ad a b
ad ad ad

توغل «حزب الله» في أوروبا.. هل حان وقت الحساب؟

الخميس 18/يوليو/2019 - 10:20 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

صعدت التوترات «الأمريكية ــــ الإيرانية»، موقف التعامل الأوروبي مع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، والمصنف إرهابيًّا من قبل العديد من الدول، وعلى الرغم من خلفية وجود الجماعة في القارة العجوز، فثمة تغيير يطرأ على تقبلها، إذ تعيد أجهزة الاستخبارات الأوروبية تركيز جهودها لمكافحة انتشار الميليشيا داخل بلدان الاتحاد الأوروبي، خاصة مع زيادة الجدل الداخلي حول تباين مستويات التعامل معها بين الدول الأعضاء.


توغل «حزب الله» في
على مدار سنوات تغلغل «حزب الله» في أوروبا، واستخدم تجارة المخدرات عبر الحدود لجني الأموال لتمويل عملياته المسلحة في البلاد، لكن متابعة نشاط الحزب في الدول الأوروبية، يشير إلى ثمة اتفاق ضمني بين الأوروبيين وبين الميليشيا، فكلا الطرفين حصلا على شيء من الصفقة، إذ اشترى الأوروبيون فترة طويلة من الهدوء وتجنبوا في الغالب التدقيق أو الإدانة، فيما أطلقت يد الحزب حرة للعمل نسبيًّا.

وجاء التعنت الإيراني فيما يتعلق بالاتفاق النووي وتخصيب اليورانيوم، ليجبر الزعماء الأوروبيين على تغيير هذا الوضع وقد تكون العواقب هائلة.

بعد موجة من هجمات حزب الله عبر أوروبا في الثمانينيات، أُبرم الاتفاق غير المعلن بين الطرفين حول الاعتراف القانوني بوجود الحزب - بما في ذلك نشاط جمع الأموال - في مقابل الامتناع عن ممارسة الإرهاب على الأراضي الأوروبية.

ويشارك «حزب الله» بعمق في مجموعة واسعة من الأنشطة الإجرامية في القارة، تشمل «تهريب المخدرات وغسيل الأموال» التي تمول الأعمال الإرهابية وغيرها من الأعمال شبه العسكرية، فضلًا عن تزوير العملات. 

ولخص بيل راميل، المسؤول بوزارة الخارجية البريطانية النظرة الأوروبية العامة تجاه «حزب الله» في عام 2009، قائلًا: «نتطلع إلى إجراء مزيد من المناقشات، وهدفنا الأسمى في ذلك هو الضغط على حزب الله للعب دورًا بناءً أكثر، لاسيما من أجل الابتعاد عن العنف».

وأضاف: «أوروبا  باختصار، أقنعت نفسها بأن اعتناقها لحزب الله أمر جيد في نهاية المطاف، وسوف يساعد في نهاية المطاف في جعله منظمة أكثر سلمية».

ربما كان لاتفاق أوروبا الضمني مع حزب الله معنى، لكن من الصعب الآن معرفة الفائدة المحتملة التي يستفيد منها الاتحاد الأوروبي، وهذا لم يمنع حزب الله من استئناف الإرهاب في القارة.

التعامل مع أوروبا، كان له فائدة اقتصادية كبيرة لحزب الله، على حساب القانون الجنائي، وفي الوقت نفسه فإن تقاعس الاتحاد الأوروبي عن التصرف تجاه الحزب يعزز تحركاته، فطالما استمرت المنظمة في تلقي الدعم الاقتصادي من أنشطتها الإجرامية داخل الاتحاد الأوروبي، وربما تتمكن المنظمة ـــ وفق مراقبين ـــ من إعادة بناء قدراتها العسكرية بوسائل أخرى.

ويشير خبراء مكافحة الإرهاب، إلى أهمية أن يستغل العالم حاليًا فرصة لتوجيه ضربة قوية وربما قاتلة لحزب الله؛ لكن لا يمكنه القيام بذلك دون مساعدة أوروبية.
"