تساؤلات حول دعوة «البغدادي» لفتح جبهات جديدة بالسودان والجزائر
حضرت أفريقيا بقوة في حديث زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي
أبوبكر البغدادي، في أحدث ظهور
مرئي له
الإثنين 29 أبريل، والذي أطل به بعد غياب 5 سنوات، لكن من بين كل دول القارة
السمراء وجه «البغدادي» وجه رسالة للمحتجين في السودان والجزائر، بما يثير تساؤلات
حول ما تحمله تلك الرسائل.
وعلى الرغم من إشادة البغدادي باحتجاجات المواطنين في
البلدين، لكنه طالبهم بـ«استلهام تجربة التنظيم وحمل السلاح»، ووصفهم بأنهم «لم يفقهوا
وحتى هذه اللحظة: لماذا خرجوا، وماذا يريدون»، كما وصف الحكام في كلٍ من الجزائر
والسودان بـ«الطواغيت»، وقال إن الطريقة الوحيدة لمواجهتهم «الجهاد في سبيل الله
.. وبالسيف».
طرحت دعوة البغدادي للقتال المسلح – وفقًا لمنهج
التنظيم – تساؤلات حول رغبة زعيم «داعش» في تكوين فروع له في السودان والجزائر مستغلًا
الأوضاع الأمنية المضطربة، والنزاع بين أطراف متعددة كوسيلة رئيسية تتغذى عليها
الجماعات المسلحة.
وتأتي تلك الدعوة أيضًا في وقت فقد فيه «داعش» الأراضي التي سيطر عليها في كلٍ من سوريا والعراق، بعدما تم تحرير آخر معاقله في «الباغوز» السورية الشهر الماضي.
استغلال أتباع العشرية السوداء
ويسعى التنظيم بدعوة البغدادي، لاستغلال عناصر إرهابية وجماعات مسلحة موجودة بالفعل في الجزائر، نمت عندما شاركت فيما عرف بـ«العشرية السوداء».
وتنشط مجموعة تابعة لــ«داعش» في الجزائر تحت اسم (ولاية الجزائر)، إذ كانت هذه المجموعة تعرف سابقًا باسم «جند الخلافة في أرض الجزائر»، ويتزعمها «خالد أبو سليمان» مسؤول كتيبة «الهدى» سابقًا، وينحدر من «بومرداس» بشمال الجزائر.
وقد فرضت جماعة «جند الخلافة» الجزائرية اسمها على ساحة الإعلام الدولي بعد إعلانها اختطاف مواطن فرنسي فى 22 سبتمبر 2014، وكانت هذه الجماعة المتشددة أعلنت مبايعتها لتنظيم «داعش» قبل أيام من الاختطاف.
وفي سبتمبر 2014 أعلن زعيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، خالد أبو سليمان (اسم مستعار)، في بيان له أنه «كسر» الولاء مع تنظيم «القاعدة» وأقسم بالولاء لزعيم «داعش».
وفي نوفمبر 2014 أعلنَ «أبوبكر البغدادي» أن المجموعة غيرت اسمها إلى «ولایة الجزائر» تماشيًا مع باقي الجماعات التابعة والمنتمية له.
ويرى مراقبون وأمنيون أن الأجهزة الجزائرية أفشلت مساعي تنظيم «داعش» كان يسعى من خلالها للتمدد عبر أراضيها، باعتبارها محطةً مهمةً للعبور إلى أفريقيا؛ ومن ناحية أخرى مركزًا من مراكز التجنيد.
السلفية الجهادية
وفي السودان، تستغل الجماعات الإرهابية الجذور المتأصلة لـ«السلفية الجهادية» والتي تعد الأيديولوجيا الفكرية التي تنبثق منها جميع الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
ورغم دخول الفكر السلفي للسودان في وقت مبكر، لكنه لم يجد قبولًا لدى السودانيين؛ لكن في العِقد الأخير، تنامى نفوذه، على نحو أقلق المراقبين للحركات الإسلاموية، إذ شهد مطلع عام 2013 الإعلان عن ميلاد ذراع لحركة جديدة بجامعة الخرطوم، تدين بالولاء لتنظيم «القاعدة»، تحت مسمى «السلف الجهادي في بلاد النيلين»، وظهر التنظيم علنًا مع انطلاق التظاهرات الاحتجاجية، التي نددت بالإساءة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، إذ انضم بعضهم للتظاهرات وهاجموا سفارتي ألمانيا والولايات المتحدة بالخرطوم وظهر عناصر الجماعة يتوشحون عصابة رأس سوداء مكتوب عليها لفظ الجلالة.





