القصة الكاملة لوصول «عشماوي» إلى قبضة العدالة المصرية
جاء تسلم السلطات المصرية أمس الثلاثاء، الإرهابي هشام عشماوي، من الجيش الوطني الليبي، تتويجًا للجهود التي بذلتها مصر في محاربة الإرهاب داخل الدولة الليبية.
وأتى تسليم عشماوي بعد زيارة قام بها اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات
العامة المصرية، إلى ليبيا، التقى خلالها المشير خليفة حفتر.
تحية إجلال من الرئيس
وعلق الرئيس السيسي على الواقعة، قائلًا: «تحية إجلال وتقدير وتعظيم لرجال مصر البواسل الذين كانوا دائمًا صقورًا تنقضّ على كل من تسوّل له نفسه إرهاب المصريين، فهؤلاء الأبطال لا يخافون في الحق لومة لائم، وقد أقسموا على حفظ الوطن وسلامة أراضيه».
وقال الرئيس السيسي عبر حسابه على «فيسبوك»: «تحيةً وسلامًا على مَن كان الدرع وقت الدفاع وكان السيف وقت الهجوم، وأؤكد أن الحرب ضد الإرهاب لم تنتهِ ولن تنتهيَ قبل أن نسترجعَ حق كل شهيد مات فداءً لأجل الوطن. عاشت مصر برجالها».
لقاءات الدعم والتنسيق
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، قد أعلنت إلقاء القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي في 8 أكتوبر الماضي، خلال عملية أمنية في مدينة درنة.
والتقى قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، باللواء كامل في بنغازي وتم أثر الاجتماع تسليم الإرهابي هشام عشماوي الذي ترأس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة ونفذ عددًا من العمليات الإرهابية الدامية بليبيا ومصر، وجرى اللقاء «في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا، وضمن التعاون المشترك مع جمهورية مصر العربية الشقيقة»، وفق ما ذكر مكتب حفتر في بيانٍ.
وأعلنت القاهرة أكثر من مرة دعمها لـ«الجيش الوطني الليبي»، بقيادة المشير خليفة حفتر
ففي فبراير 2015 وجه الجيش المصري ضربة جوية «مركزة» ضد أهداف لتنظيم داعش في ليبيا، ردًّا على ذبح التنظيم 21 مواطنًا مصريًّا، وآنذاك، أعلنت مصر أن الضربة تمت بالتعاون مع قوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر.
وفي 3 نوفمبر 2016، أكد وزير الخارجية سامح شكري أن القاهرة «تدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر بكل ما يحمله من شرعية؛ لاستعادة الاستقرار في البلاد».
وصرّح أمين مجلس الأمن القومي المصري، خالد البقلي، في مارس 2017، بأن القاهرة "تدرب عناصر من الجيش الوطني الليبي .
وفي وقت سابق من الشهر الجاري استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، المشير خليفة حفتر. وأكد دعم مصر للجيش الليبي في حربه ضد الميليشيات لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا.
وأكد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي اطلع من المشير حفتر على مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، مؤكدًا دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وكذلك دور المؤسسة العسكرية الليبية لاستعادة مقومات الشرعية.
وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكتوبر الماضي، عن الإرهابي هشام عشماوي، في أعقاب إعلان الجيش الوطني الليبي إلقاء القبض عليه، خلال عملية أمنية في مدينة درنة، وقال الرئيس في كلمته بالندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة بالحرف الواحد: «عايزينه عشان نحاسبه».
و«عشماوي» متورط- عبر تنظيمه الإرهابي المسمى المرابطون- في عدد من العمليات الإرهابية، أبرزها محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، وكذلك اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والإعداد لاستهداف الكتيبة «101 حرس حدود»، واستهداف مديرية أمن الدقهلية، والهجوم على حافلات الأقباط بالمنيا والذي أسفر عن استشهاد 29 شخصًا، والهجوم على مأمورية الأمن الوطني بالواحات والتي راح ضحيتها 16 شهيدًا.
مصر في كتف جارتها ليبيا
من جهته قال سامح عيد الباحث في شؤون الحركات الإرهابية في تصريحات لـ«المرجع»: إن مصر لم تساعد الجيش الليبي مساعدات مخابراتية كبيرة وحسب، بل خطت خطوات تنفيذية في سبيل الحفاظ على أمنها الغربي على الحدود مع الجارة ليبيا، واستطعنا ردّ هذا العدوان ومساعدة الجيش الليبي؛ لأنها مسألة أمن قومي بالنسبة لمصر والقاهرة لن تسمح أن تتحولَ الصحراء الغربية لبؤرة جديدة للإرهاب.
وأضاف الباحث في شؤون الحركات الإرهابية، أن هذه العملية أحبطت معنويات الجماعات الإرهابية، وأربكت حسابات ومخططات الدول الداعمة للإرهاب كقطر وتركيا المتورطتين في تمويل ودعم وتسليح الميليشيات في ليبيا، وكأن مصر -بتلك العملية- قد أرسلت رسالة تحذيرية لكل من تسول له نفسه العبث في أمن مصر القومي، وكأنها تقول لقطر وتركيا: انتظرونا في العمليات القادمة.





