرام» يجبرون آلاف الصبية والفتيان الصغار الذين اختطفوهم على التعاطى، كأسلوب للسيطرة وضمان الولاء، ونشر استخدامها في السكان على نطاق أوسع.
ونتيجة لهذا الانتشار الواسع، فهناك ما يقرب من مليوني مدمن، وعلى الرغم من ذلك، فالبلاد لديها موارد أقل بكثير للتعامل مع المشكلة، إذ أن القليل من المناطق يوجد بها مستشفى به جناح يعالج المدمنين.
وقال الدكتور إبراهيم عبده واكاوا، الذي يدير منشأة التي تضم 80 سريرًا في مستشفى للأمراض العصبية والنفسية، لصحيفة «تليجراف» البريطانية، إن صراع «بوكو حرام» المستمر منذ عقد كامل أدى إلى «طفرة» هائلة في تعاطي مخدر الترامادول، ويضيف: «في السابق أظهرت دراساتنا أن استخدام الترامادول كان منخفضًا نسبيًا بين متعاطي المخدرات لدينا بنحو 4% ولكن بحلول عام 2014، كان نحو 45% من جميع المرضى الذين أحيلوا إلى هذه المنشأة يستخدمونها».
ويشير تقرير «التليجراف»، إلى أن استخدام الترامادول لم يعد يقتصر فقط على أولئك الذين شهدوا الحرب، حيث يتعاطاه سائقو العربات الذين يعملون في شوارع مايدوجوري المتربة لمساعدتهم على قضاء يوم طويل خلف عجلة القيادة، كما أن عمال المزارع، الذين يعرفون المخدرات باسم «الساق الحصان» ، يعتقدون أنها تعطيهم قوة إضافية.

وفي محاولة التصدي لانتشار الترامادول، شددت الحكومة النيجيرية القواعد المتعلقة بالترامادول، وجعلتها متاحة بوصفة طبية فقط ودفعت سعر السوق السوداء إلى أعلى بمقدار عشرين ضعفًا، هذا إلى جانب المواجهة العسكرية مع مقاتلي بوكور حرام، إلا أن هناك مخاوف من أن يُحرم منه الأشخاص الذين يحتاجون إليه بالفعل، كونه أحد المسكنات القليلة المتاحة على نطاق واسع لعلاج آلام مرضى السرطان.