ad a b
ad ad ad

«مرصد الإفتاء» يواصل نشاطه.. إصدار جديد بالإنجليزية لفضح الجماعة الإرهابية

الأحد 16/يونيو/2019 - 12:02 م
دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية
محمد عبد الغفار
طباعة

يواصل مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة اللتابع لدار الإفتاء المصرية نشاطه العلمي والفكري للرد على الأكاذيب التي تطلقها الجماعات الإرهابية، سواء عن طريق أذرعها الإعلامية أو عبر البيانات الخاصة بإيضاح الاستراتيجية التي تتبعها.


في ضوء ذلك، أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية عددًا جديدًا وخاصة من مجلة Insight، وذلك تحت عنوان «فضح أيديولوجيات العنف والتطرف في فكر الإخوان المسلمين»، بهدف الرد على النشاط التحريضي المكثف الذي تتبعه الجماعة الإرهابية خلال الفترة الماضية، وتواصلها الدائم مع وسائل الإعلام الأجنبية والغربية، بهدف الترويج لأفكارها المتطرفة.


وجاء إصدار مجلة Insight من قبل المرصد بهدف الرد على الإصدارات الإعلامية التي يصدرها تنظيم داعش الإرهابي باللغة الإنجليزية، وتحديدًا مجلتي «دابق» و«رومية».


ويضم العدد الجديد من المجلة مقالات متنوعة تناولت عدة موضوعات حول فكر جماعة الإخوان الإرهابية، وأهم الأفكار المتطرفة التي تتبناها الجماعة، وأبرز الشخصيات التي أسست ونظَّرت للعنف داخلها منذ إنشائها.



«مرصد الإفتاء» يواصل

جذور ومبادئ العنف


ومن ضمن المقالات مقال بعنوان «جماعة الإخوان .. الجذور ومبادئ العنف»، ويتحدث المقال عن نشأة جماعة الإخوان التي كانت نتاجًا للسياق السياسي في ذلك الوقت واستجابة للمشاعر المعادية للاستعمار في مصر، وكان خطابها مغايرًا للخطابات الأصولية المعادية للاستعمار؛ حيث اتبعوا أسلوب المقاربة واستغلت الإسلام والنصوص الدينية كأداة ضد المجتمع من أجل تحقيق مكاسب سياسية تصب في صالح الجماعة بدلًا من نفع الأمة.


وذكر المقال أن جماعة الإخوان بذرت بذور التطرف وتبنَّت لغة المعارضة الهدامة ووصفت المجتمع بأسره بأنه متدهور ومتجذر في الجاهلية، كما حرضت على إراقة الدماء.


ومما يدل على تبني الجماعة نهج الإرهاب والعنف منذ نشأتها اعتراف مرشدها الأعلى، مصطفى مشهور في ذلك الوقت، بضرورة استخدام العنف والقوة المسلحة، ونظرًا لذلك في محاضراته، فقال في إحداها: «لن نحقق النصر إلا من خلال الإرهاب والتخويف، ويجب ألا نستسلم للهزيمة النفسية».


وتناول مقال آخر قضية «جذور ومنهجية العنف» عند جماعة الإخوان، مُتحدثًا عن مؤسس الجماعة حسن البنا الذي أسس لهذه الجماعة الراديكالية العنيفة منذ عشرينيات القرن الماضي، حيث يحتوي تاريخ أدبياتها الكثير من الأدلة التي لا تعد ولا تحصى على تأييد البنا للعنف، وتشجيعه كوسيلة أساسية لتحقيق هدف الجماعة النهائي المتمثل فيما أسموه «استعادة الحكم الإسلامي».


وأوضح المقال أنه على الرغم من تقديم حسن البنا نفسه وجماعته على أنها حركة إصلاحية، فإنه شرع في العنف وأعطاه صبغة دينية تحت ذريعة «الجهاد، ضرورة إقامة دولة إسلامية، وإحياء الخلافة، وتطبيق الشريعة الإسلامية».



 

سيد قطب
سيد قطب

 «قطب» وتبرير العنف


كما خصص العدد الجديد من المجلة مقالًا عن سيد قطب المنظر والمؤسس لجماعات العنف، والذي قدم الإطار النظري الذي يبرر العنف داخل المجتمعات الإسلامية بحجة أن الناس ليسوا مسلمين لأنهم يعيشون في «جاهلية».


وأضاف المقال أن سيد قطب قد اعتبر أن حالة العالم الإسلامي اليوم مماثلة لحالة الجاهلية، لأنهم تخلوا -في رأيه- عن الإطار الديني والعقدي السليم الذي وضعه الله سبحانه وتعالى واستبدلوه بقوانين من صنع الإنسان.


كما يمثل سيد قطب حالة من الانفصام الشديد بين حقيقة الإسلام والجاهلية، وهو الأمر الذي جعله غير قادر على الاعتراف بالتراث الحضاري والثقافي للإنسان، ويرفض رفضًا قاطعًا الاعتراف بإمكانية التعارف والتفاعل والتعاون بين المسلمين وغير المسلمين دون الإضرار بسلامة المسلمين وعقائدهم.


وذكر المقال أن قطب قد نظَّر لتبرير استخدام العنف انطلاقًا من فكرة جاهلية المجتمع التي تتبناها سلطة سياسية حاكمة في البلدان، وأنه على الإخوان أن يتحملوا مسئولية مواجهة هذه الجاهلية من خلال الإصلاح والتغيير، وتحويل المجتمع إلى مجتمع إسلامي حقيقي وإخراجه من الجهل.


استعرض العدد الجديد من المجلة أيضًا نماذج للجماعات المسلحة للإخوان الإرهابية، وبعض النماذج لاستخدامهم العنف المسلح، فتحدث المقال عن رغبة حسن البنا التي أبداها في إنشاء أذرع للدفاع عن التنظيم وتحقيق أهدافه فأسس «الجوالة»، وانضم إليها حوالي 45 ألف كشاف يتم تدريبهم عسكريًّا، وذلك بالمخالفة للقانون المصري لسنة 1938م الذي يحظر إنشاء كيانات شبه عسكرية.


وأضاف المقال أنه في عام 1940م شكلت جماعة الإخوان الإرهابية جناحها السري المعروف باسم «الجهاد الخاص» أو «الجهاز السري»، وكانت المهمة الأساسية لهذه الوحدة وفقًا لمحمد مهدي عاكف هي تدريب مجموعة مختارة من أفراد الجماعة للقيام بمهام خاصة، والتدريب على العمليات العسكرية ضد العدو الخارجي.


وكان الهدف المعلن وراء إنشاء الجهاز السري هو محاربة البريطانيين واليهود، إلا أن الواقع أثبت أن تشكيله جاء لحماية الجماعة وتخويف خصومها ومنع الانشقاق فيها. وتحت قيادة السندي، شن الجناح العسكري لجماعة الإخوان حملة من الاغتيالات ضد الشخصيات السياسية والصحفيين والكتاب.



«مرصد الإفتاء» يواصل

أوضاع حديثه


كما تناول العدد الأوضاع الحديثة لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي سعت إلى اختطاف مكاسب ثورة 25 يناير بعد عام 2011، لم يدخروا أي جهد للتسلل إلى مؤسسات الدولة للاستيلاء على السلطة عن طريق الاحتيال والخداع الانتخابي.


وعندما فازوا في نهاية المطاف بالانتخابات الرئاسية، أكد مكتب الإرشاد التابع لجماعة الإخوان سلطته من خلال اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية التي عزلت الناس تمامًا، ودفعتهم إلى القيام بثورة ثانية ناجحة ضد جماعة الإخوان الحاكمة ومكتب الإرشاد التابع لها.


وأشار المقال إلى أن جماعة الإخوان حاولت استعادة حكمهم وإعادة محمد مرسي، رجلهم في السلطة، عن طريق إثارة الفوضى والعنف والإرهاب، وظهرت في نهاية المطاف العديد من الحركات المتطرفة والإرهابية كفروع للإخوان الإرهابية، ومن بينها حركة «لواء الثورة» عام 2016 التي قامت بعدد من العلميات الإرهابية الانتقامية منها اغتيال العميد عادل رجائي، قائد الفرقة 9 مدرعات بدهشور، ومحاولة تفجير مركز تدريب للشرطة في مدينة طنطا.


كما تحدث المقال عن «حركة حسم» إحدى الأذرع الإرهابية لجماعة الإخوان التي ظهرت عام 2014 وقامت باستهداف عدد من قوات الأمن والشخصيات العامة والقضائية، ومنها محاولة الاغتيال الفاشلة لفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق عام 2016، ومساعد النائب العام زكريا عبد العزيز في العام نفسه.



 مستشار مفتي الجمهور
مستشار مفتي الجمهور الدكتور إبراهيم نجم

الإخوان وعلاقتهم بداعش والقاعدة


وحول هذا الإصدار، صرح مستشار مفتي الجمهور الدكتور إبراهيم نجم بأن هذا العدد يفضح جماعة الإخوان الإرهابية، ويكشف عن منهجها المتطرف منذ نشأتها، وارتباطها بالتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، وهو ما تم توضيحه في عدة مقالات باللغة الإنجليزية تضمنها العدد، من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح وإظهار الحقيقة أمام وسائل الإعلام الأجنبية حتى لا تنخدع بهم.

"