تسريب «بسام» يفضح الجماعة.. وخبير لـ«المرجع»: الملف المالي للإخوان مليء بالفساد
كشف تسريب صوتي مُسرب للقيادي الإخواني أمير بسام، عضو مجلس شورى الجماعة الإرهابية، عن فضائح مالية كبيرة حول قيادات التنظيم الإرهابي الموجودين في تركيا، إذ كشف المقطع الصوتي المنتشر على شبكة الإنترنت، الأربعاء 24 يوليو، عن وجود خلاف بين كبار قيادات الجماعة حول مبلغ مليوني دولار، تم التبرع بهم من قبل أحد قيادات التنظيم الدولي.
ويشير القيادي
الإخواني إلى أن المبلغ المالي تم توزيعه على ثلاثة قيادات في تركيا، ـــــــ لم يسمهم ــــــــ،
وقاموا بشراء عمارات سكنية مؤسسة على أفضل طراز بمبلغ مليون و200 ألف دولار، فيما تم توزيع 700
ألف دولار كمبالغ نقدية بين القيادات، و100 ألف دولار تم صرفها لنجل
محمود حسين أمين عام الجماعة لشراء سيارة حديثة طراز BMW.
وتعجب القيادي
أمير بسام من حصول القيادات على هذه الأموال الطائلة، بينما يصرف للشباب الإخواني الهارب من مصر لتركيا معونة مالية لا تزيد عن 200 ليرة تركية، «بالذل والمهانة»، وفقًا للتسريب الصوتي.
وظهر الغضب الشديد
على «بسام» خلال حديثه في التسريب الصوتي، خصوصًا بعد عدم اعتراض أي قيادي بالجماعة
على اعتراف الأعضاء الثلاثة بالحصول على مبلغ المليوني دولار دون وجه حق خلال
اجتماع جمعهم في إسطنبول التركية، معتبرًا أن ذلك يخالف ما وصفه بـ«تعاليم جماعة
الإخوان التي تربى عليها».
وأكد عضو مجلس الشعب الهارب أنه لا يعترف بمحمود حسين وإبراهيم منير كإدارة للجماعة الإرهابية، لكن ولاءه للقائم بأعمال المرشد محمود عزت، ومرشد عام الجماعة محمد بديع، مُعتبرًا أن من يدعون قيادتهم للجماعة خرجوا عن نهجها الحقيقي.
إرهاصات مبكرة
ما يؤكد صحة التسريب الصوتي الخاص بأمير بسام، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان الإرهابية، أن الرجل يمتلك سابقة تاريخية في الاعتراض على القيادة الحالية للتنظيم الإرهابي، وضح خلاله الفضائح المالية التي يقوم بها قيادات الجماعة في إسطنبول، فقد نشر رسالة نصية عبر موقع إلكتروني، فى أغسطس 2017، أكد خلالها سوء إدارة التنظيم، واعترض بسام على جبهة محمود عزت في رسالته قائلًا: «كنت أتمنى الرد على التساؤلات الخاصة بتزوير الانتخابات في بعض الأقطار، وفي إلغاء انتخابات أحد الأقطار، والرد على تكريس أمر لم نعهده في الإخوان، ألا وهو استثناء المسؤول من أن تجرى عليه الانتخابات، في سابقة كارثية لأدبيات الإخوان».
واستمر عضو البرلمان السابق في فضح الفساد المالي بالجماعة قائلًا: «كنت أتمنى أن نبدأ أمرًا جديدًا، ألا وهو الشفافية والمحاسبة فى قضية إنفاق أموال الجماعة، ومن يتقاضون مخصصات مقابل التفرغ، ومواصفات من يوظفون في مؤسسات تابعة للجماعة ومصاريف السفر والإقامة في الفنادق، التى تكون فى الغالب خمس نجوم على الأقل، وامتلاك البعض لشقق سكنية بأسمائهم».
وشدد على أن الجماعة أصبحت «مشروع ملاكي» لصالح من وصفهم بـ«شيوخ التنظيم»، معتبرًا أن الماليات طالما ظلت سرًا ودون محاسبة، فهذا باب للمفسدة.
فضائح عرض مستمر
تطارد الفضائح المالية والأخلاقية جماعة الإخوان الإرهابية وقياداتها في إسطنبول، إذ ظهر أكثر من فيديو ووثيقة لأفراد الجماعة، خصوصًا الشباب، وهم يتضررون من طريقة إدارة قيادات التنظيم لشؤونه في الخارج، وكيف يستغلون الأموال لمصالحهم الشخصية، ففي فبراير 2019، نشر شباب «الإرهابية» في إسطنبول فيديو لأحدهم وهم يواجه قيادات الجماعة الهاربين بجرائمهم المالية، وأشار إليهم قائلًا: «الناس دي ودتنا في 60 ألف داهية وإحنا كفرنا بيهم».
واستمر الشاب في فضح قيادات الجماعة معتبرًا أنهم اهتموا بمصالحهم الخاصة وتنمية ثرواتهم على حساب الشباب الذي فقد حياته واستقرار عائلته بسببهم، معتبرًا أنهم «داسوا عليهم بالجزم»، حسب وصفه، مضيفًا أن شعارات القيادات لم تعد تجدي نفعًا وهي مجرد كلام للاستهلاك فقط.
كما شهدت مدينة إسطنبول التركية، فى مارس 2016، مشاجرة كبيرة بين الأمين العام للإخوان محمود حسن والقيادي بالجماعة مدحت الحداد من جهة، وشباب اللجنة المركزية وأعضاء المكتب الإداري من جهة أخرى، وذلك على هامش عقد الجمعية العمومية للإخوان في تركيا.
كما دخل شباب الجماعة في خلاف مع القيادات عقب سماح الأخيرة للسلطات التركية بترحيل مواطن مصري محكوم عليه بالإعدام، دون تدخل منهم، وذلك بعد إدانته بمقتل النائب العام المصري، واعتبر شباب الجماعة أن القيادات تخاذلت عن مساعدته بحثًا عن مصالحها الخاصة.
فساد يزكم الأنوف
يقول هشام النجار، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية: إن موضوع التسريبات يتم من فترة لأخرى، حيث تظهر دلائل فساد لقيادات الجماعة، وبدأ ظهوره مع الصراع بين الحرس القديم والشباب على القيادة، ومحاولة إنهاء الانقسام داخل الجماعة لصالح التيار القديم، وإخضاع الشباب بأي وسيلة أو صورة حتى لو بصورة غير مشروعة، واستخدموا في سبيل ذلك الكثير من الوسائل، منها الإبلاغ عن كثير من الشباب المنتمي للتيار الكمالي، وتم تسليمه من قبل الجماعة وليس السلطات التركية، وذلك عن طريق إبلاغ الأجهزة التركية أن هذا الشخص لا ينتمي للجماعة ولكنه جهادي، وهناك الكثير من القضايا غير المعلنة في هذا الشأن
ويضيف «النجار» كذلك موضوع المخصصات المالية، لأن غالبيتها يأتي للحرس القديم ممثلًا في تيار محمود حسين وإبراهيم منير، وعلاقتهما جيدة بالدولة التركية وقربهم بالدول الخارجية التي لا تعترف بتيار الشباب، لذا عمل الشباب على بدء حملة دعائية مضادة لكشف فسادهم.
وحول رد الحرس القديم على هذه التسريبات، قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية إنه لن يتم الرد؛ لأنهم لا يريدون فتح باب أمام هذا الجدال، وذلك حتى لا يتم الكشف عن تجاوزات كثيرة تمت خلال الفترة الماضية، سواء ما قبل إسقاط حكم الإخوان أو ما بعدها، لأن الملف المالي ملئ بالفساد داخل الجماعة.





