«مُرتزقة الموت».. إرهاب الحوثيين ينهش جسد اليمن
الجمعة 26/أبريل/2019 - 09:52 م
شيماء حفظي
· الحوثيون يسطون على المساعدات والأمم المتحدة تُحذر من كارثة إنسانيَّة
· ميليشيا الحوثي مازالت تستفيد من «الألغام» وتقتل المدنيين
· باحثة: نقض الاتفاقات سمة إيرانية أورثتها للحوثيين
الحوثيين
بدأ العام 2019، بآمال كبيرة لتحقيق سلام في اليمن، يُخَلِّص الشعب من همجية ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي جَرَّت البلاد إلى نفق مظلم؛ لكن على مدار 3 أشهر هي مدة الربع الأول من العام، تعمدت الميليشيا المدعومة إيرانيًّا خرق الهدنة وإفشال اتفاق «ستوكهولم» فى السويد؛ إضافة إلى شن هجمات تهدم البنية التحتية، وتوقع مزيدًا من الضحايا وترفع أعداد المدنيين الذين يحتاجون للمساعدة، فضلًا عن تعطيلها إدخال المساعدات التي توفرها الأمم المتحدة والتحالف العربي لدعم الشرعية فى اليمن.
خرق الحوثيون على مدار 3 أشهر، «اتفاق ستوكهولم»، الذي تم التوصل له مع الحكومة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بشأن مدينة «الحديدة» في ديسمبر 2018 ، الذي يتضمن وقفًا كاملًا لإطلاق النار وانسحابًا عسكريًّا للميليشيات من المدينة والميناء.
اتفاق ستوكهولم
إفشال متعمد للسلام
تقول الدكتورة نورهان أنور، الباحثة في الشأن اليمني: إن ميليشيا الحوثي مازالت تسيطر على أجزاء كبيرة من ميناء «الحديدة»، الذي تدخل منه المساعدات الإنسانية للمدنيين، ما يجعلهم متحكمين في وصول هذه المساعدات ومسؤولين عن تعطيلها.
وأضافت في تصريحات لـ«المرجع»، أن ميليشيا الحوثي تابعة لإيران التي تتسم بأنها دولة لا تحفظ العهود، ولديهم فجوة بين الاتفاق والتطبيق، فهي تجيد الاتفاق ولا تلتزم بتنفيذه، وكما نقضت جماعة الحوثي اتفاقية الألغام فهي تسعى أيضًا لنقض اتفاق ستوكهولم.
ويُعد اتفاق ستوكهولم إنجازًا؛ لأنه يتضمن انسحاب الحوثيين للمرة الأولى منذ الانقلاب على الحكومة الشرعية قبل أكثر من 4 سنوات، وكانت المرة الأولى في تاريخ الميليشيا، التى تقبل فيها الانسحاب من مدينة «الحديدة» ومينائها.
وشنت ميليشيات الحوثي خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2019، عشرات الهجمات ضد القوات اليمنية، والمدنيين، إضافة إلى قصف مواقع القوات بمدفعية الهاون وصواريخ حرارية والأسلحة الرشاشة.
وقال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان: إن جماعة الحوثي الموالية لإيران تتجاهل دعوة المملكة لحل سياسي للحرب الدائرة فى اليمن.
وبحسب بيانات التحالف العربي، فإن 59 حالة من انتهاكات الحوثيين وقعت في مدينة «الحديدة»، مقابل 254 هجومًا في المناطق الريفية جنوبي المدينة، في يناير الماضي فقط؛ حيث ضرب المتمردون مرارًا مسار الإمداد الرئيسي للقوات الشرعية، كما انتهك الحوثيون وقف إطلاق النار بمعدل 20 هجومًا في اليوم.
ويقول رئيس لجنة إعادة الانتشار، المُكلف من الأمم المتحدة الجنرال باتريك كاميرات: إن الميليشيا الموالية لإيران سلمت ميناء «الحديدة» إلى عناصر حوثية متخفية في ملابس مدنية، في محاولة للالتفاف على اتفاق ستوكهولم، ووصفها بـ«عملية تسليم مزيفة».
وبينما نص اتفاق السويد على فتح ممرات إنسانية من ميناء «الحديدة» إلى صنعاء لاستقبال المساعدات الغذائية والدوائية للشعب اليمني، أغلقت الميليشيا طريق (الحديدة - صنعاء)، وأطلقت النار على الجرافات التي كان من المفترض أن تزيح الكتل الأسمنتية وترفع الألغام عن الطريق.
وأكدت مصادر أن الحوثيين يواصلون حشد المزيد من المقاتلين والآليات العسكرية إلى «الحديدة» في إطار التصعيد العسكري، حيث استقدمت قوات ومعدات عسكرية جديدة وأسلحة ثقيلة إلى منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا وفي المرتفعات الشرقية والشمالية لمديرية حيس.
منع المساعدت الإنسانية
ورغم تأكيد الأمم المتحدة على أن اتفاق ستوكهولم يخدم بشكل أساسي المدنيين الذين تسببت الحرب في تدهور أوضاعهم المعيشية، مشددة على أهمية ضخ المساعدات الإنسانية، مازالت جماعة الحوثي تمنع دخول قوافل المساعدات وخاصة في «الحديدة»، واحتجزت في شهر واحد قرابة 28 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية وأدوية.
ولم يتوقف الأمر فقط، عند منع القوافل الإغاثية؛ لكنها امتدت أيضًا لحرق إمدادات الغذاء، ففي فبراير 2019، قصفت ميليشيات الحوثي صوامع الغلال في مطاحن البحر الأحمر، ومستودعات الحبوب التابعة لبرنامج الغذاء العالمي في «الحديدة».
ويواجه اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج ما يقرب من 80% من إجمالي عدد السكان، أي 24.1 مليون شخص، إلى مساعدات إنسانية وحماية، فيما أصبح 10 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، كما يعاني 7 ملايين شخص من سوء التغذية.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، تحتاج خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2019 تمويلًا بمقدار 4.2 مليار دولار لمساعدة أكثر من 20 مليون شخص، نصفهم يعتمد كليًّا على المساعدات الإنسانية، لتلبية احتياجاتهم الأساسية كل شهر، وتم حتى اليوم تمويل الخطة بنسبة 6%.
زراعة الألغام مستمرة
ومازالت جماعة الحوثي تستخدم الألغام في تعطيل عمليات الإغاثة وقتل المدنيين، إذ قال تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» صادر الأسبوع الماضي إن الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون لم تشوه العديد من المدنيين فحسب، بل منعت المستضعفين من حصاد الغلال، وجلب المياه النظيفة، التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة، ومنعت الألغام أيضًا منظمات الإغاثة من جلب الغذاء والرعاية الصحية.
وأكدت «هيومن رايتس» أنها وجدت أدلة على أنه إضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرع الحوثيون، ألغامًا مضادة للمركبات في المناطق المدنية، وأجهزة متفجرة يدوية الصنع مموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار.
كما أوضح التقرير أن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للأفراد في حيران، قرب الحدود السعودية، وأكدوا استخدامهم للألغام البحرية، رغم المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية، مطالبًا الحوثيين بالكف فورًا عن استخدام هذه الأسلحة ومعاقبة القادة المسؤولين عن استخدامها.





