بعد اتجاه البرلمان الفرنسي تصنيف الإخوان إرهابية.. (سيمو) جهود متوازية وتجربة نجاح رائدة
يتجه البرلمان الفرنسي بشكل فعلى إلى تصنيف الإخوان
كجماعة إرهابية، حيث وقّع أكثر من 50 من النواب الفرنسيين عن الحزب الجمهورى، ورئيس
منطقة باكا، رينو موسيلير، على رسالة مفتوحة دعوا فيها الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون،
إلى مواجهة التطرف من خلال "إعلان الإخوان كمنظمة إرهابية"، وحل المنظمات
المرتبطة بهم، وهذا بعد أسبوع واحد من مطالبة المتحدثة باسم حزب الجمهورى اليمينى المعارض
فى فرنسا، ليديا جيرو، لماكرون بتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى، لتزداد الأزمات التى
تعانى منها الجماعة، خاصة أنها تأتى فى وقت تسعى فيه الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيفها
أيضاً إرهابية.
تأتى هذه الخطوة لتؤكد على تلك الجهود المستمرة
المتوازية، والتجربة الناجحة الرائدة لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس (سيمو)، الذي
وضع على كاهله منذ تم إنشائه على يد البرلماني وخبير الحركات الإسلامية عبد الرحيم
علي مواجهة جملة من التحديات، لعل أهمها ما يتعلق بمدى القدرة على التصدي للإرهاب وزحف
أفكار التطرف والتعصب الأعمى، الذي تنشره جماعات الإسلام الحركي في العالم أجمع بشكل
مُنَظَّم ومُمَوَّل ومُخَطَّط ودقيق، بادئاً تلك الجهود من فرنسا، ثم متوسعاً في أوربا
حين أنشأ مكتباً للمركز في ألمانيا، لينتقل إلى عواصم أوربية أخرى، من أجل خلق وسيلة
جديدة للتواصل بين الشرق والغرب، ولمحاربة الإرهاب والإخوان في مواطن بكر لم يواجهها
فيها أحد.
يقول عبدالرحيم علي: إنه قابل أغلب نواب البرلمان
الفرنسي وعقد أكثر من 10 ندوات في قلب فرنسا، وإن الطلب الذي تقدم به النواب الفرنسيون
يأتي نتيجة هذه الجهود التي قام بها هو ومركزه، فقد كان من الضرورى أن ينأتى هنا إلى
باريس لكى نسمعهم صوتنا ولكى نسمح للآخرين بالتعرف على تجربتنا والاستماع لنا والمشاركة
فى الحوارات والنقاشات التى تدور، والتعاون مع العديد من الخبراء كرولان جاكار وريشار
لابيفيير ويان هاميل، وغيرهم.. لقد كان من المهم أن نفهم الآخرين وجهة نظرنا ونشرح
لهم تجربتنا وأيضا آرائنا الحقيقية.
واصل المفكر المصرى عبد الرحيم على حديثه قائلاً:
"من وجهة نظرنا الإسلام ليس الإخوان ولا يمثلونه فهم لا يظهرون إلا الجانب الخاطيء
والمظلم من الفكر الإسلامى، وهذا الجانب لا يعبر عن أفكار وتوجهات ووجهة نظر جموع المسلمين..
فنحن نحترم المرأة ونؤمن بالديمقراطية والتداول السلمى للسلطة، ونحترم الفن أيضاً،
ونحن مهتمون للغاية بالتبادل الثقافى بين الحضارات، وهل تتذكرون ما حدث خلال القرون
الماضية؛ قامت الحضارة العربية وكبار الفلاسفة العرب بخلق جسور وقنوات تواصل قوية مع
الغرب وذلك على النقيض تماما مما يفعله الإخوان المسلمون فهم يرون أن الحضارة الغربية
هى الشيطان ويجب أن تعود تحت سلطة الحضارة الإسلامية".
(سيمو) نموذج يحتذى به
تعد تجربة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس في التصدي
لظاهرة الإرهاب بأوربا نموذجا يحتذى به، فحين انكسرت شوكة تلك الحركات في دول عديدة
بالعالم العربي في السنوات الأخيرة، كمصر والإمارات والسعودية والكويت والبحرين وغيرها
من البلدان- جعلها تتطلع لغزو أوروبا؛ أملًا في إيجاد أرضية سانحة للانتشار والتمدد
ونشر أفكارها بشكل واسع، عبر تكثيف عمليات التجنيد للجيل الثاني من المهاجرين، ويساعدها
في ذلك تمويل سخي تتلقاه من دول عدة لها مصلحة في انتشار وقوة هذه التنظيمات في أوروبا
كقطر وتركيا وإيران، ومن هنا جاءت أهمية الوجود للمركز، الذي وضع نصب عينيه في البداية
هو تصحيح تلك الأفكار المغلوطة حول تلك الجماعات في الغرب، باعتبارها مؤسسات ديمقراطية
تم اضطهادها في بلادها بواسطة حكومات ديكتاتورية، وهو ما ساعدها كثيرًا في التغلغل
في أوروبا.
كان ما يتعلق بقضايا تيار الإسلام الحركي وقضايا
الإرهاب في حاجة ملحة، أكثر من أي قضية أخرى، لجهد ملموس وحقيقي في مجال المعلومات،
يحرص على استكمال ما هو غير متاح، ويعالج ما هو متوفر، وبخاصة بعد أن أصبحت تلك القضايا
تقض مضاجع الجميع في الشرق والغرب ليس فقط عبر عمليات إرهابية تحصد أرواح الأبرياء
بلا تمييز، ولكن عبر نشر أفكار تحاول تغيير العالم نحو الأسوأ، خاصة فيما يتعلق بحرية
الرأي والتعبير وحرية العقيدة، والموقف من المرأة والفن وقضايا الديمقراطية، والتداول
السلمي للسلطة والنظرة إلى الآخر، المختلف في العقيدة أو المذهب، ومن هنا جاء سيمو
ليضع لبنة الأساس في بناء المواجهة.
يقول عبدالرحيم علي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام
عربية: أنا عايشت تلك التنظيمات، وعاينت أفكارها بدقة واشتبكت معها ومع قادتها وكوادرها
ومناصريها في سجالات عديدة، لم يستطيعوا خلالها الثبات دقيقة واحدة، وقد تأكد لنا خلال
ثلث قرن من المتابعة الدقيقة لتلك الجماعات، أن امتلاك ناصية المعرفة هو الجسر القادر
على الوصول بنا نحو فهم صحيح لأفكار ومخططات تلك الجماعات، سواء في بلادنا العربية
والإسلامية أو في أوروبا وأمريكا، ذلك أن ندرة البيانات لم تعد مشكلتنا، مثلما كان
الحال في عصور سابقة، بل على العكس، فقد أصبحت الإشكالية المطروحة الآن هي فيض البيانات،
وهو ما يجعل الباحث عن الحقيقة، أو الراغب في بناء رؤية، يغرق في كم هائل من البيانات،
بعضها يناقض الآخر؛ ما يجعله فريسة سهلة للتشوش ما لم يمتلك القدرة المعرفية التي تؤهله
لفرز الغث من السمين.
وكان هذا المشروع، مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس،
ليصبح مركزًا مُتخصصًا في دراسات الإسلام الحركي وقضايا الإرهاب، حيث قام في البداية
بإنشاء موقع على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، تحت عنوان «المرجع» متخصص بأربع
لغات هي، العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية، وكذلك نشر كراسة شهرية بالأربع
لغات ذاتها، كما قام بنشر مجلة شهرية، وشارك في تحرير الموقع والمجلة والكراسة عدد
من الخبراء والمختصين بمجال دراسات الإسلام الحركي حول العالم، في مقدمتهم: الفرنسي
رولان جاكار والسويسريان ريشار لابيفيير ويان هامل، والجزائري عتمان تازغرت، والباحث
المصري عبدالرحيم علي، وكانت الكراسة الأخيرة (السلفية المدخلية في أوربا.. النمو الصامت)
التي كتبها الباحث ماهر فرغلي، وصلاح الدين حسن.
لقد كان مركز دراسات الشرق الأوسط في لقاءات كلها
التي عقدها ومؤتمراته يأمل أن يكون إضافة حقيقية لهذا الحقل من الدراسات، يقدم شيئًا
يساعد العالم على الفهم والتدبر، بعيدًا عن الرؤى المتخبطة والعشوائية والبعيدة عن
الدقة.
وخلال كلمته في ختام فعاليات الجلسة الثانية من
ندوة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، بعنوان «التحديَات الجديدة أمام مكافحة تمويل
الإرهاب»، المقامة بفندق نابليون بالضاحية الثامنة، على هامش انعقاد المؤتمر الفرنسي
لمكافحة تمويل الإرهاب، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي يستمر على مدى
يومي 26 و27 من الشهر الحالي.
استعرض الدكتور عبدالرحيم علي، جهود المركز وإصداراته
المختلفة وأعماله البحثية المتميزة في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، وحركات ما يُعرَف
بالإسلام الحركي.
وأكد أن «الْمَرْجِع» سيحتل المركز الأول عالميًّا
في دراسة ظواهر الإسلام الحركي، قائلاً: "لماذا ندع الغرب يفهموننا بشكل خاطئ
طوال الوقت؟، يجب معرفة كيف نشأت الحركات الإسلامية لدينا، وهل هي حركات ديمقراطية
تناضل من أجل الانسان، وبالتالي نقف جانبها ونجعلها تصل إلى السلطة، أم هي عكس ذلك
تماما.. نحن لسنا مؤسسة اجتماعية، ولكنها مؤسسة هادفة للربح، ونقدم دراسات سياسية وليست
اقتصادية، إضافة إلى العديد من الندوات والمؤتمرات والكتب المترجمة والمواقع الإلكترونية".
تابع عبدالرحيم علي، قائلا: "ذهبت إلى الناس في البرلمان الأوروبي
ومجلس الشيوخ والنادي الصحفي في باريس والأمم المتحدة، وقمنا بالعديد من المؤتمرات،
إضافة إلى فكرة الإفطار الأسبوعي في سيمو، وتواصلنا مع كثير من الصحفيين الفرنسيين،
وكل ما نريده هو الحوار المشترك على أرضية علمية لا علاقة لها بدول أو انجازات معينة،
مؤكداً، أن الهدف هو الوصول إلى وجهات نظر مشتركة، حول تلك الجماعات الإسلامية في المنطقة
العربية، ومعرفة أهدافها.
جهود في سماء أوربا
انطلق مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس عام
2017، ليكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب ، وكمؤسسة مستقلة تهدف لنشر رسالة سلام
بجميع اللغات من بلد يعد مهدًا لحضارة من أعرق الحضارات في تاريخ الإنسانية، وكانت
رسالته في أوروبا:
*إيصال وجهة نظر المعتدلة للإسلام.
*إيصال صوت الشرق والمسلمين لأوروبا.
* توضيح أن الإسلام ليس الإخوان المسلمين.
*خلق حلقة تواصل مستمر بين الديمقراطيين
في الشرق ونظرائهم في الغرب.
* التحدث مع الغرب باللغة التي يفهمونها.
* شرح وجهة نظرنا وشرح تجربتنا وأيضا آرائنا
الحقيقية
*توضيح مخاطر الإخوان على أوروبا والغرب.
*توضيح خطورة الجماعات الإرهابية وجماعات
العنف ، وليعرف الغرب المخاطر التي يمثلها عليه الإسلام السياسي والحركي، كما يساهم
المركز في دعم التبادل والتواصل بين الحضارات.
ويضم مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس في هيئته
الاستشارية كلا من رولان جاكار رئيس المرصد الدولي لمكافحة الإرهاب والخبير الاستراتيجي
في الإرهاب لدى مجلس الأمن، ريشار لابفيير الباحث والأخصائي في مجال الإرهاب مؤلف كتاب
"دولارات الرعب"، الباحث والكاتب عثمان تزغارت مؤلف كتاب "وصايا بن
لادن"، والمُختص بقضايا الإخوان في أوروبا الكاتب يان هامل.
أطلق مركز دراسات الشرق الأوسط من العاصمة الفرنسية
مشروع "المرجع" الدولي، الذي يضم شبكةً إخباريةً إلكترونية مُتخصّصة في دراسات
الإسلام السياسي بالفرنسية والعربية والإنجليزية والألمانية، لتزويد صانع القرار العربي
والأوروبي بما يلزم من معلومات موثقة لمواجهة الجماعات الإرهابية وحلفائها في العالم،
ومُحاصرة تحركاتها في الأوساط الدولية، وإطلاع الرأي العام الغربي والأمريكي على جرائمها
ومحاولاتها التأثير على تقاليد وقيم التسامح وحوار الحضارات.
ويتضمن المشروع كذلك إصدار العديد من الأبحاث والدراسات
التحليلية، منها مجلة "المرجع" التي تطبع وتوزع في لندن، ونيويورك، وباريس،
وهامبورغ، والقاهرة باللغات الأربع، وتشكل مرجعاً حقيقياً للباحثين في ظاهرة الإرهاب
على مستوى العالم في المستقبل القريب.
وعن أهمية المشروع يقول رئيسه الدكتور عبدالرحيم
علي، إن العالم يواجه اليوم جُملة من التحديات، أهمها القدرة على التصدي للإرهاب، وزحف
أفكار التَّطرف والتّعصب الأعمى الذي تنشره جماعات الإسلام الحركي في العالم بشكلٍ
مُنظم ومُمول ومُخطط ودقيق.
ومنذ إنشائه قام مركز دراسات الشرق الأوسط ، بإطلاق العديد من الأنشطة منها :
*الندوات والمؤتمرات
* إصدار الكتب والمجلات والكراسات.
*تنظيم عدد من الحلقات التليفزيونية واللقاءات
الهامة.
* إصدارموقع متخصص بأربعة لغات ، ومنصات لـ
"السوشيال ميديا".
ففي 6 أكتوبر
2017 أصدر مركز CEMO العدد الأول من الطبعة الدولية لمجلة the
portal باللغتين الإنجليزية والفرنسية، والتي أحدثت صدى كبير في الأجواء الأوربية،
مما زاد من مسئولية المكتب التنويرية تجاه العالم الغربي لكشف حقيقة ما يجري في الشرق
الأوسط.
وفي مايو 2018، أطلق مركز دراسات الشرق الأوسط مجلة
شهرية (المرجع)، التي ستصبح مرجعًا في أيديولوجية الإسلام السياسي بأربعة لغات: فرنسي
وإنجليزي و ألماني و عربي، والتي ضمت مقالات لكتاب و خبراء في أيديولوجية الإسلام السياسي
مثل عبد الرحيم علي، و رولان جاكار، و ريشار لابيفيير ، وعثمان تازاغرت، ويان هامل.
وتوثيقا لتلك الأعداد التي تحتوي على أهم التقارير
والمقالات والوثائق المهمة، والدراساتِ والبحوثِ والمقالاتِ والتحليلاتِ و"البروفيلات"
والكتبِ والملفاتِ، أطلق مركز دراسات الشرق الأوسط «موقع المرجع»، بهدف مخاطبة القارئ
الغربي والعربي والتواصلُ معه، بحيثُ يستطيعُ الزائرونَ الاطلاعَ على الأرشيفاتِ في
جميع الأقسامِ.
وقد أصدر المركز ثلاثة كراسات متخصصة باللغات الأربع،
وكانتْ الكراسةُ الأولي، حولَ مخاطرُ الفكرِ الإخوانِّي على قيمِ الحضارةِ الغربيةِ،
وجاءتْ الكراسةُ الثانيةُ تحتَ عنوان «لماذا ينضمُ شبابٌ أوروبيون إلى داعش؟» ، ثم
الكراسة الثالثة تحت عنوان «السلفيَّةُ المدخلية«.
أما من ناحية الكتب فقد أصدر المركز سلسلة بدأها
بـ«الإخوانِ المسلمينَ» باللغتينِ الإنجليزيةِ والفرنسيةِ، وكتابٍ آخر «داعش»، بالإضافة
إلى العديد من الكتب الجارى إنتاجها من خلال المركز.
في يوم 6 اكتوبر 2017 فام المركز بعمل ندوة بعنوان
مكافحة الإرهاب و الدور القطري في تمويل الإرهاب، في فندق موريس رولان دوما، وزير الخارجية
الفرنسي الأسبق، وفرانسوا اسيلينو، مرشح الانتخابات الفرنسية الأخيرة .
وقد قام المركز في مقره الرئيسي بباريس بعمل ندوات
متعددة، شارك فيها أيضاً "جورج ملبرونو"، صحافي في "لو فيجار"
و"فرانسوا اسيلينو"، مرشح الإنتخابات الفرنسية الأخيرة، "وإلي حاتم
"، محام دولي ، و"إريك شامبير"، و"يببر بيرتيلو"، وبعضاً
من أساتذة الجامعات ممن يتمتعون بشهرة واسعة في الأوساط البحثية والإعلامية.
ويوم 17 أكتوبر عام 2017 وبمناسبة نشر كتاب دولة
الإخوان المسلمين، تم عمل ندوة حول الكتاب وإعادة توزيع الأوراق في عالم مضطرب مليء
بالتغييرات، وذلك في ساحة "لو سكريب لارماتان، شارك فيها كاترين موراف دي سايي،
وعضو مجلس الشيوخ، فرانسوا جروديديي، وزينة الطيبي الكاتبة والصحافية الفرنسية اللبنانية.
في باريس أيضاً أقام المركز يوم 29 نوفمبر 2017
ندوة تحت عنوان (مخاطر الإخوان المسلمين على القيم الغربية، وضرورة تحذير حكومات دول
الاتحاد الاوروبي منهم)، وذلك في مجلس الشيوخ الفرنسى، شارك فيها عدد من الصحافيين
السويسريين مثل يان هامل الصحافي في الأسبوعي الفرانسي لي بوين والخبير في شؤون الإخوان
المسلمين.
كما في نادى الصحافة جينيفا – سويسرا، يوم 18 يناير 2018 أقام المركز ندوة حول تمويل وانتشار الفكر المتطرف
في أوروبا..الاخوان نموذجاً، بحضور عدد من الصحافيين، مثل جورج مالبرونو من "لفيجار
وفي نادى الصحافة في باريس تمت ندوة عن توغل الارهاب
في فرنسا، ومخاطر الإرهاب الإسلامي، الذي يهدد الأمن في مصر.
وشارك يان هامل وهو صحافي في لي بوين وريشار لابيفيير
وعثمان تازاغرت وهما خبيران في شؤون الإرهاب والرهينة الامريكي السابق في سوريا تيو
بدنوس، في ندوة يوم 13 فبراير 2018 حيث قدم المركز توصيات لتعزيز مكافحة تمويل الإرهاب،
على هامش مؤتمر الأمن وسياسات الدفاع
وعن تمويل قطر للارهاب شارك عبد الرحيم علي وعدد
من الخبراء الدوليين منهم رولان جاكار وريشار لابيفيير وعثمان تازاغرت، في ندوة بميونخ
- المانيا يوم 17 فبراير 208، وافتتح الندوة د. أحمد يوسف، وبعدها طرحت عدة توصيات
بخصوص مكافحة تمويل الإرهاب.
وعلى هامش مؤتمر باريس بمناسبة مؤتمر الحكومة الفرنسية
حول مكافحة تمويل الإرهاب، وفندق نابليون – فرنسا – باريس يوم 26 إبريل 2018، أقام المركز ندوة أخرى، أطلق فيها عدداً من المجلات
والكتب والكراسات.
وحول الأدوات الجديدة التى تستخدمها الدول في تمويل
الإرهاب في أوروبا أقام المركز ندوة في فندق نابليون – فرنسا – باريس يوم 14 مايو
2018، وذلك بدعوة من مرشحة الرئاسة الفرنسية مارى لوبان، وكانت هناك العديد من الأسئلة
في وجود العديد من القنوات الفضائية الفرنسية والعربية.
ولم تصل الجهود إلى هذا الحد فقط، لكن المركز ورئيسه
انتقلوا إلى البرلمان الفرنسي، والأوربي، وبحضور مارى لوبين، اقام ندوة مع برلمانيين
فرنسيين، حول أثر انتشار منظمات الإخوان المسلمين في فرنسا على السياسات الفرنسية.
وحول خطر الإخوان على أوروبا أقام المركز إفطاراً
بالجمعية الوطنية- البرلمان الفرنسى يوم 22 مايو 2018، بحضور العديد من أعضاء البرلمان
الأوروبى، وقامت العديد من القنوات الفضائية الفرنسية والعربية بتغطية الندوة، إضافة
إلى الندوة الأخرى حول انتشار الإرهاب في اوروبا وسبل مواجهته في ستراسبورغ - فرنسا يوم 12 يونيو 2018، بحضور«مسيو جون فرونسوا جيرو - المنسق العام لأجهزة
الاستخبارات الفرنسية بالإليزيه»، ولواء «جون برنارد بيناتل قائد قوات المظلات الأسبق
بالجيش الفرنسي، وأستاذ مادة الأمن القومي بالسوربون»، الذي ألقى كلمة مهمة حول ضرورة
المواجهة الجادة مع ممولي الإرهاب خاصة في أوروبا، كما حضر البروفسور «تيرى لانس، أستاذ
مادة تاريخ الحروب في السوربون والمدير العام لمؤسسة نابليون»، وألقى كلمة مهمة حول
الدور السلبي لكبريات الصحف في فرنسا وخطيئتها في مؤازرة الإخوان المسلمين بشكل مباشر
أو غير مباشر، و«مسيو كريستيان جمبوتي رئيس تحرير مجلة انتليجانس افريكا، الخبير
الأمني بافريقيا»، الذي ألقى كلمه حول التعاون الاستخباراتي وأهمية أن نربح معركة
الأفكار قبل معركة السلاح، و«مسيو بيير برتلوه الباحث الكبير، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية»،
حيث أجرى مداخلة حول الاهتمام الذي يلاقيه بعض قادة الاخوان الإرهابيين من الإعلام
الفرنسي وهل هو مقصود أم مدفوع الأجر؟، ومن أبرز حضور الإفطار كانت الصحفية اللامعة
سيلين لوساتو مسيولة قسم الشرق الأوسط بمجلة اوبسرفاتور، واستفاضت في كلمتها حول دور
الصحافة اليسارية التي لا تفهم ظاهرة الإرهاب في انتشار الفكر المتطرف في فرنسا، وتجاذب
معها أطراف الحديث ميشيل بنجيب سيدهم الباحث في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر، والمحرر
السابق بصحيفة «لوماند»، و«سولان برز» من الشركة الفرنسية للعلاقات العامة وخبير إعلامي.
لم يكتف المركز بهذه الجهود إنما انتقل لإقامة ندوة
حول الإرهاب في ليبيا – مصر – اليمن نموذجا، ومواجهة الظاهرة ومموليها في الغرب خاصة
قطر وايران وتركيا، وذلك بفندق برنس دوجال بقاعة الـ«شاليو» يوم 24 اكتوبر 2018.
المركز في مواجهة المؤامرات
ولأن مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، نجح منذ
إطلاقه في إحداث نشاط سياسي فكري ملحوظ يهتم بدراسات الإسلام السياسي وقضايا الإرهاب،
ضمن جهوده لكشف محاولات توظيف بعض الأطراف للإسلام وحقيقة أنه دين تسامح ومحبة، فقد
واجه حرباً لا هوادة فيها بدءاً من محاولة إفشال ندواته ومؤتمراته، وانتهاء باتهامه
بمعاداة السامية، وذلك من أجل محاصرة أنشطته قانونياً.
إن المركز الذي رأى أن قضايا تيار الإسلام الحركي
والإرهاب والبحث فيها، في حاجة مُلحة أكثر من أي قضية أخرى، لجهد ملموس وحقيقي في مجال
المعلومات، وحرص على استكمال غير المتاح وعالج المتوفر منها، خاصةً بعد أن أصبحت تلك
القضايا تقض مضاجع الجميع في الشرق والغرب ليس فقط بسبب الإرهاب الذي يحصد أرواح الأبرياء
بلا تمييز، ولكن بسبب نشر أفكار تحاول تغيير العالم نحو الأسوأ، خاصة فيما يتعلق بحرية
الرأي والتعبير، وحرية العقيدة، والموقف من المرأة، والفن، وغيرها، لن يتوقف عن تلك
الجهود مطلقاً إلى أن يشاء الله.
إن خطورة المركز على الممولين والداعمين اللوجستيين
للإرهاب، هو أنه الذي أخذ على عاتقه التحذير من تغلغل بعض الجماعات في المُجتمعات الأوروبية
والغربية عموما ذات النظام العلماني المُنفتح على ثقافة الآخر، بدل السعي للاندماج
والتفاعل مع تلك المجتمعات، كما أنه كشف بوضوح دور قطر والإخوان في تمويل وصناعة الإرهاب
الدولي، ونجح في كشف عدد من الأذرع المالية للإخوان المُنتشرة في الغرب، وعمليات تبييض
الأموال، والصفقات المالية ذات الصلة بالرهائن الغربيين والإفراج عنهم لتمويل الجماعات
الإرهابية، وقدم في هذا الصدد العديد من الشهادات الحية والوثائق المؤكدة.
وبعد نجاحه في كشف دور المال القطري في تمويل الإرهاب
العالمي، وظهور العديد من الحقائق، تعرض المركز ورئيسه البرلماني والباحث د.عبدالرحيم
علي، بشكل خاص إلى هجمة شرسة من خلايا إخوانية نائمة مموّلة قطريا، بتحريض بعض الإعلام
الفرنسي على المركز بمحاولة اتهامه بمعاداة السامية، لعلمها باستحالة مهاجمة المركز
بحجج أخرى، وذلك بعد تأكيد المركز تأييد مواقف الدول العربية والإسلامية الرافضة لنقل
السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس المحتلة.
وانطقلت الحملة ضد المركز على يد "رومان كاييه"،
الذي يعرف نفسه متخصصًا في شئون الحركات الإسلامية، وهو في الحقيقة فرنسي اعتنق الإسلام
قبل سنوات وانضم إلى التيار السلفي المتشدد، وتعتبره جهات فرنسية خطرًا على الأمن القومي،
وتوقفت بعض القنوات عن دعوته للمشاركة في ملفاتها السياسية باعتباره خبيرًا في الحركات
المتطرفة.
ولأن المركز كشف في تقرير حديث، جهود حكيم القروي
أحد أبرز الوجوه الموالية للإسلاميين في فرنسا، لتسهيل صعود الإخوان في الأراضي الفرنسية
خاصةً، بفضل التمويل والاستثمار، بسبب ارتباطه بجماعة الإخوان المدعومة من قطر التي
تضخ أموالاً طائلة في أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص، واجه أيضاً تلك الحملة الشرسة.
وفي يوم الثلاثاء 22 مايو 2018 وُجهت الدعوة للدكتور
عبدالرحيم علي، من قبل لجنتى الدفاع والعلاقات الخارجية فى البرلمان الفرنسي، للتحدث
بصفته خبيرًا فى شئون الإرهاب، ونائبًا فى البرلمان المصري، وباحثًا متخصصًا فى شؤون
الإسلام الحركي، عن مخاطر إرهاب ما بعد داعش، وتغلغل الحركات الإسلامية المتطرفة فى
أوروبا بشكل عام وفرنسا بصفة خاصة، واستقبلته السيدة مارين لوبن، مرشحة الرئاسة الفرنسية السابقة، بوصفها
نائبة برلمانية وعضو لجنة الشؤون الخارجية، والسيد لوى اليوت بوصفه عضوًا بلجنة الدفاع
والأمن القومى النائب، وساعتها تحدث عن تغلغل الإخوان، والجماعات الجهادية فى فرنسا،
ومخاطر ذلك على القيم الحضارية الغربية. لكنه لفت بأن بعض غلاة العنصريين، الذين يتعمدون
التجنى على الإسلام والمسلمين، يغذون التطرّف من حيث إنهم يخلقون بيئة مواتية يستغلها
الإسلاميون المتطرفون لاستقطاب الشباب المسلم فى فرنسا. وضرب عبدالرحيم علي مثلا عن
ذلك بالعريضة المثيرة للجدل، التي أصدرتها مؤخرًا 300 شخصية في فرنسا، ودعت فيها إلى
حذف بعض الآيات من القرآن الكريم.
وفي تطور غير مسبوق على الساحة السياسية الفرنسية،
قامت السيدة مارين لوبن، بالتصديق علنا على كلام عبدالرحيم علي، ووصفت موقّعي تلك العريضة
بـ«الأغبياء»، مؤكدة أن فرنسا ليست لها أي مشكلة مع المعتقدات الدينية، ولا مع النصوص
المقدسة، بل هى معنية فقط بمحاربة التطرّف الجهادي من أجل حماية أمن مواطنيها، بمن
فيهم المسلمون.
أكد عبد الرحيم علي في الندوة السابقة كيف أن الحركات
والتنظيمات المتطرفة بشقيها الإخواني والجهادي، مدعومة من قبل رعاتها في قطر، شاءت
غير ذلك، فقد أوكلت إلى شخص مشبوه، اسمه رومان كاييه، بإطلاق حملة مسعورة لاتهام المركز
بأنه «مهووس بنظرية المؤامرة الصهيونية«، وهذا الشخص، الذى كان يزعم فى السابق أنه
باحث متخصص فى الإسلام الجهادي، قبل أن يتبين أنه مدرج على اللوائح الفرنسية للمتطرفين،
ما جعل كل وسائل الإعلام الجادة فى فرنسا تتبرأ منه وتقطع صلاتها به، قام بإطلاق سمومه
ضد «عبدالرحيم»، من خلال مجموعة من التغريدات التحريضية على توتير.، وسرعان ما تلقف
تلك التغريدات موقع صحفي فرنسي كانت قطر قد اشترت أسهمه قبل أشهر. ومن ذلك الموقع،
قفزت التهم الموجهة للدكتور عبدالرحيم علي بسرعة مذهلة إلى المواقع الصهيونية كافة
في فرنسا. ثم توسع الأمر ليصل، خلال أقل من 24 ساعة، إلى تل أبيب ليتصدر الموقع الإلكترونى
لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل«.
إن التغريدات والمقالات التى نُشرت بإيعاز من قطر
وأذيالها الإخوانية في فرنسا، وتلك التي نُشرت على المواقع الصهيونية والإسرائيلية،
حملت صياغات متطابقة وتعابير متشابهة لا يمكن أن تأتى بمحض المصادفة. لكنها كانت
تشير إلى شيء واحد فقط، هو نجاح مركز دراسات الشرق الأوسط، وإلا لما قلمت تلك
الذيول الإخوانية المدعومة قطرياً بتلك الحرب.
(سيمو) مستمر في المواجهة
لن نكف عن مواجهة المتطرفين وافرهابيين وسنكشف
كل ألاعيبهم، هكذا يقول عبد الرحيم علي، وانطلاقاً من الجهود السابقة، ومن تلك
النجاحات التي تحققت وتوجت بالعريضة التي قدمها النواب الفرنسيون، سيتوسع مركز
(سيمو) وخلا الأيام المقبلة سيفتتح مركزاً في الولايات المتحدة، كما أنه من
المتوقع مستقبلياً أن يكون له مقر في موسكو، وأيضاً في لندن، التي تعتبر من
العواصم الأوربية التي يتوغل بها تنظيم الإخوان.
إن «الإخوان» التي أصابها الوهن والضعف في الشرق
الأوسط، عقب أن كشفت الشعوب حقيقتها، تبدو أكثر قوة في الغرب؛ فقد استطاعوا الوصول
والتغلغل عبر أكثر من 500 منظمة متفرقة في أوروبا تحت مسمى اتحاد المنظمات الإسلامية
منها 250 منظمة في فرنسا فقط، ووفق إحصاءات أخرى يمتلكون حوالي
10 مليارات دولار أصولًا في الغرب، وعلى المستوى الفكري يسيطرون على مئات المساجد في
فرنسا، ويقومون بتجنيد مئات الشباب وإقناعهم بفكرهم ويزرعون فيهم الكراهية للحضارة
الغربية، وكل هذا يحتاج إلى جهود جبارة، وضع مركز دراسات الشرق الأوسط نفسه كجزء
منها، بل كمخطط موضوعي لجهودها خلال الأيام المقبلة.
يقول عبد الرحيم علي: كان لدي حلم ونجحت في تحقيقه،
وخرج المركز الذي تميز عن غيره من مراكز الدراسات والبحوث السياسية المختصة في فرنسا
وأوروبا عموماً، بمطبوعاته وإصداراته الفكرية المُعمقة، وشبكته الإخبارية الغنية
"المرجع" باللغات العربية، والفرنسية والإنجليزية، والألمانية، وبتنظيم العديد
من أهم المؤتمرات والندوات بحضور سياسي فرنسي هام، ما أسهم في التعريف بخطر تنظيم الإخوان
على الدول الأوروبية وليس فقط على منطقة الشرق الأوسط، وقدم لصانع القرار ورجل السياسة
حقائق تسهم في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلام العالمي، ومن أجل ذلك حاربونا،
ولا زالوا لكننا سننتصر عليهم، وها هم النواب الفرنسيون الذين قدموا طلبهم لماكرون
خير دليل على ما صنعناه وما قمنا به.





