ad a b
ad ad ad

دماء سريلانكا.. قداس الفصح تحول لكارثة في بلد النزاعات الطائفية

الأحد 21/أبريل/2019 - 11:24 م
المرجع
أسماء البتاكوشي
طباعة

لاتزال أعداد ضحايا الهجمات الدامية، التي شهدتها سريلانكا، آخذة في الارتفاع؛ إذ وصل عددهم إلى أكثر من 207 أشخاص، وأكثر من 400 جريح آخرين، إثر 8 انفجارات هزت العاصمة السريلانكية كولومبو، 6 منهم استهدفت كنائس وفنادق، أعقبها انفجاران وقع أحدهما في حي ديماتوغيدا والآخر في حي دهيوالا، صباح الأحد 21 أبريل الحالي، تزامنًًا مع الاحتفال بقداس عيد الفصح، وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك التفجيرات.

دماء سريلانكا.. قداس

حظر تجوال


فيما كشف نائب وزير الدولة لشؤون الدفاع في سريلانكا، روان ويجواردين، أن سلسلة الهجمات التي تعرضت لها كنائس وفنادق في البلاد، هي أعمال إرهابية، حيث قال «ويجواردين» في مؤتمر صحفي،  عقب التفجيرات بأنها «عمل إرهابي من جانب جماعات متطرفة» -لم يسمها-.

 

وأعلن «ويجواردين» اعتقال 7 أشخاص مشتبه بهم عقب وقوع الحادث، إضافة إلى فرض حظر التجوال في أنحاء البلاد لمدة 12 ساعة اعتبارًا من الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي.

 

وفي وقت سابق أصدرت المخابرات السريلانكية، تحذيرًا حول هجوم انتحارى محتمل يستهدف كبرى الكنائس، وفقًا لوسائل إعلام أجنبية.

 

وكشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن وكالة «فرانس برس»، أن قائد شرطة سريلانكا، بوجوث جاياسوندارا، أصدر تنبيهًا استخباريًّا لكبار الضباط قبل 10 أيام، محذرًا من أن الانتحاريين يعتزمون استهداف الكنائس البارزة.

دماء سريلانكا.. قداس

جماعة التوحيد


وتضمن  الإنذار أن جماعة التوحيد الوطنية  -التي تقدم نفسها على أنها جماعة إسلاموية تطبق الشريعة في أنحاء البلاد كافة- تخطط لتنفيذ هجمات انتحارية تستهدف كنائس بارزة وكذلك المفوضية العليا الهندية في كولومبو، بعد أن اتهمت خلال العام الماضي بتخريب تماثيل بوذية.

 

وانتشر فيديو لـ«عبدالرازق» المتحدث باسم جماعة «التوحيد»؛ حيث أدلى بتصريحات مسيئة عن المعتقدات البوذية، الأمر الذي أغضب أصحاب الديانة بشدة في عام 2013.

 

وفي عام 2016 انتشر مقطع آخر لـ«عبدالرازق» هاجم من خلاله رهبان البوذية؛ ما أدى إلى تقديم شكوى ضده و6 من أعضاء الجماعة، إلى السلطات التي اضطرت للقبض عليه، عقب تهديدات بإشاعة الفوضى والقتل في البلاد، انتقامًا من رئيس الجماعة الذي لا يتوانَى عن الاستهزاء بهم وبمعتقداتهم، وفقًا لصحيفة «ديلي نيوز» الأمريكية.

 

وأفرجت السلطات عن زعيم الجماعة الإسلامية بكفالة بعد اعتذار أعضائها إلى المحكمة عن تلك الاساءة.

دماء سريلانكا.. قداس

بلد النزاعات الدموية


وتعتبر سريلانكا بلد معتاد على النزاعات الدينية الدموية، خاصة بين البوذيين الذين يشكلون نحو 70% والهندوس التاميل نحو 12%،إضافة إلى 10% من المسلمين، وبها أقلية مسيحية تشكل فقط 7.5 % من السكان.

 

ويصل تعداد الأقلية الكاثوليكية التي استُهدفت الكنائس الخاصة بها، إلى 1,2 مليون شخص من أصل 21 مليون مواطن، يتوزعون بين عرقية التاميل والغالبية السنهالية.

 

وكانت السلطات السريلانكية قد اعتمدت قانونًا جديدًا، نهاية 2017، لمكافحة تمويل الإرهاب ومراقبة الإجراءات الماليَّة، للحد من عمليات غسيل الأموال، إضافة إلى الإشراف على عمليات تداول النقد الأجنبي للسيطرة على عملية تدفق الأموال من وإلى البلاد.

 

فيما يفسر تصريح سابق لوزير الدفاع، جوتابايا راجاباكسه، عن مخاوف الدولة من إمكانية استغلال الصراع القائم بين الحكومة وطائفة التاميل، من قِبل متطرفي الراديكالية الإسلاميَّة، وحرص السلطات على محاربة الإرهاب، إذ كشف «جوتابايا» عن تدفق عناصر تنتمي للفكر الراديكالي إلى داخل أراضي الدولة، ما يرجح احتمالية استخدامهم لتأجيج مزيد من الصراعات الطائفية في المنطقة ذات الأغلبية البوذية، وهو ما لاتحتمله الدولة بعد سنوات من كفاحها نحو الاستقرار.

"