بذور التنظيم مازالت قائمة.. لماذا تستمر تهديدات «داعش» للعراق؟
الأربعاء 29/مايو/2019 - 02:10 م
شيماء حفظي
مازالت إمكانية هواجس عودة تنظيم «داعش» الإرهابي للتمركز في العراق، تمثل مصدر قلق للدولة التي انتهت مؤخرًا من عناصر التنظيم وتحاول بناء مؤسساتها مرة أخرى، وكذلك للعالم الذي يتطلع إلى هزيمة نهائية للتنظيم.
ويقول أحد القادة المحليين في محافظة الأنبار العراقية: «في الليل يهاجموننا»؛ وذلك في
إشارة لعودة تنظيم داعش إلى هذه المنطقة الصحراوية، مشيرًا إلى أن الأرض القاحلة المتاخمة
لمجموعة صغيرة من المنازل التي تشكل القرية ومنزلًا قريبًا، بحسب ما نقلته مجلة
فورين بوليسي.
وقال التقرير: إنه يبدو أن «داعش» يعود إلى التمرد في العراق أو يحاول ذلك، منذ سقوط آخر معاقله في الباغوز شرقى سوريا، مارس الماضي، ويُشتبه في أن ما لا يقل عن ألف مسلح عبروا الحدود إلى
العراق.
أبو بكر البغدادي
ويُعتقد أن أبا بكر البغدادي، زعيم التنظيم، كان في الأنبار ذات الغالبية السنية عندما بث أول إصدار مرئي له منذ خمس سنوات أواخر أبريل الماضي؛ حيث يعيش العديد من المتشددين في شبكات أنفاق بناها التنظيم وهم يخزنون المواد الغذائية والملابس اللازمة، ويعملون في خلايا من خمسة إلى عشرة أشخاص.
وبينما تم القضاء على «داعش» إلى حدٍّ كبيرٍ لا تزال جيوب المنظمة نشطة وتهدد المناطق النائية في العراق.
وبحسب تقرير صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية، فقد تكون المراكز المدنية مثل بغداد آمنة، ولكن طالما كانت المحافظات في خطر ، فإن البذور التي سمحت للتنظيم بالتجذر ستظل قائمة.
مايكل نايتس
وقال مايكل نايتس، زميل بارز متخصص في الأمن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، للصحيفة: إنه على الرغم من جهود تنظيم داعش لإعادة تأكيد تأثيره في العراق: «لقد رأينا القوات الخاصة الأمريكية والعراقية تسارع بشكل كبير في نموذج عملياتها، بما في ذلك العمليات في الليل. لقد رأينا أيضًا زيادة عدد قوات الأمن العراقية ويمكنك أن ترى أن ذلك كان له تأثير إيجابي».
وعلى الرغم من القلق الحالي لكن حكومة بغداد لديها أمر واحد مختلف تمامًا عن آخر مرة: الكثير من العراقيين عانوا عن كثب ما يشبه تنظيم داعش حقًا وهم يخشونه ويكرهونه.
ويقول منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دي كيرتشوف، إن نحو 45 ألف طفل، ولدوا في العراق لكنهم حرموا من الجنسية؛ لأنهم كانوا في مناطق «داعش» عرضة لأن يصبحوا الجيل القادم من الانتحاريين.
ويرى «كيرتشوف» أن هذا الأمر يمثل «قنبلة موقوتة»، وأنه يشكل أمرًا رئيسيًّا لتجنب المزيد من الهجمات الإرهابية في أوروبا.
وطرحت قضية 45 ألف طفل من عديمي الجنسية في تقرير صادر عن المجلس النرويجي للاجئين، الذي توقع أن يرتفع العدد في غضون أيام قليلة مع عودة أكثر من 30 ألف عراقي من المخيمات في سوريا، 90% منهم زوجات وأطفال مشتبه في ارتباطهم بعناصر بالتنظيم.





