ad a b
ad ad ad

«الدراسات الأمنية»: الإرهاب يتمدد في أفريقيا.. ولابد من استراتيجية جديدة لمواجهته

الجمعة 14/يونيو/2019 - 07:22 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

قال معهد الدراسات الأمنية إن التنظيمات الإرهابية تشن هجماتها في مناطق جديدة- شمال موزمبيق، وبوركينا فاسو- خارج المعاقل القديمة للجماعات الإرهابية، مضيفًا أنه ينبغي التفكير في استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب.


وأشار المعهد- الذي يتخذ من جنوب أفريقيا مقرًّا له، ويعمل على دراسة الأوضاع الأمنية في القارة السمراء- إلى أن الإرهاب والتطرف له العديد من الجذور في القارة بأسرها، وهو ما يعقد إجراءات مكافحته، ويتطلب إعادة التفكير في الاستراتيجيات المستخدمة.


واعتمدت القوات النظامية في القارة الأفريقية على إطلاق عمليات أمنية كبيرة ضد الجماعات الإرهابية، لكن تلك العمليات افتقدت إلى مبادرات لتوطيد العلاقات مع السكان المحليين، وضمان استقرار الأوضاع بعد العمليات الأمنية.


وألمح معهد الدراسات الأمنية إلى أن هناك عددًا من القوات المشاركة في أعمال مكافحة الإرهاب، منها بعثة قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم»، بالإضافة لقوات الـG-5 المكونة من تحالف لعدد من الدول والعاملة، في مواجهة الجماعات الإرهابية في الساحل والصحراء.


وركزت جهود قوات الاتحاد الأفريقي على استعادة السيطرة على المدن الحضارية، بينما سمحت تلك التكتيكات للإرهابين بالتمدد في الريف، وهذا ما يعطي فرصة للجماعات الإرهابية لاستغلال تلك المساحات، والعودة من جديد.


وتعتمد الجماعات الإرهابية مثل داعش في غرب أفريقيا والشباب المجاهدين على القوة لإخضاع السكان المدنيين، بالإضافة لاستفادتهم من المدنيين في عمليات التجنيد، والتمويل عن طريق النظام الضريبي المفروض من قبل هذه الجماعات.


وحتى الآن لا تزال قوات الاتحاد الأفريقي تواجه مشكلة في القضاء على الجماعات الإرهابية في الأماكن الأقل كثافة سكانية، وتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في تلك المناطق.


ويوضح المعهد أن الاستراتيجية الحالية لمكافحة الإرهاب، والتي تتبعها قوات الاتحاد الأفريقي، يجب أن يتم إعادة التفكير فيها، مؤكدًا أنه ينبغي اتباع ميكانزمات أفضل للتنسيق بين الأماكن الحضرية والريفية؛ لضمان القضاء على الإرهاب.


ويعتبر المعهد أنه ينبغي إعادة النظر للجماعات الإرهابية من زاوية مختلفة، ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة للتفاوض، وإقناعها بترك العمل المسلح، مدللًا على ذلك بأن حركة الشباب تقدم خدمات للمدنيين، بينما تسعى داعش في غرب أفريقيا لفعل الأمر ذاته في محيط بحيرة تشاد.


ويؤكد المعهد أنه يمكن التفاوض مع الجماعات الإرهابية إذا كان الأمر يتعلق بالحصول على السلطة، تمامًا كما حدث في المفاوضات بين حركة طالبان الأفغانية والحكومة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.


وفى السياق ذاته، اعتبر معهد الدراسات الأمنية أن الجماعات الإرهابية تحمل بذور نهايتها في داخلها، لافتًا إلى أن جماعة مثل بوكوحرام بقيادة أبوبكر شيكاو، سعت لتقديم نفسها كمدافع عن المسلمين لكنها فقدت مصداقيتها عندما استهدفت المدنيين منهم، وأدى ذلك إلى انشقاق في صفوف الحركة، كما تجنبت حركة الشباب الإعلان عن تبنيها هجمات إرهابية أوقعت خسائر في صفوف المدنيين.


وشدد المعهد على ضرورة تغيير الاستراتيجيات المتبعة لمواجهة الإرهاب في دول القارة السمراء، مؤكدًا أنه لا يوجد منهج موحد لتطبيقه في كل الدول، لكن ينبغي على كل دولة مراعاة ظروفها وطبيعة بيئتها.

"