ad a b
ad ad ad

«تليجرام».. سلاح «داعش» في يد اليمين المتطرف

الإثنين 01/يوليو/2019 - 09:50 م
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

اكتسب تطبيق تليجرام، شهرة واسعة واستخدامًا كبيرًا بين صفوف الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش، وبينما تحاول الدول المكافحة للإرهاب إغلاق قنوات اتصال الدواعش، ظهر لاعب جديد على الساحة يحاول استغلال التطبيق أيضًا لأهداف متطرفة.


«تليجرام».. سلاح

ومع انتشار موجة اليمين المتطرف في أوروبا، أصبح تليجرام منصة تفاعل بين عناصره، مثلما يستخدمها أيضًا الأناركيون من اليسار المتطرف.


ومع خسارة تنظيم داعش الإرهابي الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، استمر وجود التنظيم الإرهابي على «التيليجرام»، كونه مَنفذًا يمكنه من التواصل مع المؤيدين.


وقد نشرت وكالة تابعة للتنظيم الإرهابي، عددًا كبيرًا من المجموعات الدعائية الجديدة للتنظيم، بشأن استخدام مجموعات محادثة، كآلية مقاومة لحملة منع النشر على الإنترنت، التي تشنها الدول على التنظيم، وأن الأعضاء في هذه المجموعات غير مسموح لهم بنشر أي مواد، وأن مسؤولي المجموعات أزالوا المواد التي نشرها أشخاص آخرون، وحذرت من أن أي شخص ينشر مواد سيتم طرده.


«تليجرام».. سلاح

«تيليجرام» واليمين المتطرف


ويجذب التطبيق مثل هذه الجماعات؛ لأنه يتيح للمسؤول فقط التفاعل مع المستخدمين، كما أن الاتصال يكون محميًّا بخاصية التشفير من الطرف إلى الطرف الآخر؛ ما يعزز شعور المستخدمين بالخصوصية.


ويقول المحلل المتخصص في قضايا التطرف الإرهابي، فالريو مازوني، في مقال له، إن: «تيليجرام، هو أكثر المنصات التي يهتم اليمين المتطرف باستغلالها».


ويذكر أن اليمين المتطرف، ظاهرة أيديولوجية تنكر المساواة، وتؤمن بوجود فروق عنصرية ما بين البشر، فالسيادة للرجل الأبيض، ما يجعل أعضاءها متعصبين للعرق والدين الخاص بهم، ويمتلكون عدَاءً للمسلمين خصوصًا مع زيادة حركة الهجرة واللجوء الإسلامي لأوروبا خلال السنوات الماضية، وهو ما دعا لزيادة حدة موجة صعوده.


وفي ألمانيا، تعد أكثر أمثلة صعود اليمين المتطرف، خاصة حزب «البديل من أجل ألمانيا»، بالإضافة إلى حزب «كازابوند» الإيطالي.



«تليجرام».. سلاح

ووفقا لرصد مازوني،  تستخدم هذه الأحزاب «تيليجرام» بشكل دوري.، حيث يتمكن مسؤولو هذه المجموعات من نشر الأخبار التي تتعلق بالحزب أو الموقف السياسي للدولة إلى متابعيهم، وبما أن هذه الأحزاب تتمتع بصفة رسمية في دولها، فلا يوجد أي شيء غير قانوني بشأن أنشطتها.


لكن في معظم الأحيان، يمارس مسؤولو المواقع قدرًا من التحفُّظ في نشر الرسائل التي تنطوي على كراهية قوية ضد المجموعات العرقية أو الدينية، لذلك فإنه من الصعوبة إيجاد رسائل عنصرية أو معادية للسامية على القنوات الرسمية لهذه المؤسسات، غير أن هذا الأمر لا ينطبق عند رصد القنوات أو المجموعات غير الرسمية.


وأشار المحلل مازوني، إلى أن البحث في تطبيق تليجرام، باستخدام كلمات معاداة السامية أو الهجرة أو تفوق العرق الأبيض ستظهر قائمة لا نهاية لها بقنوات وجماعات ذات صلة بذلك.


ومع استخدام ميزة السرية، تنشر هذه القنوات بحرية خطاب الكراهية ضد الجماعات العرقية، واليهود والمسلمين، والحركة النسوية، وتُمَجِّد في الوقت ذاته النازية والفاشية، فمتابعو هذه القنوات يقللون من شأن الهولوكوست؛ بل وينشرون ميمات “memes” ساخرة في القسم الخاص بالتعليقات


ورصد المحلل، قائمة القنوات التي تنتمي إلى اليمين المتطرف بالحزب الفاشي الوطني الإيطالي، حيث نشر مستخدم، وصف نفسه بأنه متحيِّز لحزب "كازابوند"، (ميم) معاديًا للسامية مأخوذًا من قناة “Random Anon”. عند دخول هذه القناة، يجد المستخدم قائمة من القنوات المقترحة التي تتعلق بمعاداة السامية، التي يُطلق عليها «رابطة معاداة السامية». وسيجد المستخدم ضمن هذه القائمة عددًا هائلًا من الفئات المختلفة المتعلقة بأيديولوجيات اليمين المتطرف:


كما يحتوي التطبيق قنوات إخبارية تنتمي لليمين المتطرف مثل “CIG telegram”، و”Cesspool”، و”Defend Europe News”؛ حيث يشارك مسؤولو القنوات أحدث الأخبار المرتبطة بأيديولوجية اليمين المتطرف.


ورصد الكاتب في مقاله أيضًا قنوات صور مجموعات و/ أو منتديات دردشة تنشر صورًا وميمات دعائية وعنصرية وفاشية وترويجية، لتفوُّق العرق الأبيض؛ مثل: ” Han’s Right WingTerror Center”، و” Random Anon Channel” و”Fashwave”، وقنوات نقاشية: مثل “Alt-right Shitlords”، و”Free Helicopters Rides”، وقنوات أو مجموعات “White Blood Cells”.


وقال إن: «هناك العديد من غُرف ومنتديات الدردشة المحلية على مستوى كل دولة، التي تضم مستخدمين من جنسيات محددة. وهكذا، في فرنسا على سبيل المثال، هناك ” InformAction Francais”، وفي إسبانيا يوجد “The Spanish Army “، وفي إيطاليا ” Partito Nazionale Fascista”.».

"