أسر ضحايا الإرهاب يوجهون سهام الانتقادات للحكومة البريطانية
الخميس 06/يونيو/2019 - 11:15 ص
بريطانيا
أحمد لملوم
شكا عدد من أهالي ضحايا الهجمات الإرهابية في بريطانيا من تعامل الحكومة معهم، خاصة وزارة الخارجية، مؤكدين أن موظفي الوزارة يفتقدون الاحترافية في التواصل.
وكان تقريرٌ صادرٌ من منظمة تهتم بشؤون أسر الضحايا تدعى «ناجون ضد الإرهاب»، أظهر أن موظفي وزارة الخارجية الذين يتعاملون مع أسر الضحايا يفتقدون للاحترافية وضعف في قنوات الاتصال بهم.
وقالت جو بيري، عضو المنظمة، ــــ فقدت والدها في تفجير فندق برايتون عام 1984 ـــــ: إن وزارة الخارجية فشلت في توفير الدعم الذي يتوقع منها وما يستحقه الناجون، سواء في الهجمات الإرهابية القديمة مثل الهجوم، الذي وقع في مدينة بالي الهندية عام 2002، إلى الأحدث منها مثل هجوم مدينة سوسة التونسية عام 2015.
وأضافت بيري في لقاء صحفي معها: «هناك معاملة غير مهنية، ونقص في قدرات الموظفين، وحتى أن بعض العائلات قيل لها إن أحباءهم قد بقوا على قيد الحياة، لكن في الواقع كانوا قد لقوا حتفهم، ولابد أن تستمع وزارة الخارجية إلى أصوات الناجين وأن تعيد النظر في نهجها تجاه الحوادث، وبخاصة الإرهابية».
وفي تفجير مدينة بالي الهندية عام 2002، قتل نيل ابن ماجي ستيفنز، التي تقول: «كان هناك أفراد في الوزارة جيدين ومهتمين؛ لكن أسلوب التعامل التنظيمي معنا كان ضعيفًا، كنا لا نعرف كيف وأين نسأل، شعرت أني معزولة جدًا، كنت أنتظر على الخط الساخن لساعات دون رد من موظفي الوزارة».
واستغرق السماح للأسرة بجلب جثة ابنها، نيل إلى المنزل نحو شهرين، ووصفت «ستيفنز» هذا الأمر بالصادم، مضيفةً أنها تقوم في الفترة الحالية بالتواصل مع أسر ضحايا هجمات إرهابية وقعت مؤخرًا، لكن بحسب وصفها الأمور لم تختلف بشكل كبير.
والتقى موظفو منظمة «ناجون من الإرهاب» بنحو 270 بريطانيًّا تضرروا من العمليات الإرهابية، وكان أكثر من 49 في المائة من الذين تضرروا من عمليات إرهابية نفذت خارج بريطانيا، وصفوا الدعم الذي تلقوه من حكومة البلد الذي وقع فيه الهجوم على أنه ضعيف أو غير كافٍ.
وفي كلمته خلال افتتاح نصب تذكاري لتخليد ذكرى البريطانيين الذين قتلوا في هجمات إرهابية، قال الأمير هاري، دوق ساسيكس: «في ذكرى جميع الذين فقدوا أرواحهم، وللأسر التي تغيرت حياتهم إلى الأبد بسبب ما حدث، أود أن أعرب عن كامل احترامنا لكم، ونكرس لكم هذا النصب ليخلد ذكرى أحبائكم الذين فقدتهم».
وصمم هذا النصب التذكاري الذي يوجد في منتزه كانون هيل بارك جنوب مدينة برمنجهام البريطانية، عددٌ من مهندسي شركة جورج كينج، ويتكون من منحوتة مركزية وحولها 31 قطرا يتموج بشكل منفصل، يمثل كل قطر منها واحد من المواطنين البريطانيين الذين قُتِلُوا في هجوم متحف باردو ومدينة سوسة في تونس عام 2015.
وانتقد أفراد الأسر عدم وجود دعمٍ كافٍ من قبل الحكومة لهم، وأكد بعضهم أن هناك ازدواجية بين أسلوب التعامل معهم والطريقة التي تحاول الحكومة إظهار نفسها بها أمام الإعلام في تعاملها مع أسر ضحايا الهجمات الإرهابيَّة، كما قال نحو 46 % من أسر الضحايا ممن أجريت معهم المنظمة مقابلات إن دعم الذي تلقوه كان ضعيفًا، وهو أمر يتطلب ضرورة إجراء إصلاحات جدية لطريقة التعامل مع ضحايا العمليات الإرهابية.





