ad a b
ad ad ad

مقتل «حسن شحاتة».. ذكرى توثق تطرف الإخوان

الثلاثاء 25/يونيو/2019 - 10:02 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

في فترة حالكة أصابت التعددية الفكرية والدينية اغتيل القيادي الشيعي «حسن شحاته» وثلاثة من أقرانه بعد حصار الآلاف لمنزله بمحافظة الجيزة، وذلك ردًا على تغيير مذهبه من السني إلى الشيعي واتهامه بالإساءة للصحابة.


إذ شهدت إحدى جنبات زاوية أبومسلم بمنطقة أبو النمرس في 24 يونيو 2013 واقعة مؤسفة قام خلالها آلاف من متشددي التيارات الإسلاموية بحصار منزل شحاته، بعدما نمى إلى علمهم اعتزام بعض مناصريه التجمع لإقامة فعالية زُعم إنها لسب آل بيت النبي محمد، وعلى إثر الاشتباكات لقى شحاته وثلاثة من رفقائه مصرعهم نتيجة التعدي عليهم بالضرب والسحل.


واستنفرت حينها قوات الأمن واستطاعت إلقاء القبض على منفذي الهجوم وتقديمهم للعدالة المصرية، ولكن تبقى الزاوية الأهم في تلك الحادث كامنة عند شخصية شحاتة ذاته وماهية المعتقدات التي اعتنقها وبالأخص أن القيادي الشيعي الذي ولد في 10 نوفمبر 1946 اشتغل بالدعوة إلى أن انتهج المذهب الشيعي في 1996.


مقتل «حسن شحاتة»..

خطاب الكراهية وجرائمها


ومع طول المدة الزمنية بين بداية تشيعه ولحظة مقتله ترتكز الأطروحة الأكثر خطورة في عمر المجتمعات، فبالعودة لتلك اللحظة تتضح الخطوط العريضة التي أتاحت مناخًا يسمح لمثل هذه الأفعال أن تحدث، فوسط الفوضى الفكرية والعدائية المذهبية التي حملتها الفتاوى الإخوانية خلال فترة حكمهم – قصيرة الأجل- لمصر أتيح المجال العام وتم تهيئته لقبول جرائم الكراهية، وتبسيط مردودها.


ويبدو أن عناصر جماعة الإخوان قد تناسوا ما وقع من أهوال خلال فترة وصولهم للحكم، وما أتاحه تشددهم من عنف للساحة المصرية، فمنذ إسقاط رئيسهم وهم يتصيدون الأخطاء ويروجون لفترة حكمهم بالادعاء بكونها منحت المواطنين الحرية والديمقراطية، ولكن تمضي التواريخ ليطل منها ذكرى توثق تمامًا لحقبة امتلأت بالعنف وسفك الدماء وتقييد الحريات.


وحول العلاقة الارتباطية بين الحكم المتشدد وتصاعد جرائم الكراهية تذكر دراسة بعنوان «خطاب الكراهية وجرائمها» نشرها مركز «LDO» أن الفترة الأخيرة قد شهدت وجود علاقة قوية بين تصاعد خطاب الكراهية في المجتمعات وتبني مواطنيها لإيديولوجيات العنف وزيادة جرائم الكراهية.


كما أشارت الورقة البحثية إلى أن توجيه خطابات ضد القضايا العرقية والأقليات الدينية وخصوصًا من جانب أفراد الحزب الحاكم يعطي تفسيرات أولية واضحة تجاه تفشي جرائم العنف والكراهية، موضحة أن هذه الخطابات لها تأثير شديد على منع الآخرين من التعبير بحرية وعلانية عن توجهاتهم، بالإضافة إلى إثارتها لمشاعر سلبية تعزز الصور النمطية السيئة للآخرين.

للمزيد: مرصد الإفتاء يفضح أيديولوجيات العنف والتطرف في فكر الإخوان الإرهابي

"