سريلانكا المأزومة.. توتر سياسي لتورط مسؤولين في علاقات إرهابية
الثلاثاء 04/يونيو/2019 - 05:29 م
أحمد لملوم
تعيش سريلانكا وضع سياسي مضطرب منذ تفجيرات اعتداءات أحد الفصح الدامي، والتي أوقعت 258 قتيلًا في البلد ذي الغالبية البوذية، وبات المشهد هناك أكثر تعقيدًا مع تقديم تسعة مسؤولين مسلمين في الحكومة السريلانكية استقالتهم؛ بسبب هجمات كراهية واسعة شنت ضد المسلمين في البلاد.
وكان الراهب البوذي اثورالي راتانا، عضو البرلمان ويدعم الرئيس مايثريبالا سيريسينا قد طالب بإقالة ثلاثة من كبار المسؤولين المسلمين هذا الأسبوع، وهو ما رأه المسؤولون التسعة تعنت غير مبرر ضد أبناء الطائفة.
تحقيقات مستقلة
وقدم المسؤولون التسعة المنتمون إلى تيارات وأحزاب مسلمة ورئيسية استقالتهم قائلين: إنهم يتخلون عن مناصبهم لضمان إجراء تحقيقات مستقلة في اعتداءات الفصح، وتضم القائمة وزير التجارة رشاد بديع الدين الذي طالب الراهب راتانا باستقالته.
ويشكل المسلمون في سريلانكا نحو 10 بالمئة من سكان البلاد البالغ عددهم 21 مليون نسمة، ويرى المسلمون أنفسهم أصبحوا ضحايا للعنف والمضايقات وخطاب الكراهية منذ اعتداءات عيد الفصح، عندما تعرضت ثلاث كنائس في كولومبو وخارجها وثلاثة فنادق فاخرة لهجمات منسقة نسبتها السلطات الى متشددين محليين وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن هذه الاعتداءات التي لم تعرف لها البلد مثيلًا وأسفرت عن مقتل 258 شخصًا بينهم 58 أجنبيًّا.
شراف رئاسي وتوقيف مشتبهين
ويشرف الرئيس مايتريبالا سيريسينا على قوات الأمن وبعد فترة وجيزة من التفجيرات، قال رئيس الوزراء، رانيل ويكريمسينجه: إن تحذير استخباراتي هندي بشأن الهجمات لم تتم مشاركته معه، وينتمي كل منهم إلى حزبين سياسيين مختلفين وبينهما علاقة عداء، فكل منها يحاول أن يقوض الآخر؛ ما تسبب بفجوة في الاتصالات في قلب الحكومة.
وأعلنت الحكومة عقب الاعتداءات توقيف 100 شخص مرتبطين بـ«جماعة التوحيد الوطنية» الإرهابية، كما حظرت السلطات هذه الجماعة إضافةً إلى مجموعة أخرى منشقة عنها تدعى «جماعة ملة إبراهيم».
إرهاب في اتجاهين مضادين
وفي أعقاب الاعتداءات، اندلعت أعمال شغب ضد المسلمين في عدة بلدات شمال العاصمة قتل فيها رجل مسلم وتم تخريب مساجد ومئات المنازل والمتاجر المملوكة للمسلمين، وفي مارس 2018، قُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب أكثر من 20 آخرين في أحداث شغب ضد المسلمين استمرت أسبوعًا، كما فرضت السلطات حال الطوارئ منذ اعتداءات عيد الفصح وتم نشر قوات الجيش والشرطة لاعتقال المشتبه بضلوعهم في الهجمات الدامية.
يذكر أن في منتصف شهر يناير الماضي عثرت الشرطة السريلانكية على 100 كجم من المتفجرات و100 مُفجر، كانت مخبأة في مزرعة لثمار جوز الهند في منطقة برية نائية بمدينة بوتالام على الساحل الغربي للبلاد.
وكانت الشرطة تحقق آنَذاك في هجمات محتملة على تماثيل لبوذا من قبل متطرفين إسلامويين، وخلال عمليات البحث والتحقيق تم القبض على أربعة رجال قالت الشرطة: إنهم أعضاء في «مجموعة إسلاموية متطرفة» تم تشكيلها مؤخرًا.
لم تكن هذا الواقعة حادثًا معزولًا، بل واحدة من عدة حوادث مشابهة في الأشهر التي سبقت التفجيرات، التي كان من المفترض أن تدق نواقيس الخطر بالنسبة لقوات الأمن في البلاد، خاصةً بالنظر إلى التقارير التي تفيد بأن العديد من السيريلانكيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش في سوريا عادوا إلى البلاد.
كما أصبح معروفًا أن سلسلة التفجيرات التي وقعت يوم أحد الفصح قد حدثت على الرغم من التحذيرات المتكررة بشأن هجمات محتملة من أجهزة المخابرات في الهند، المتاخمة لسيريلانكا والولايات المتحدة.
وأدركت الشرطة فقط بعد وقوع التفجيرات، أنه كانت هناك صلات تربط اثنين من المقبوض عليهم في واقعة مدينة بوتالام يناير الماضي وزهران هاشم الرأس المدبر لهجمات أحد الفصح.





