ad a b
ad ad ad

بعد «الهند وباكستان».. لماذا يعلن «داعش» عن فروع جديدة؟

السبت 18/مايو/2019 - 10:23 ص
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

في العاشر من مايو الجاري، أعلن تنظيم داعش الإرهابي تأسيس ما يسمى بـ«ولاية الهند»، ولم يكد يمضى أسبوع على هذه الخطوة، حتى ظهر فرع جديد باسم «ولاية باكستان».


أيام قليلة فقط، فصلت بين التمدد الداعشي في شبه القارة الهندية، والذي بدأ بالهجمات الدامية داخل سيرلانكا، والتي قادتها عناصر إرهابية أجنبية في القارة الصفراء، ومرورًا بإعلان فرعين جدد للتنظيم الإرهابي في فترة وجيزة.


بعد «الهند وباكستان»..

«البغدادي» أعطى إشارة البدء


أواخر الشهر الماضي، خرج زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في فيديو جديد بعنوان في ضيافة أمير المؤمنين، بثته مؤسسة الفرقان التابعة لما يعرف بديوان الإعلام المركزي، ليعلن فيه أنه مستمر في قيادة فلول داعش وخلاياه، وأن التنظيم لم ينتهِ بعد.


في ثنايا حديثه، قال البغدادي: إن المعركة مع الأعداء حاليًّا هي معركة استنزاف، في جميع المقدرات البشرية، والعسكرية واللوجستية، ضمن استراتيجية «المطاولة والاستنزاف» التي يتبناها التنظيم حاليًّا.


وأعلن زعيم التنظيم قبول ما سماه ببيعات جماعات إرهابية في وسط أفريقيا، وخراسان، داعيًا إياهم لمواصلة العمل الإرهابي، ودعم الخلايا الداعشية هناك.


«جنود الخلافة» رجال داعش الجدد


حديث البغدادي عن انضمام جماعات جديدة فيما يُسمَّى بـ«خراسان»، يعيدنا للعام 2018 وبالتحديد في يونيو ويوليو الماضيين، إذ أعلن تنظيم داعش تنفيذ هجمات متفرقة ضد قوات الجيش الهندي في إقليم كشمير المتنازع عليه.


وفي الـ22 من يوليو، بثت مؤسسة البرهان التابعة لعناصر التنظيم الإرهابي في كشمير، كلمة صوتية يعلن فيها أحمد صوفي أكا، المعروف بأنه زعيم التنظيم الإرهابي في الهند، البيعة للبغدادي، ومنذ ذلك الحين دأب داعش على تبني العمليات التي تنفذها تلك الجماعات لكن تحت مظلة ما يسمى بـ«ولاية خراسان - قاطع كشمير».


بعد «الهند وباكستان»..

إعادة الهيكلة


بعد الهزائم المتكررة التي تلقاها تنظيم داعش، ومقتل كبار قادته فيما يسمى بـ«خراسان»، أعاد «البغدادي» هيكلة أفرع التنظيم «ولاياته» عبر ما يعرف بإدارة الولايات البعيدة.


ركزت حملة البغدادي التي بدأت في أواخر صيف 2017 على دمج مجموعات داعشية، ورسم إطار عمل جديد للإرهابيين، وانتهاج أسلوب مغاير وفقًا لطبيعة التواجد داخل المناطق المختلفة.


وأسفرت تلك الحملة، مؤخرًا، عن إعلان فرعين جديدين للتنظيم الإرهابي في الهند وباكستان.


الحرب الطويلة


كان هدف قادة داعش من إنشاء «الولايات البعيدة»، تخفيف الضغط على المعاقل الرئيسية في سوريا والعراق، ونقل المعارك إلى ساحات جديدة عبر استغلال المظلومية التاريخية في تلك البلدان، وهو ما عبر عنه المتحدث السابق باسم التنظيم أبومحمد العدناني، الذي أشرف على خلايا التنظيم الخارجية لفترة.


كان «العدناني» هو المخطط لهجمات باريس الإرهابية في عام 2015، بعد أن أطلق دعوات لخلايا التنظيم في أنحاء العالم لنشر الرعب، ردًا على تشكيل التحالف الدولي لحرب التنظيم.


وعقب خسارة التنظيم لعدد من المدن في 2016، خرج المتحدث السابق باسم داعش، ليعلن أن العمل الإرهابي سيتواصل حتى لو خسر جميع مناطق سيطرته، لكن موجة الإرهاب الجديدة ستكون أكبر.


وبعد تضييق الخناق على آخر جيوب التنظيم في الباغوز، توعد التنظيم عبر صحيفة النبأ الداعشية بنشر موجة جديدة من الإرهاب، لإقناع العالم بأن ترك التنظيم داخل سوريا والعراق كان أفضل من القضاء عليه.


بعد «الهند وباكستان»..

الخلايا الداعشية.. جمر تحت الرماد


يكشف إعلان التنظيم عن تشكيل أفرع جديدة في مناطق بعيدة عنه، عن وجود آلاف الداوعش الذين يتحركون بحرية كبيرة، ويخططون لإعادة السيطرة على المعاقل السابقة.


وبحسب التقرير ربع السنوي الذي تصدره وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، فإن التنظيم انزوى داخل سوريا والعراق، وبدأ في العمل ضمن خلايا متفرقة لإعادة بناء نفسه، من جديد.


بينما اعتبر  أبوالحسن المهاجر المتحدث باسم التنظيم في كلمة سابقة له بعنوان «صدق الله فصدقه» أن داعش استعد لحرب طويلة عبر خلايا وكتائب كاملة مكونة من آلالاف المقاتلين، واصفًا ما تبقى من عناصر التنظيم بأنهم «ألوف في أثرها ألوف».


ويشير تقرير البنتاجون الذي أعده المراقب العام لوزارة الدفاع أن التنظيم لايزال ينشط داخل سوريا والعراق، فيما تراجعت جهود مكافحته عقب السيطرة على معقله الأخير في الباغوز، لتعقيدات عدة، وهو ما يهدد بعودة التنظيم من جديد.

"