زيارة «بومبيو» المفاجئة لبغداد.. رسائل للحكومة العراقية وإنذار لإيران
قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بزيارة مفاجئة للعراق الثلاثاء 7 مايو، وذلك وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، ليلتقي القادة العراقيون ببغداد في زيارة استغرقت 4 ساعات.
الزيارة المفاجئة من جانب «بومبيو» أثارت الجدل؛ خاصةً في ظل غموضها وتوقيتها، إلا أن «بومبيو» ربط بين زيارته والتصعيد الأخير مع إيران، ولم يتم الإعلان عن تفاصيل الزيارة القصيرة إلى العاصمة العراقية؛ لكنه التقى رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح.
وأعرب الوزير الأمريكي عن قلق واشنطن بسبب «نشاطات إيران» في المنطقة، وقال: «أردت أن أتوجه إلى بغداد لأتحدث مع القادة هناك، وأن أؤكد لهم أننا مستعدون لضمان بقاء العراق دولة مستقلة ذات سيادة»، ولم تكشف الحكومة العراقية عن تفاصيل المحادثات التي جرت بين رئيسها، عادل عبد المهدي، والوزير الأمريكي.
وقال بومبيو: إنه تحدث مع القيادة العراقية لطمأنتها بأن بلاده تقف مستعدة لضمان استقلال العراق وسيادته؛ مضيفًا أنه أراد مساعدتهم على أن يكونوا أقل اعتمادًا على صفقات الطاقة مع إيران.
رسائل للحكومة
المحلل السياسي العراقي فراس إلياس قال في تصريحات خاصة لـ«المرجع»: إن الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى بغداد جاءت لتحمل في طياتها الكثير من الرسائل للحكومة العراقية، واستبيان موقفها من تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي قطع زيارته إلى ألمانيا متوجهًا للعراق، من أجل إفهام الحكومة العراقية بأنها ستكون المسؤول الأول عن أي هجوم او تهديد تتعرض له القوات والمصالح الأمريكية في العراق، كما نوه إلى ضرورة أن تعتمد الحكومة العراقية سياسة أكثر تفهمًا للتوجه الأمريكي حيال إيران، وعدم الرضوخ للضغوط الإيرانية، مقابل تعهد أمريكي بحفظ السيادة العراقية، وتقديم إعفاء للعراق من العقوبات الأمريكية على إيران.
وتابع إلياس: «أشارت الكثيرُ من المصادر إلى أن وزير الخارجية الأمريكي جاء للاطلاع على فحوى الرسالة التي وجهها الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن طريق الرئيس العراقي برهم صالح، والتي مَفادها عدم نية إيران الدخول في صدام مسلح مع الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط».
وشدد المحل السياسي العراقي على أن الرغبة الأمريكية باتت أكثر وضوحًا اليوم في مجابهة إيران في العديد من ساحات الشرق الأوسط، ومنها العراق، ولهذا تدرك الولايات المتحدة الأمريكية قيمة العراق في الإستراتيجية الإيرانية، وأنه يشكل رأس الحربة لأي تهديد تقدم عليه إيران بالضد من المصالح الأمريكية، مختتمًا تصريحه بالقول: «يبدو أن الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي تفهمًا مغزى الرسالة الأمريكية، وأوضحا لبومبيو بأن الحفاظ على المصالح والقوات الأمريكية هي من مسؤوليات الحكومة العراقية، وسنعمل جاهدين في ذلك».





